الدولة ودورها في احتضان شريحة الشباب
عزيز الخيكاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شريحة الشباب في اي مجتمع لها دور كبير في نهضته على الصعد كافة ، وهذه الشريحة تشكل جزءً مهما في بناء الدولة الحديثة من خلال الاندماج مع المجتمع في تفاصيل الحياة اليومية .
دور الشباب لايختلف كثيرا عن دور بقية الشرائح الاخرى بل يكاد يكون نقطة انطلاق تطور اي مجتمع يسعى الى ان ينهض بدوره وتأثيره في المجتمعات الاخرى وهذا ماتشكله النسبة العالية للشباب في معظم المجتمعات والميزة التي ينبغي ان نضع فيها تلك الشريحة هي قدرتها على الابداع والتطوير واكتساب الخبرات وقيادة مفاصل مهمة وحيوية في الحياة اليومية للمجتمع ويكاد النضج الفكري والبدني والعملي لتلك الشريحة عاملا مساعدا في ان تكون مركز ثقل وتأثير بين اوساط الشرائح الاخرى .
والسؤال الذي علينا طرحه ونحن نعيش سباقا يوميا مع الزمن لتثبيت مفاصل عملية بناء البلد على اساس النهج الجديد الذي حصل بعد التغيير، وهو (( ماهودور الدولة في احتضان شريحة الشباب ؟ وما الوسائل المتاحة لديها للنهوض بتلك الشريحة ودفعها باتجاه المسار الصحيح ؟وهل المسؤولية تقع على عاتق مؤسسات الدولة حصرا للايفاء بتلك الالتزامات ؟
ولمناقشة تلك الاسئلة ينبغي ان نعمل على اعطاء صورة حقيقية للشباب العراقي ودوره في استيعاب الكثير من مفردات النهج الجديد ومامدى امكانيته في التأقلم مع هذا التوجه لغرض التعامل معه وفق النظرة الجديدة .
نعم الشباب العراقي له القدرة والقابلية على التأقلم مع الوضع الجديد وفق رؤيته ونضوج عقله من خلال التفاعل مع متغيرات الزمن ، ومانعيشه في هذه الفترة وجود طاقات كامنة لدى الكثير من الشباب في التعلم والابداع ولكن تبقى الحاجة الى دعم العديد من المؤسسات التي تعمل على احتضان هؤلاء وتنمية قابليتهم الذهنية البدنية والعلمية وابعادهم عن جميع المؤثرات التي ربما تدخلهم في انفاق مظلمة من الصعب الخروج منها، وهنا تأتي دور المؤسسات الحكومية في البحث عن آليات علمية للاحتضان ولابد ان نشير الى المؤسسات التعليمية التي لها الدور الريادي في هذه العملية وعلى اسس منهجية دقيقة بعيدة عن افكار التطرف والانحياز ، وانما يكون التوجه مستندا على آليات ذات افق متطور وواسع ، اما الوسائل التي ينبغي على مؤسسات الدولة توفيرها هو قراءة حقيقية للاحتياجات التي يفكر بها الشاب لغرض النهوض والتطور فكريا وعلميا وعمليا ومنها ايجاد وسيلة عمل ضامنة لتحقيق احد اهدافه التي طالما يفكر بها وباستمرار وهي ضمان حياة حقيقية تساعده على بناء اسرة صغيرة وبسيطة يتفاعل بها مع بقية افراد المجتمع ، وهناك نقطة جوهرية ينبغي توفيرها الى الشباب لغرض الاستزادة اليومية للكثير من حاجاته الملحة في بناء العقل والجسم السليمين وهي ضخ المعلومات والافكار المتطورة من خلال استيعابهم في دورات وورش عمل داخل المجتمع مع دعم كبير للدولة للمنظمات التي تُعنى بهذا الجانب لان الدولة ومؤسساتها لايمكن ان تحقق الكثير من عوامل نجاح جهد الشباب في التواصل مع الشرائح الاخرى والمجتمعات المتطورة ايضا ، لذلك ينبغي توفير ارضية واسعة لمنظمات المجتمع المدني وزج الشباب في نشاطات تلك المنظمات ليكون البناء سليما ومعافى ، ولو عرضنا خارطة الدعم الذي ينبغي ان يُقدم لشريحة الشباب والوسائل التي تساعد مؤسسات الدولة لوجدناها كثيرة ومتشعبة ولكن تم التركيز في هذا الموضوع عن توفير جزء بسيط ممايجب ان يتم الاخذ به بنظر الاعتبار لتوجهات الدولة ومدى دعمها واستيعابها لشريحة الشباب وان تحقق ذلك يمكن الاستفادة من هذه الشريحة وحمايتها من التأثير الخارجي الذي ربما يجعل الكثيرين منهم خارج المنظومة المجتمعية وربما تتعرض الى اهتزازات قد تكون خارج تمنياتنا .وبالتأكيد هناك عوامل عديدة اخرى تُسهم في البناء العقلي والفكري وانضاجهما بالشكل الصحيح وهذه تحتاج الى استراتيجية واسعة ودراسة معمقة تساهم فيها مراكز البحوث والدراسات التي تُعنى بالشأن الاجتماعي والانساني ولابد ان يتم طرح ودراسة تلك المفاهيم بطريقة علمية واكاديمية لكي نصل الى نتائج يمكن الاستعانة بها في دعم شريحة الشباب .