حالو يا حالو …الانقسام ضالو !
علي محمود الكاتب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال تعالى في كتابه العزيز (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) 110 - (آل عمران)
ومن هذه الاية الكريمة يتضح لنا ان المسلمين من رتبة راقية ولهم هذا الامتياز الخاص عند خالق الكون ولكن الامر ليس مطلقاً بل كان مشروطاً بتوافر الأخلاق الكريمة, والتي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ….
وكيف لا ؟ وقد خص الله البشرية عامة والمسلمين خاصة بكتاب مبين ودستور عظيم، فمن خلاله عرفنا الصراط المستقيم، والفرق بين الحرام والحلال وكيف نفصل بين الحق والباطل ….
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فنعم الله على المسلمين كما يدرك الجميع كثيرة ولا يستطيع العقل البشري حصرها ، فقد شرفنا بأن جعل بين أيامنا المباركة ، شهر رمضان الكريم ، شهر العبادات والمودة والتراحم والمغفرة ، والذي يحل علينا هذا العام ، مع هذا الصيف الحار وحالنا هو ذات الحال ، انقسام في انقسام وكراهية تتلوها كراهية ، و حتى حين نادى عقلاء الوطن ، بالوحدة صارخين بوجه المنقسمين يرجونهم ويتوسلون إليهم حتى وصل نحيبهم صور الصين الشعبية ، فكان الجواب ان لا حياة لمن تنادي !!
فماذا طبق رعاة الانقسام من تعاليم دستورنا ونهجنا السماوي ؟!
فإذا كان شهر رمضان هو شهر كما قال فيه المولى عز وجل (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) فأين نحن من هذه الآية وهل تبدلت ملائكة فلسطين بشياطين المصالح الشخصية فحالت بيننا وبين التآخي والعفو ؟!
ولماذا يشعر المواطن فينا، أننا شعب مخدوع، شعب مسلوب الإرادة حتى أشعار آخر، وان الجميع يستمتع بوهنه وخضوعه للأمر الواقع ؟!
والغريب أننا نراهم على شاشات الفضائيات، يتوعدون ويجتمعون ويتواعدون ثم يعودون فيوقعون ثم يختلفون وكأن تحقيق الوحدة درب من الخيال أو كارثة اجتماعية أو رجس من عمل الشيطان !
يقودنا هذا الأمر الى حقيقة مؤكدة ، فرمضان هذا الصيف سيختلف كثيراً عن رمضان سنوات الانقسام السابقة ليس في كونه يأتينا ونحن نعاني من حرارة الطقس ، بل في كونه لا نية لدى المصرون على الشقاق ً تطبيق قواعده ، فلن يحفظ أصحاب المصلحة في الانقسام ألسنتهم ولن يكفروا عن ذنوبهم وخطاياهم ولن يسارعوا الى الأعمال التي تضاعف فيه عن غيره وأولها تحقيق الوحدة والتآخي !
بل وكالعادة سوف يطلون علينا عبر الأبواق الإعلامية ليكرروا على مسمعنا روايتهم القديمة والمملة فيما يتعلق بمعوقات الوحدة وقضايا الاعتقالات السياسية والتنسيق الامنى ونزاهة لجنة الانتخابات المركزية ، وكيف أن هذا بمجمله يحول دون فتح أبواب الوحدة وان المسألة مرهونة بفك الحصار عن غزة والسماح باستيراد الياميش وقمر الدين !!
نقولها للذين مازالوا يراهنون على طول صبر وطيبة هذا الشعب ان دوام الحال من المحال وحري بكم أيها المنقسمون ، ان تعلنوها بصراحة ، وتقولوا للشعب …..ان الوحدة بتفاصيلها لا قيمة لها وان الوطن حين يكون مجزأ شمالا وجنونا ً سيصبح اكبر وأرحب وأجمل بكثير!!
فالوحدة تعني ان نطبق القانون والدستور والمحاسبة ، ونعد للانتخابات وهذا يتطلب مناخ وطرق يبدو أن البعض يرى ان لا قدرة لشعبنا على فهمها !!
فالشعب الفلسطيني وعلى ما يبدو لا يستحق منكم بادرة تنازل حقيقية على الأرض ، ربما لأنه لم يضحى من أجل وحدة تراب هذا الوطن ، ولم يكتوي بنار الانقسام، أو ربما انه من وجهة نظركم الفريدة ، شعب من نوعية أقل مستوى في قاموس الآدمية !!
علينا ختاماً أن نستغل هذا الشهر المبارك ليس فقط في القيام والصيام ، للتقرب من المولى عز وجل ، بل وفي العمل الجاد من أجل تحقيق الوحدة الوطنية بعيداً عن المزايدات والنفاق الإعلامي والتنظيمي ، فلنقترب من بعضنا البعض بنية صافية على درب توحيد الصفوف ، فتلك هي اقرب الطرق ليرضى عنا خالق السموات والأرض ، فلن يقبل صيام المنافقين لو صاموا الدهر !
ولنعمل على تغليب المصلحة العليا للوطن على المصلحة الفئوية الضيقة وإلا رددنا للأبد …حالو يا حالو …الانقسام ضالو !
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي محمود الكاتب

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat