وداعًا أستاذنا الفاضل اسمًا ومعنًى
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ المحبة الحقيقية في قلوب الناس لا يمكن أنْ تقرَّ بسهولة، ولا يمكن لمالٍ أو جاهٍ أو غيرهما أنْ يكونا سببًا وثيقًا لها، وإنما بالعلم والعمل، والفضل والأخلاق، والجهاد والإحسان ..
لقد كان أستاذنا الفاضل الميلاني "رحمه الله" عنوانًا لذلك حقيقة، فقد كان من العلماء العاملين في نشر علوم آل محمد "صلوات الله عليهم" بين الطلبة والباحثين خاصة، والناس عامة، وخصوصًا في بلاد المهجر حيث الحاجة الكبيرة لذلك، فكان له دور كبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن مع رفقاء دربه في هذا الصرح العلمي الكبير أمثال الراحل المؤسس السيد محمد علي الشهرستاني والدكتور إبراهيم العاتي حفظه الله وغيرهما، حيث دروسه في العقيدة الإسلامية وأصول الفقه، والقانون والفقه المقارن وغيرها من دروس، وغيرها من جامعات ومراكز علمية وضَّاءة ..
كان "رحمه الله" بفضله وخلقه الرفيع عنوانًا لتعاليم الشريعة الإسلامية المقدسة وآدابها، حيث حاجة الناس للتعرُّف على ذلك المنهل الإلهي العذب، وخصوصًا غير المسلمين الذين يريدون أنْ يتعرَّفوا على ذلك سلوكًا واقعيًّا في المجتمع، فضلًا عن المهاجرين والمهجَّرين قسرًا وحاجتهم إلى كهف عظيم يؤوون إليه؛ ليروا في وجهه السماحة، وفي كلامه العذوبة، وفي تعامله الصدق والإخلاص ..
وكان "رحمه الله" مجاهدًا بكلمته في الدفاع عن الإسلام والمسلمين في بلاد الغرب، ومجاهدًا في مواقفه ضد دكتاتورية البعث الكافر الذي أهلك الحرث والنسل في العراق، ومجاهدًا في الدفاع عن المرجعية الدينية وأعلامها، ومجاهدًا في سبيل حقوق المؤمنين في المؤتمرات والاجتماعات المتعددة في بلاد الغرب، وفي كل ذلك كانَ محسنًا للآخرين ..
رحلتَ أيها الفاضل إلى بلاد الغرب منذ أكثر من ثلاثين عامًا فكنتَ شعلةً لا تُطْفَأ، ونورًا لا يخبوا من أجل دين جدٍّك المصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم"، فاختارك الله تعالى بعد أداء رسالتك في مثل يوم رحيل جدِّك المصطفى الأمين، وداعًا فستبقى على ألسنة وقلوب المحبين، وتبكيك القلوب والعيون وفاءً وجزاءً، فَارْقُدْ قرير العين، مرتاح البال والجسد بجوار أمير المؤمنين "عليه السلام". والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat