صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

ابتلاء الشعب العراقي ببعض السياسيين !
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 السياسة اداء ناجح ، ونتائج ايجابية ملموسة لصالح الشعب ، بعض سياسيينا اليوم ، وهذا امر يؤسف له ، اداء ردئ ، ونتائج ليست في مصلحة الشعب العراقي ، بل تصب في جيب هذا السياسي ، او في خانة حزبه او جماعته ، وهناك من السياسيين من يكون اداؤهم لصالح الجهات التي تتخندق مع اعداء العراق ، بل يصب اداؤهم احيانا في جيب اعداء العراق بصورة مباشرة ، واقصد بالسياسي من يمارس دوره من خلال السلطة التنفيذية ، او من خلال السلطة التشريعية ، وسواء كان يمارس دوره من خلال سلطات المركز ، او من خلال السلطات المحلية في المحافظات .
بعض من يوجد على الساحة السياسية العراقية نطلق عليهم لفظ سياسيين تجوزا ، مثل هؤلاء يتخذون من السياسة ستارا لتحقيق اغراضهم ، فهم اما ان يكونوا تجارا ، او مقاولين يحققون الارباح الفاحشة تحت مسمى السياسة ، او يمارسون الفساد المالي ، وسرقة المال العام ، بل منهم من لا يكتفي بهذا الانحراف من تبذير وتدمير وسرقة للثروة الوطنية ، نراهم يوظفون هذه الاموال لخدمة الارهاب ، وقتل الابرياء ، فهم خبراء محنكون في الكذب والتدليس والتزييف وخلق المشاكل ، مثل هؤلاء لا يمكن ان نسميهم سياسيين بل يرتدون ثوب السياسة .
ربما يقول قائل ان هؤلاء قد انتخبهم الشعب ، واقول صحيح ، انتخبهم الشعب ، لكنهم خدعوا من انتخبهم ، فبعض هؤلاء صعدوا باموال السحت الحرام ، وبعضهم حاز على هوية السياسة بالتزوير ، او بالوعود الكاذبة على الناس ، كما لا ننكر اننا حديثو عهد بممارسة الديمقراطية ، وخبرتنا في هذا المجال ضعيفة ، فالبعض انساق بدوافع عشائرية ، من دون مراعاة المصالح العامة ، او انساق بدوافع مذهبية او عنصرية لأنتخاب هذا الشخص او ذاك ، في حين يفترض ان ننتخب من هو الاكفئ والاصلح ، بعيدا عن الدوافع الشخصية والعشائرية والمذهبية او غيرها ، وقد استطاع بعض من سموا انفسهم بالسياسيين  ، من الكذب على الشعب وخداعه ، فمرروا انفسهم من خلال هذه القنوات غير الطبيعية وغير المشروعة.
ارى ان الشعب قد شاهد اداء هؤلاء السياسيين ، وشخّصهم ، وسيقول كلمته فيهم في الانتخابات القادمة ، بل سيحاسب البعض منهم ، خاصة المتورطين منهم  في الارهاب والتخريب ، اوالفساد المالي والاداري ، او المتاجرة اللامشروعة من خلال استغلال المنصب ، سيطالب الشعب بأحالة مثل هذه الشخصيات التي حسبت على السياسة ظلما ، الى القضاء العادل لينالوا جزاءهم ، رغم ان بعض هؤلاء يرتبطون بخطوط خارجية تدافع عنهم ، وتحاول حمايتهم ، مثل ما يحصل الان مع قضية طارق الهاشمي .
بعض سياسيينا اليوم تحولوا الى ادوات للتخريب ، وتنفيذ الاجندات الخارجية ، والتغطية على المفسدين ، والتقاتل من اجل الحصول على المنصب الذي من خلاله يمارسون دورهم في الفساد والتخريب ، اذ يستخدمون المنصب وسيلة للوصول الى تحقيق مخططاتهم واهدافهم ، خاصة عندما يتولى المنصب غير الكفوء ، لأن الغاية ليس خدمة الشعب بل خدمة انفسهم فحسب ، وهذا ابتلاء كبير للشعب العراقي  .
بعض هؤلاء السياسيين يعملون خارج السياقات الفنية والمهنية ، اذ يتعاملون مع الاخرين على قاعدة ( انت معي او ضدي ) ، وهذا شعار كان صدام المقبور يرفعه ، اذ قسّم الشعب الى صنفين ، معي او ضدي ، بعض من يحسب على السياسة اليوم يسير بهذا الخط ، الذي هو احياء لخط البعث المندثر .
