نار سحب الثقة من الحكومة تصبح رمادا، وتركيا تقحم العراق بإيجاد حل لسوريا
حسين النعمة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باتت محاولات رئيس الوزراء نوري المالكي في تشكيل كتلة جديدة تضم القائمة العراقية في مواجهة مطالب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اضافة الى استمرارها في عرض ملف اللاجئين السوريين في العراق وقضايا اخرى، والنقاشات التي تجريها قيادات سياسية من ائتلافي دولة القانون والعراقية بشأن تشكيل كتلة جديدة تضمهم وقوى أخرى بهدف إعادة المواطنة إلى الدولة العراقية إخراجها من المذهبية التي تضرب بها من خلال تخفيف الغلو الاجتماعي والطائفي في البلاد الامر الذي يمكن اعتباره إعادة لرسم الخارطة السياسية العراقية الراهنة المليئة بالصراعات والتناقضات.
وما كشفه مصدر سياسي رفيع من أن "رئيس الوزراء نوري المالكي يسعى لتشكيل جبهة سياسية تواجه مطاليب الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وخاصة فيما يتعلق بتصدير النفط عبر تركيا بطريقة غير قانونية"، مضيفا ان "المالكي ابدى تجاوبا للقاء رئيس القائمة العراقية اياد علاوي وانهاء المشاكل بينهما والبدء بمرحلة جديدة تواجه التحديات الكردية وخاصة مطالب حزب بارزاني".
وفي السياق ذاته اعلن مصدر مقرب من رئيس الوزرء موافقته على منح صالح المطلك في اصلاحيات واسعة لعودته لمنصبه نائبا لرئيس مجلس الوزراء.
فيما أوردت صحف السبت 28- يوليو مؤكدة إن "المطلك اشترط ان يمنح صلاحيات واسعة في التعامل مع الوزراء المعنيين بتوفير الخدمات الامر الذي وافق عليه المالكي على الفور"، أشارت كذلك الى الملف السوري ودعوة ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي الحكومة العراقية والمواطنين الى "توفير الظروف الملائمة للاجئين السوريين الذين سبق وان احتضنوا العراقيين في سنوات سابقة".
وعلى صعيد متصل فقد تظاهر العشرات من اهالي قضاء القائم بعد صلاة الجمعة للمطالبة بإخراج اللاجئين السوريين من المخيمات وتسليمهم الى اقاربهم في القضاء بسبب الاوضاع التي يعيشونها النازحون السوريون في مخيمات تشبه المعتقلات الجماعية
وفي سعي العراق لأبرام صفقة تسليح متطورة مع روسيا، وبهذا الشأن مع تصاعد حدة الصراع في المنطقة وتزايد التحديات الامنية التي تواجه البلاد بدأت الحكومة بالبحث عن آليات وخطط عاجلة لتسليح الجيش بأحدث الاسلحة بغية الحفاظ على الامن الداخلي وافشال المخططات التي تستهدف وحدة العراق.
ونقلت نخبة من وكالات الانباء عن مصدر رسمي قوله ان "وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي قام بزيارة الى موسكو الاسبوع الماضي برفقة وفد رفيع المستوى، وتم خلال الزيارة التباحث حول امكانية تزويد موسكو بغداد بالأسلحة الثقيلة وآليات نقل الجند والمدرعات المتطورة بما يسهم في دعم القوات البرية لتحقيق المهام التي تكلف بها".
جميع هذه الاحداث بدأت تتصاعد بدوافعها الى تأزم العلاقة بين الدولة والاقليم وشد وضم باق الاطراف الى الام الدولة، وقد وصف رئيس لجنة المصالحة الوطنية والمساءلة البرلمانية قيس الشذر لقاء نائب رئيس الوزراء صالح المطلك برئيس الوزراء نوري المالكي بالخطوة الايجابية باتجاه المصالحة وإيجاد طرق تؤدي إلى مشاركة الجميع بالحكومة وان تكون فعلاً حكومة شراكة وطنية.
ويذكر أن المطلك سافر الى تركيا عقب لقائه بالمالكي مباشرة...
في الوقت الذي أذاعت إذاعة العراق الحر خبر فتح العراق معابره الحدودية امام النازحين السوريين تحت ضغوطات داخلية وخارجية، أعلنت الحكومة التركية غلق حدودها امام السوريين الفارين من الاقتتال، في موقف اثار ريبة سياسيين ومراقبين عراقيين وقلقهم.
ويقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور حميد فاضل ان تركيا الموغلة بموقفها ازاء الاحداث في سوريا بشكل كبير، فأنها تحاول توريط العراق بأكبر عدد ممكن من النازحين السوريين، وتجعله معنيا بإيجاد حل في سوريا، حتى لو كان على حساب النظام الحالي.
واوضح فاضل ان الحدود التركية مع سوريا هي افضل من حدود سوريا مع العراق والاردن الا ان تركيا اغلقت حدودها ايضا لاعتبارات امنية وخدمية لاسيما وانها قد استقبلت النازحين السوريين منذ وقت مبكر.
ويرى المحلل السياسي واثق الهاشمي ان تركيا التي استقبلت النازحين السوريين منذ بداية الازمة تغلق حدودها الان مع اعلان العراق فتح حدوده امامهم والسبب برأيه انها تحاول اشراك عدد من دول الجوار في استقبال النازحين السوريين واجبار حكوماتهم على اتخاذ مواقف مضادة للحكومة السورية الحالية.
وانتقد النائب السابق القاضي وائل عبد اللطيف موقف الحكومة بفتح الحدود امام النازحين السوريين وانصياعها لضغوطات عشائر في الانبار، في الوقت الذي اتخذ تنظيم القاعدة سوريا مقرا رسميا له، واصبح يشكل خطرا حقيقيا على العراق، ولهذا السبب بادرت تركيا الى اغلاق حدودها.
ودعا عبد اللطيف الحكومة الى اتخاذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن المجاملات لصالح أمن البلد، ومحاولة حصر النازحين قرب الحدود وعدم السماح لهم للوصول الى المدن العراقية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسين النعمة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat