صفحة الكاتب : رياض سعد

تغدوا بتركيا قبل لا تتعشى بالعراق
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم نر من الاتراك خيرا قط , فقد اعتدوا وتامروا علينا كما فعلوا مع اسلافنا , ولم ولن تقف اطماعهم عند حد , اذ لم يكتفوا بالمليارات والمبالغ الطائلة التي تصلهم من العراق سنويا بحجة الاستيرادات او بذريعة مشاريع الشركات التركية في العراق , فراحوا يشيدون السدود والخزانات العملاقة وبأموالنا واموال الاعداء ؛ من اجل قطع الماء عنا واهلاك النسل والزرع , ثم ارسلوا لنا جحافل الارهاب وشراذم الاجرام , ونهبوا الاموال والاثار , ودمروا المدن والقرى وعاثوا في الارض الفساد والخراب والدمار , ثم تدخلوا في الشؤون الداخلية والسياسية العراقية , وحشروا انوفهم بما لا يعينهم , ولم يكتفوا بكل تلك الجرائم والمؤامرات والاستغلال والصفقات الفاسدة والاتفاقيات الباطلة ؛ حتى دخلوا الاراضي العراقية وقصفوا العراق وتمركزوا في الشمال وأنشئوا القواعد العسكرية ؛ بذريعة مطاردة حزب العمال الكردي , واخر مؤامرات الاتراك لضرب استقرار المنطقة ؛ تحريكهم للحركات الارهابية والمرتزقة والعصابات الاجرامية في سوريا كما فعلوها مع العراق ايام دخول داعش عام 2014 ؛ وبدأت تلك الحركات الارهابية باحتلال الاراضي السورية بحجة تحرير سوريا من نظام الاسد وتحت عباءة المعارضة الوطنية ؛ بينما الحقيقة خلاف ذلك , اذ اسقطت صور بشار الاسد ورفعت محلها صور رجب طيب اوردغان , واستبدلوا العملة السورية بالعملة التركية , وراحت وسائل الاعلام التركي تنشر صورا لرجوع حلب وبعدها الموصل وكركوك وشمال العراق الى السيطرة التركية ودمجها مع الخريطة التركية ؛ وانسلاخ حلب عن سوريا والحكومة الوطنية وتعقيدات المشهد السوري وتداعيات هذا الحدث الجلل ومخرجاتها المستقبلية ؛ شأن يخص السوريين ؛ انما الذي يعنينا نحن العراقيون سلامة شمالنا ووحدة اراضينا وطرد المحتل التركي من الشمال قبل استفحال أمره وتمدده نحو الاراضي العراقية الاخرى , ومن الغباء ان ننتظر تحرك الاتراك نحونا بعد فراغهم من سوريا ؛ فالهجوم نصف المعركة كما يقولون , واذا حلقوا لحية جارك بلِّل لحيتك ؛ فان السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه .

والاوضاع الحالية والتحديات الخارجية فضلا عن التهديدات الصهيونية والخيانة الداخلية للعملاء ؛ لا تحتمل بقاء المحتل التركي وتحكمه بالقرار السياسي السني والتركماني والكردي , واستغلاله لموارد العراق , فضلا عن تامرهم المستمر ضد الاغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية , وعليه لابد للحكومة العراقية والاحزاب والنخب والشخصيات الوطنية من مطالبة المجتمع الدولي والقوى العالمية الفاعلة من الضغط على تركيا للانسحاب من العراق وعدم التدخل بشؤونه الداخلية , و ان تمادى الاتراك في غيهم وعدوانهم , يجب علينا اغلاق الحدود وقطع العلاقات ومنع التعاملات الاقتصادية وغيرها , ودعم حركات المعارضة الكردية , والاستعداد للمواجهة العسكرية , وتأليب الرأي العراقي والعربي والاسلامي والدولي العام ضد الاتراك ؛ والغاء كافة الاتفاقيات المذلة والباطلة لاسيما تلك التي ابرمت مع النظام الصدامي البائد .

فالانتظار وتضييع الوقت والوقوف على التل , والنظر الى استعدادات الاعداء وتحركاتهم من بعد , وعدم التحرك والمواجهة والعمل بالسياسات الاستباقية , حيلة العاجز وسمة الضعيف , وصدق حكيم العراق الامام علي عندما قال : «مَن نامَ لَم يُنَم عَنه، إن أخا الحرب الأرِق»

نعم إذا نمتم أنتم في خندقكم فربما يكون في خندق عدوكم المقابل من هو يقظ يرصدكم ويتحرك ضدكم ؛ فيجب أن لا يغلبكم النوم ولا يأخذكم النعاس والفتور فالعدو كالذئب ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليكم وتفريق شملكم والاطاحة بكم ونهب ثرواتكم واحتلال اراضيكم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/03



كتابة تعليق لموضوع : تغدوا بتركيا قبل لا تتعشى بالعراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net