الطوسي ومنهجه في تفسير القران الكريم
د . خليل خلف بشير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ،نسبةً الى ولادته في (طوس) من بلاد خراسان الآهلة بالعلم والثقافة والعمران التي ما تزال معهدا للدراسات الإسلامية ،ولد في شهر رمضان سنة 385هـ وهاجر الى بغداد سنة 408هـ زمان زعامة الشيخ المفيد فلازمه ملازمة الظل وعكف على الإفادة منه ، وبعد وفاة شيخه المفيد انتقلت الزعامة الى السيد المرتضى فانحاز الشيخ إليه ولازم الحضور تحت منبره ، وعني به المرتضى وبالغ في توجيهه وتلقينه ، وبقي ملازما له طول 23 عاما حتى توفي السيد المرتضى سنة 436 هـ فاستقل شيخ الطائفة بأعباء الإمامة ، وظهوره على منصة الزعامة وتصدر كرسي الكلام في بغداد بطلب من الخليفة القادر بالله العباسي ، ولم يزل شيخنا المعظم إمام عصره وعزيز مصره حتى ثارت القلاقل والفتن في بغداد فاضطر إلى الهجرة إلى النجف الأشرف سنة 499هـ وعكف هنالك على التأليف والتصنيف ،وفيها خرجت أمهات كتبه أمثال ( المبسوط ، والخلاف ، والنهاية في الفقه ،والتبيان في تفسير القران ، والتهذيب ، والاستبصار في الحديث ، والاقتصاد ، والتمهيد في الكلام ، وسائر كتبه في الرجال وغيرها ) 0
لذا عد علما من أعلام الطائفة وشيخها المقدم ، وإمامها الأسبق ، وتفسيره ( التبيان ) تفسير حافل جامع ، وشامل لمختلف أبعاد الكلام حول القران لغة ، وأدبا وقراءة ، ونحوا ، وتفسيرا ، وتأويلا ، فقها وكلاما 000 بحيث لم يترك جانبا من جوانب هذا الكلام الإلهي الخالد ، إلا وبحث عنه بحثا وافيا في وجازة وإيفاء بيان 0 لقد حاز تفسيره قصب السبق من بين سائر التفاسير والتي كانت أكثرها مختصرات تعالج جانبا من التفسير دون جميع جوانبه مما اوجب ان يكون هذا التفسير جامعا لكل ما ذكره المفسرون من قبل ، وحويا لجميع ما بحثه السابقون عليه 000
أما منهجه في التفسير فهو منهج صحيح مشى عليه اكثر المفسرين المتقنين فيبدا بذكر مقدمات تمهيدية تقع نافعة في معرفة أساليب القران ومناهج بيانه وسائر شؤونه ، مما يرتبط بالتفسير والتأويل ، والناسخ والمنسوخ ، ومعرفة وجوه إعجاز القران ، وأحكام تلاوته ،وانه نزل بحرف واحد ، والكلام عن القراءات السبع ،وأسامي القران ، وسوره وآياته ،0 أما صلب التفسير فيبدأ بذكر الآية ، ويتعرض لغريب لغتها واختلاف القران فيها ، ثم يتعرض لمختلف الأقوال والآراء وينتهي الى تفسير الآية تفسيرا معنويا في غاية الوجازة والإيفاء ، وهكذا يذكر أسباب النزول ، والمسائل الكلامية المستفادة من ظاهر الآية ، حسب إمكان اللغة والآداب الرفيعة ، كما يتعرض للمسائل الخلافية في الفقه والأحكام وغيرها 0
تأثر بهذا المنهج الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548هـ ) فألف تفسير ( مجمع البيان ) ومن الرسائل الجامعية التي اتخذت من التبيان دراسة : ( منهج الطوسي في تفسير القران – أطروحة دكتوراه للدكتور كاصد ياسر الزيدي ، وأبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رسالة ماجستير للدكتور حسن عيسى الحكيم ، والاتجاهات النحوية والصرفية في تفسير التبيان – رسالة ماجستير – حميد عبد النجدي ، والبحث الدلالي في تفسير التبيان أطروحة دكتوراه – كاصد ياسر الزيدي ) وما زال التبيان منهلا للبحوث والدراسات الفقهية من الجوانب البلاغية واللغوية (اللهجية)والفقهية والكلامية ما يصلح لرسائل جامعية أخرى 0