المتابع للساحة السياسية في العراق ، يرى بعض من يُحسب على السياسة ، وقد تحول الى مهرّج ، اشبه بمهرج السيرك ، الذي هدفه جلب الانتباه فقط ، نراهم يتوجهون الى الاعلام في الصغيرة والكبيرة ، حقا او باطلا ، فغرضهم التشهير والتسقيط  فحسب ، ونحن نعرف ان ميدان الصراع المشروع بين السياسيين هو قبة البرلمان ، والقنوات القانونية والدستورية ، لكن من يحسب على السياسة ، يترك البرلمان ، والطرق القانونية  ويتوجه بشكل مباشر الى الاعلام ، اذ نرى في كل يوم تقريبا مؤتمرا ، او تصريحا ، يلهب فيه مشاعر الجماهير ، سواء كان هذا التصريح صادقا او كاذبا هذا لا يهم  ، المهم هو خلق حالة من التشويش والارباك ، وعدم الاستقرار ، ويتصور هؤلاء السياسيون او المحسوبون على السياسة بعبارة اصح ، ان الشعب غافل عما يعملون ، او يتصورون ان اباطيلهم هذه يمكن ان تُمرر على الشعب الذي اصبح خبيرا في اكتشافها ، وتشخيص القائمين بها ، ومعرفة نواياهم غير الحسنة .
لو نظرنا نظرة موضوعية وسألنا انفسنا من المستفيد من خلق هذه البلبة والمشاكل المفتعلة ؟ ومن المستفيد من اشاعة الفساد في مؤسسات الدولة او اشاعة الارهاب ؟ الجواب معروف ان اعداء الشعب العراقي هم المستفيدون سواء كان في داخل العراق او خارجه ، وان المتضرر الوحيد هو الشعب العراقي ، اما السياسيون الوطنيون المخلصون والصادقون في ولائهم لشعبهم ووطنهم ، نرى الواحد منهم كالقابض على جمرة ، او كمن يصارع ضد التيار ، او كمن يقاتل على اكثر من جبهة ، اعانهم الله تعالى ، وشدّ من ازرهم وعزيمتهم لمقاومة اعداء الشعب العراقي المتلبسين بثوب السياسة .
 هناك ايضا من السياسيين الوطنيين ، لكنهم لم يبلغوا الرشد في ادائهم ، بل احيانا يقعون ضحية اللعبة السياسية التي يلعبها المحنكون في السياسة من غير الوطنيين ، والذين يلعبون في الساحة السياسية العراق بوحي الاجندات الخارجية ، مثل هؤلاء عليهم الارتقاء في ادائهم السياسي ، حتى لا يُستغلوا من الاخرين المعادين للعملية السياسية الجديدة ، وحتى لا يقعوا في شباك وحيل شياطين السياسة ، ويظهروا امام شعبهم كمن يغرد خارج السرب .
السياسة توصف بانها فن الممكن ، يفترض ان يمارس رجل السياسة هذا الفن لخدمة وطنه وشعبه ، لكن للاسف لا نرى سياسيين بالمعنى الصحيح للكلمة الّا النزر القليل  ، بينما نرى المتاجرين بالسياسة ، والمدعين بها زورا ، والنفعيين ، والاجراء ،والمخربين والارهابيين ،ونرى ايضا السذج في السياسة ، وهذه بلوى كبيرة ابتلي بها الشعب العراقي ، وفي رأيي ان وجود هؤلاء هي احدى افرازات وجود المحتل ، الذي انسحب بأرادة الشعب العراقي ، وبكفاءة السياسي الوطني المخلص الذي تفاوض مع المحتل ،  انسحب المحتل وترك لنا ابتلاءات كثيرة وكبيرة .
املنا بالله كبير بأن تنتصر ارادة الشعب العراقي ، ليقول كلمته في السياسيين الذين   ابتلي بهم الشعب العراقي ، والذين لم يقدموا شيئا الّا جلب المشاكل للشعب وللحكومة الوطنية المنتخبة ، نراهم يشاركون في الحكومة ويعملون ضدها وضد مصالح الشعب الصابر ، ولا يهمهم شئ الا مصالحهم الشخصية ، او مصالح الدول المعادية للعراق والتي تقدم لهم الدعم والتمويل  . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/26



كتابة تعليق لموضوع : ابتلاء الشعب العراقي ببعض السياسيين !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net