محفل ثقافي في صلاح الدين يشدد على أهمية التوثيق المعرفي لتاريخ الإسلام
ضمن جولة عامة على المحافل الثقافية والأدبية والدينية والسياسية في المدن العراقية، استضافت مدينة بلد في محافظة صلاح الدين في الثاني عشر من تموز يوليو 2012م وفد دائرة المعارف الحسينية القادم من المملكة المتحدة، من أجل إطلاع سكان محافظة صلاح الدين على آخر نتاجات الموسوعة الحسينية المهتمة بتوثيق تاريخ الإسلام بعامة والإمام الحسين بخاصة، لمؤلفها المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي.
رئيس وفد دائرة المعارف الحسينية الدكتور نضير الخزرجي، أبان في المحفل الثقافي الذي عقد في جامع بلد الكبير عن جوانب من المنهجية التي اتبعها المؤلف في وضع أبواب الموسوعة الستين، مسلطاً الضوء على عدد من أبواب الموسوعة التي بلغت أعدادها المطبوعة 77 مجلداً من مجموع 700 مخطوط، كلها توثق للنهضة الحسينية في دوائر قريبة وبعيدة على صلة بشخصية الإمام الحسين(ع)، ومن خلالها توثق للإسلام كتاريخ وأدبيات وسيرة حياة وحضارة، مستشهداً بباب السيرة الحسينية الذي استطاع فيه المؤلف أن يظهر الصفحات الخفية من تاريخ الإمام الحسين(ع) وسيرته وبخاصة في عصر الطفولة وما بعدها، وعدم الإقتصار على الفترة الزمنية المتعلقة بواقعة كربلاء عام 61هـ.
من جانبه قال معتمد المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني في مدينة بلد، الشيخ محمد فرج أن العمل بصورة سليمة في إطار مفاهيم النهضة الحسينية الداعية إلى إصلاح البشرية تنقل الإنسان إلى الدرجات العليا في الدنيا والآخرة، ولاسيما وأن الإمام الحسين(ع) أعطى كل شيء، وقد علّمنا على العطاء، فهو سفينة النجاة بل أهو أسرع السفن، وكما قال الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع): (كلنا سفن النجاة، وسفينة جدي الحسين أوسع وفي لجج البحار أسرع). معتبراً أن الموسوعة الحسينية لراعيها المحقق محمد صادق الكرباسي نموذج حي لهذا العطاء على طريق الإنتصار للنهضة الحسينية وخدمة الأمة.
الدكتور عباس الإمامي عضو وفد دائرة المعارف الحسينية وجد في كلمته قاسماً مشتركاً بين الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان (336- 413هـ) وهو من مدينة عكبرا المتصلة بمدينة بلد والذي ترك مئات المؤلفات وبالذات في النبوة والإمامة، وبين الشيخ الدكتور الكرباسي المولود في مدينة كربلاء المقدسة عام 1947م، الذي كتب ووثّق في مئات المجلدات لبيان حقيقة النهضة الحسينية التي تمثل انتصاراً لقيم الرسالة الإسلامية ومفاهيمها. داعياً المجتمعات إلى توثيق تاريخها وسيرة أعلامها بوصف التوثيق مفردة عملية وحضارية في حفظ تراث الأمة مستشهداً بالموسوعة البريطانية التي استطاعت أن توثق لآلاف السنين بحيث لا يجد المرء صعوبة في الرجوع إليها لمعرفة حوادث التاريخ، باعتبار أن التوثيق ليس ترفاً فكريا وإنما حركة علمية توعوية وبخاصة فيما يتعلق بسيرة الإمام الحسين(ع) التي تمثل أنموذجا حياً للتمييز بين الحق والباطل بين الإصلاح والتخريب، وهو ما ينشده الآخر التواق إلى معرفة حقيقة الإسلام، وهو ما عليه دائرة المعارف الحسينية.
وتخلل المحفل الثقافي الذي أداره الشاعر البلداوي كريم الحسان قصائد له بالفصحى والدارجة وثانية للشاعر الحاج علي نصيف الخزرجي البلداوي بالفصحى وثالثة قصيدة من الشعر الدارج للشاعر أمجد عبد الباقي أحمد سلمان الربيعي، مع رعاية مباشرة للوجيهين الشيخ صالح سعد الموالي والأستاذ أحمد عبد علي الخزعلي.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat