التزوير المقنع عند الإسلاميين
حيدر الخضر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر الخضر

بعد ثورات ( الخريف العربيّ )التي حدّثت في الوطن العربيّ وأحدثت تغيّرات كثيرة في معالم النظم السياسيّة اتخذت القوى الإسلاميّة التي تدعي الإسلام طرق مختلفة للوصول إلى السلطة بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن حتى وان باعت الإسلام ذاته ، والذي يساعد في هذا الدول التي تريد محاربة الإسلام وعملائهم في بعض الدول العربيّة وعلى رأسهم قطر الصهيونيّة التي أصبحت تعمل بشكل علني تحت مضلة أمريكا وإسرائيل وتساعد الإسلاميين في الوصول إلى السلطة وتسنم زمام الأمور في دول ( الخريف العربيّ ) كما يسميها المفكر العراقيّ ضياء الشكرجيّ ونجحت إلى حد كبير في تحقيق أهداف الصهيونيّة فوصل الإسلاميون في تونس واليمن ومصر ومن قبل حاولوا في العراق وما زال الصراع مستمر في سوريا وباقي الدول العربيّة وجميع هؤلاء وصلوا تحت ذريعة الديمقراطية وهذا صحيح ولكن ! أي ديمقراطية هذه عند ما تصوّر الانتخابات للشعوب بأنها معركة بين مسلمين ومشركين ؟ ! وأي ديمقراطية عندما يحرم النزيه والكفاءة من منصب لكونه لا يتكلم بالطائفة والدين ولا ينتمي إلى حزب إسلامي مذهبي ؟! وأي ديمقراطية هذه عندما يستبعد المرشح لكونه يتكلم بالوطنية ؟! إن الديمقراطية كما أسلفنا كثيرا يراد لها بناء منظومة اجتماعية متكاملة تنمي وتربي عقول واعية منفتحة خالية من التعقيّد الذاتي والاجتماعي ؛ كي تطبق فأصبحت الديمقراطية في دول الشرق عبارة عن دكتاتورية دينية وطائفية واعني بذلك أن يصوّر الإسلاميون انتخابهم هو أمر قدسي لا مناص منه وهو يحقق صلب الديمقراطية ويدعون على الأخريين الافتراءات والأكاذيب بغية عدم الوصول إلى السلطة وانحصار السلطة بأيديهم وهذا تزوير للإرادة الإنسان الحر لكن تزوير مقنع فيزورون الانتخابات بترهيب الناس بالآخرة ويوم الحساب وهم أول من سيسألون على أعمالهم هذه يوم تقوم الساعة ، إن التزوير لا شرط أن يكون من خلال التلاعب بصناديق الاقتراع وإنما يكون بوسائل متعددة مثل زج الناس خوفاً إلى الانتخاب والتصويت لمرشح إسلاميّ بعينه والتصوير للناخب أن الذي ينتخب هذا الشخص يدخل الجنة والذي لا ينتخبه يدخل النار أي جنة ونار يتحدثون بها هؤلاء الدجلة والله –سبحانه وتعالى- وحده من يقرر مصيّر الإنسان ! لماذا هذا الجهل والإشراك بالله –عز وجل- ؟ فقد حدث سابقاً في الانتخابات العراقيّة حالات كنت شاهداً عليها فبعض رجال الدين والدين منهم براء يصوّرون الانتخابات كمعركة بين الحق والباطل والمرشح الإسلاميّ يمثل الحق وما دونه يمثل الباطل والذي ينتخب الحق يتشفع له علي بن أبي طالب والزهراء والحسن والحسين –عليهم السلام أجمعين- وينجوه من سيئاته وأعماله ، والذي لا ينتخبهم سيسألون يوم القيامة ونفس (السيناريو) تكرر عند حماس في فلسطين والإخوان في مصر فمن ينتخب حماس في فلسطين والإخوان المسلمين في مصر يدخل الجنة ويقف معه سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وعائشة –رضي الله عنهم- ومن لم ينتخب سيدخل النار ويساءل يوم البعث فأوجه السؤال للعقلاء هل هذا تزوير أم لا ؟ ! عندما يحاكون عواطف السذج ويستغلون الدين في وصولهم للحكم تحت شعار (الغاية تبرر الوسيلة ) ! وهل يرضى علي بن أبي طالب مؤسس نظرية العدل الاجتماعي والتكافؤ في الفرص بهذا ؟! وهل يقبل عمر التجارة بالإسلام بهذا الأسلوب العاري ؟ إن لعبة خلط الدين والطائفة بإدارة الدولة لن ينطلي على المثقفيّن لكنه يمرر على الناس البسطاء الذين يريدون نصرة الإسلام متصوّرون أنهم ينصرون الإسلام وما دروا بأنهم يمزقون الإسلام ويفرقون كلمة المسلمين بظهور طوائف وفرق مختلفة لأن الإسلام متلون ومتعدد الطوائف وكما يقول د. أحمد الوائليّ –رحمه الله- الإسلام أشبه بنقطة وكل طائفة تسيّر على النقطة من طريق فالمهم الوصول إلى النقطة من خلال نوايا الإنسان الصادقة ليس كما يصوّر السياسيون الإسلام ويختزلونه بشخصياتهم يقول المخرج المصريّ خالد يوسف نقلاً عن جلال العامري : (( الإسلام السياسي لا يهتم بالجائع إلا إذا كان ناخباً ولا يهتم بالمرأة إلا إذا كانت عارية )) فهذه نظرة السياسيّ الإسلامي للناس فكم من متسول أصبح اليوم في الشارع ؟ وكم من أرملة باعت شرفها ؟ وكم من مريض لا يجد ثمناً للعلاج ؟ أين ضمائر المسلمين وأين أموال الزكاة والخمس ؟ فالسياسيون لا نراهم إلا في مواسم الانتخابات ويبدؤون بدعهم وأساليبهم التي ترخص الدين وتحوله لتجارة ومكاسب مادية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat