تنثر صدى الروضتين التوق أسئلة، لحوار شاعر نلج عمق معناه وردة وردة..
شاعرنا اليوم مفعما بإنسانيته ومحبته وهواه المزكى بمحبة أهل البيت عليهم السلام
باسم الله نبدأ
أولا.. مجموعة (كيف)
1ـ كيف يعد الشاعر نفسه؟
-أعتبر الشعر إحساسا بلحظة كيف ما كانت، للتعبير عن الحالة التي يعيشها شعرًا، يولد من الصمت الناطق حرفا، عبر قنوات التعبير اللغوي التي ينظمها، ويرتبها عبر تسلسل الأفكار واتزان الأوزان بنمط يتصف بالإتقان شعرا أيّن كان اسمه عموديا أو غيره.
2ـ كيف تختار عناوينك..
قلب الخرائط / وعد نصف جسد / بوح الضليل / هلّا قرأتموني؟ ......الخ
-إن عنوان النص هو نص داخل النص أو لنقل العنوان إعلان عن مفهومية النص، يكون إيجازا في الكتابة وعمقا في القراءة.
فأنا أكتب النص ثم ألونه بعنونة تستقرأ البناء، معنى يدل على مالا يفهمه المتصفح المار على سطور النص الشعري يكون له معينا لكشف مكوناته.
3ـ كيف يقبض الشاعر على المعاني الكثيرة والأسئلة الكبيرة في بعض أبيات شعرية؟
-البناء الشعري هو تصوير حرفي لباطن الإحساس، وبقدر ما يكون حجم الإحساس بقدر ما يكون البحث عن وسائل أعتبرها بدائلا فنية للحالة النفسية، تصل لحد الإلهام، وتفوق الالتحام مع الذات الباطنية، الشاعر الذي بقدر تفكيره بقدر جعبته اللغوية بقدر ملكته التوظيفية يكون كالقابض على النور المستبطن فيه.
4ـ كيف تقرأ..
الوشم على الزند / سلة الورع / التأريخ / الخيمات الشعرية / في حب هؤلاء الخلود / تونس؟
-الوشم: على الزند هو قراءة إبستمولوجية للشخصية التاريخية الناطق عبر أحرفي تعود للماضي لتقرأ الحاضر الناظر للمستقبل حرفا متواصلا.
الخيمات الشعرية: هي احتضان للإحساس عبر إنطاق الحاجة الشعرية في قالب يغلب عليه لغة المحاكات.
في حب هؤلاء الخلود: الحمد لله أن هذا النص الشعري لاقى استحسان عديد القراء من العالم العربي وتم ترجمته إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية واليونانية والروسية أظن.
تونس: هو نص حداثوي مبنى ومعنى لعش الهوية والتربة والانتماء الذي أمسى مبهما زمننا ومتروكا مقابل الاستذلال للآخر عبر التقليل والتبعية في تعرية وتشويه الجسد بينما أراني أنتشي بالنص الذي ألامس فيه العمق المدفون فيا ليفور ويثور من جديد في حلة متجددة.
ثانيا: (مجموعة هل)
1ـ هل الانتماء هوية أم أن على الشاعر أن يفكر خارجها؟
-أظنني وعبر قصائدي أنتمي لشعراء دافعوا وما زالوا على الانتماء والبحث عن السبيل الأقوم والطريق الأسلم لإيصال فكرة العودة للأصل، عبر البحث والتدقيق في عديد النصوص والمراجع والأسندة التي تخص مواضيعا تاريخية تخلى عنها مدّعوا الشعر لتجنب الاصطدام، لكنني أراني صاحب رسالة، لهذا رغم ما تعرضت له مازلت متمسكا بأن الكتابة قداسة لهذا أجاهد النفس والبدن لأكون صادقا فيما أخط.
2ـ هل البناء الحكائي في القصيدة يثري الدلالة؟
-إن البناء الحكائي في القصيدة الخيرية لا يثري الدلالة فقط لكنني أعتبره عمود النص النثري والذي تعتبر الحكاية ولو قصيرة شكله ومميزه عن بقية الأنماط الكتابية.
3ـ هل يمكن أن تكون الرواية بديلا عن القصيدة؟ ما احتياجك للرواية؟
-لا يمكن للرواية أن تكون بديلا القصيدة فلكل مقوماته وتاريخه ونمطه واستقراءاته، رغم محاولة فريق بعينه محاربة القصيدة وخاصة العمودية منها.
4ـ هل تؤمن بأن: اللغة صورة / الغموض وضوح أيضا / لغة الشاعر هويته / الشعر خلق وإعادة خلق / الشعر يألف المتناقضات / اختلاف الأداء ومعنى الآخر؟
-اللغة الآن تجاوزت الشكل والصورة، أضحت إيقاعا وحركة وتفاعلا باطنيا يؤدي إلى تصادم المسكوت مع منطق الاستنطاق المفعم بالحركية في النص الحديث.
اللغة غموض في حالة الاستفهام، لكن اللغة وضح وبيان في مرحلة الكشف والتحليل أي الاستقراء.
أكيد لغة الشاعر هويته، بل أظن اللغة هي عقيدة الشاعر الأدبية وتتجاوزها أيضا.
الشعر ولادة للمعنى في بناء وتنظيم لغوي يسعى للإتقان ليصل ويسمو لدرجة الفن والإبداع والابتكار لحد الخلق.
الشعر عندي انصهار وتزاوج كل المتناقضات لتشكيل وحدة الصورة التعبيرية للنص الشعري، بالرغم من كل الاختلافات أداءً ومعنا وهنا تكون قوة القصيدة ومتانتها ولي مثال في ذلك في قصيدة "كَأَنَّ"
5ـ هل ترفض كشاعر قانون الموت.؟
-كشاعر.. مؤمن أنا بأن الموت حياة أخرى، فكيف أرفضه وهو صراط للخلود، وكتابه لمعنىً جديدا في لغة مختلفة عن الموجود ومطلوبة بكل حلم منشود.
6ـ هل تكفي ملعقة الصبر لهذا العالم؟
-معلقة الصبر.. تصريح غير مباشر عن حالة دائمة للذات الباطنية الرافضة لكل زيف وانحلال وتعفن في المفاهيم التي أبحث فيها وبها ولها، وسلاحي الصبر قدوة بلغة العظماء
***
7ـ هل التكرار قوة؟
-التكرار.. كذات شاعرة لا أحبذه، بل أبحث عن تجاوزه، لكن كذات كاتبه لا أعتبره قوة، بل في بعض النصوص هو حاجة تعبيرية.
8ـ هل يحتاج الشاعر للتصريح؟
-التصريح.. أراني أحب الحبكة التشكيلية في الرسم الشعري الذي يعتمد الرمزية الاستدلالية في البناء الشعري التعبيري، رغم أن لي البعض من النصوص التصريحية والتي لا يمكن أن تكون إلا كذلك
ثالثا (مجموعة ماذا؟)
1ـ ماذا تشعر وأنت تقرأ لغيرك؟
-حين أقرأ لغيري لا أريد أن أفكر كشاعر أو ككاتب للقصة فما أنا إلا كقارئ يبحث عن غاية النص كما يبحث في فكرة النص
2ـ ماذا عن الحداثة.. هل لدينا حداثة
-الحداثة الشعرية.. هناك محاولات تعجبني بالنسبة للشعر، هناك في العراق حازم رشك التميمي، في لبنان هناك أسيل السقلاوي، في السودان محمد عبد الباري
هي محاولات والأفضل قادم
3ـ ماذا عن
الطفولة / الذكريات / المحفزات الشعرية / النثر / فما تطهر فجرا دون إيماني..
- الطفولة: وميض من الزمن الصادق.. والصادق أراه مقدسا وطاهرا..
الذكريات: شريط مسترسل تارة ومتقطع أخرى فيه الضحكات وفيه المبكيات لكنه حياة.
المحفزات الشعرية: الشاعر عندي لا تحدده المحفزات، لأنه دائم الطموح، جامح الإرادة، راغب في التقدم والوصول.
النثر: له قولبته وخاصياته، هو سرد ولن يتجاوزه للشعر رغم ما يقوله غيري، كتبت فيه لكن أجدني في العمودي، وأنا عماد الدين أصلا والحمد لله ههه.
فما تطهر فجرا دون إيماني: هو نصف بيت بديوان أظن
فالإيمان طهارة النفس من الشهوات والرغبات.
والفجر موعد للصلاة كدعاء طال سيأتي لامحالة بكل طهارة وإيمان مع الصادق المصدق الصدوق..
الخلاصة ...
1)سألتك عن الكثير لكني لم أسألك عنك؟
-عماد الدّين التّونسي، قلم يبحث عن خيط عله يرتق ماضيه..
حرف هو يشكل ما كتب دون شكل عن قصد..
هو شاعر يبحث بين طيات المسكوت عن ذاته الدفينة فيه كي يرسمها..
كي يكتبها.. كي يصورها.. كي يعبر عنها..
قصيدة عموديّة تحدثه عن ماضيه بقالب عصري..
وهذه القصيدة هدية منا لكم
نِدَاءُ الرُّوحِ
رَسُولُ الضَّادِ
يَا مَعْنَى الْعَطَاءِ
وَ يَا صَوْتَ التَفَرُّدِ
فِي الْبَقَاءِ
يُعَانِقُنَا
وَ يَنْبُضُ فِي دِمَانَا
لِنَعْلُوَ
فِي الْمَوَاهِبِ وَ النَّقَاءِ
كَغَيْثٍ
بَعْدَ قَحْطٍ جَاءَ تَوًّا
لِيُنْعِشَ رُوحَنَا
بَعْدَ الْفَنَاءِ
يُطَرِّزُ وَحْيَهُ
فِي بَوْحِ شِعْرٍ
لِيَرْقَى
بَعْدَ عُسْرٍ فِي النَّمَاءِ
يَضُوعُ
وَ فِي رُؤَى الْأَجْوَاءِ يَسْهُو
لِيَغْمُرَنَا
بِفَيْضٍ مِنْ رُوَاءِ
يُضِيءُ هَزِيعُنَا
وَجْدًا وَ بَوْحًا
لَهُ
الْأَنْوَارُ تَرْنُو بِالْوَفَاءِ
نِدَاءُ الرُّوحِ
عَانَقَ عِطْرَ شَوْقٍ
بِضَوْءٍ
لَفَّهُ فَجْرُ الضِّيَاءِ
رَسِيسُ الْحُبِّ
وَالْوَجَعُ الْمُسَمَّى
هَوَاجِسُ عَاشِقٍ
فِي الْإِبْتِلاَءِ
حَصِيفٌ فِي الْمَوَاهِبِ
لَيْسَ تَفْنَى
عَجَائِبُهُ
لِيَرْسُخَ كَالْبِنَاءِ
فَعِشْقُ الْأَرْضِ دَيْدَنُهُ
سَتَبْقَى
مَوَاسِمُهُ تَدُلُّ
عَلَى النَّمَاءِ
هُوَ الْمِعْطَاءُ
فَاضَ عَلَى الْبَرَايَا
فَأَيْنَعَ رَوْضَةً
لِلْكِبْرِيَاءِ
كَمَا الْحَسُّونُ
فِي التَّغْرِيدِ شَادِي
يُجِيبُ الْفَضْلَ
يَاحَاءً بِبَاءِ
وِصَالُ مَوَدَّةٍ
عِزَّاً أُنَادِي
لَكُمْ مِنْ تُونِسَ
طِيبَ الثَّنَاءِ
بِلَادُ الْعُرْبِ
بِالْآيَاتِ تَسْمُو
لِجَمْعِ الْخِلِّ
يَا أُنْسَ الدُّعَاءِ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat