خطوط الطاقة تنهار بفعل درجات الحرارة و40 ألف دار تتجاوز على الشبكة الوطنية
(العالم) البصرة
(العالم) البصرة
المحافظة بحاجة الى 2000 ميغاواط ومحطات التوزيع لا تتمكن من تحمل نصفهاالبصرة
كشفت دائرة كهرباء الجنوب في محافظة البصرة، عن خروج العديد من خطوط نقل الطاقة والمحطات الفرعية عن الخدمة، وعزت أسباب هذه النكوص في تزويد الطاقة، إلى ارتفاع درجات الحرارة العالية، مع كثرة التجاوزات الحاصلة على الشبكة الوطنية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في ساعات القطع.
وفيما أفاد مسؤولون في كهرباء البصرة بأن عدد المتجاوزين على الشكة الوطنية في المحافظة قد قارب 40 ألف متجاوز، بينت أن الحاجة الفعلية للطاقة تقدر بألفي ميغاواط، لافتة إلى أن مقدار الطاقة التي تجهزها حالياً يصل إلى ألف ميغاواط.
إلى ذلك، بينت كهرباء الجنوب أن التحدي الأكبر الذي تواجهه هو مشكلة التوزيع وليس إنتاج الطاقة، موضحة أن شبكتها غير قادرة على تحمل أكثر من ألف ميغاواط، بسبب قدم الشبكة وعدم قدرتها على الحمولات الكبيرة.
فيما أكد نواب عن محافظة البصرة على وجود تحضيرات لتظاهرات جماهيرية ضد وزارة الكهرباء، احتجاجاً على واقع الطاقة المتردي، وسوء تعامل الوزارة مع ملف الكهرباء في المحافظة.
وقال أحمد العاشور مدير إعلام توزيع كهرباء الجنوب أن "العديد من خطوط النقل (132 كي في)، والمحطات قد خرجت من الخدمة، ما أدى إلى زيادة ساعات القطع المبرمج للتيار الكهربائي في غرب محافظة البصرة"، مبيناً أن "السبب الرئيس، هو حدوث عطل في محطة باب الزبير، وفي خطوط النقل التي تغذي محطة غرب البصرة، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة العالية، مع كثرة التجاوزات الحاصلة على الشبكة الوطنية، الأمر الذي انعكس على زيادة ساعات القطع".
وأوضح العاشور في مقابلة مع "العالم" أمس الأحد، أن "جميع الكوادر الهندسية والفنية في مديرية شبكات النقل، وكوادر مديرية توزيع كهرباء الجنوب، يبذلون قصارى جهودهم لإصلاح العطلات المذكورة، ويسعون لتأهيل خطوط النقل والمحطات من أجل اعادتها الى العمل"، مناشداً المواطنين "بعدم التجاوز على الشبكة الكهربائية، لكي ينعم الجميع باستقرار التيار الكهربائي بصورة متساوية، علما أن هناك ما يقارب 40 ألف متجاوز على الشبكة الوطنية، من خلال الربط غير القانوني للمقاييس، ما تسبب بضياع الملايين من مبالغ الجباية، والتي يمكن من خلالها، الاستفادة منها بتأهيل وإنشاء المشاريع الكهربائية، وتوفير الوقود لديمومة استمرار عمل المحطات".
وكان النائب عدي عواد عن لجنة النفط والطاقة البرلمانية، قد كشف في وقت سابق، عن وجود أوامر صدرت من وزارة الكهرباء بمحاسبة مسؤولين في دوائر الكهرباء بالبصرة، بحجة تجاوزهم على حصة توزيع الطاقة الكهربائية، معتبرا ذلك اقصاء لمن يريد أن يراعي أبناء البصرة واستحقاقهم من الكهرباء خلال فترة شهر رمضان.
وحمل عواد وزارة الكهرباء، المسؤولية عن تدهور الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن توجيه عقوبة لأي مسؤول في البصرة، ما هو إلا تغطية على فشل أداء الوزارة، التي بدت عاجزة عن الحلول لتتوجه إلى حجج أخرى، يكون ضحيتها من يقف مع أهل البصرة بأزمة الكهرباء.
وتوقع عواد أن شهر رمضان سيشهد تظاهرات لأهل البصرة، من أجل المطالبة بتحسين الكهرباء واستنكار خطوات الوزارة باستهداف مسؤولين في دائرة كهرباء البصرة، كونهم يراعون ما تمر به المحافظة من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، والكف عن العقوبات التي توجهها الوزارة لتغطية فشلها.
من جهته، بيّن الشيخ فاضل عجيمي حالوب عضو مجلس محافظة البصرة، أنه "تم تخصيص حدود 900 ميغاواط للمحافظة وهي بحاجة إلى ما لا يقل عن 2000 ميغاواط، وأن مجلس محافظة البصرة جاد في تحسين واقع الكهرباء"، لافتا الى أن "طلبات رفعت بهذا الشأن، لكنها مازالت لدى الحكومة الاتحادية ولم ينظر فيها".
وطالب حالوب في حديث مع "العالم" أمس "وزارة الكهرباء بزيادة حصة المحافظة من الطاقة الكهربائية، لأنها من المحافظات التي ترتفع فيها درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل شديد وتصل الرطوبة فيها الى اكثر من 84%".
بدوره، أوضح محمد عبد الأمير حسين مدير انتاج الطاقة للمنطقة الجنوبية، أن "هناك مشكلة كبيرة في منظومة النقل والتوزيع، وحاولنا هذه السنة حل هذه المشكلة من خلال الاتفاق مع وزارة الكهرباء، عبر تزويدنا بالطاقة المنتجة من البارجات مقابل أثمان تدفعها الحكومة المحلية من ميزانية المحافظة، لتصبح هناك حصة إضافية فضلا عن الحصة المخصصة لنا، وفعلا تم هذا الموضوع، وتم تخصيص أكثر من 300 ميغاواط الى البصرة، لكن المشكلة التي مازلنا نعاني منها، هي مشكلة التوزيع، وقد تم حل جزء بسيط منها وبشكل مناطقي، فبعض المناطق تحسنت واستطعنا تحسين التوزيع فيها، إذ وصل الى ساعتي تجهيز مقابل ساعتي قطع، وفي بعض المناطق وصلنا إلى 3 تجهيز مقابل 3 ساعات قطع، لكن بعض المناطق لم تتحسن اعتمادا على تحسن مشاريع الطاقة المخصصة لتلك المناطق، لاسيما المشاريع التي مازالت قيد الانجاز ولم تتحسن في هذا الصيف" متوقعا أن "تشهد تحسنا خلال الصيف القادم".
وبين حسين في مقابلة مع "العالم" أمس، أن "حمل محافظة البصرة وصل إلى أكثر من ألف ميغاواط، أي أن الطاقة المسحوبة من الشبكة الوطنية، اعتمادا على قابلية تحمل الشبكة على استيعاب هذا الحمل، وأن بعض الشبكات لا يتحمل استيعابها أكثر من 800 ميغاواط في بعض الأحيان، حيث أن هناك خطوط كهرباء ومحطات ومحولات تخرج عن العمل، الأمر الذي يضطرنا لسحب أكثر من 800 ميغاواط، وفي حال تحسن استيعاب الشبكة سوف نصل إلى الـ1000 ميغاواط"، منبهاً الى أن "المشكلة الكبيرة والتحدي الأكبر ليس الإنتاج، بل هو النقل والتوزيع، وأحيانا تخصص لنا وزارة الكهرباء بعد تحسن الشبكة الوطنية 2000 ميغاواط، حيث لا نستطيع الاستفادة منها، وذلك لأننا محددون بشبكة نقل وتوزيع لا تستوعب أكثر من 1000 ميغاواط، وتحصل البصرة على 700 ميغاواط ويضاف اليها 300 ميغاواط، لتصبح 1000 ميغاواط، في حين أن البصرة تحتاج اكثر من 2000 ميغاواط".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat