أين العرب!! .. وافلسطيناه!!
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

لقد وُلِدنا قبل خمسين عامًا وكانت آذاننا يطرقها اسم فلسطين المحتلة، التي احتلها الكياااا ن الصه ي وني وسوف يتم طرده منها، وتحريرها من قبل الشعب العربي المناضل!!
ولمَّا بلغنا من العمر قليلًا قرأنا تلك الشعارات العظيمة -آسف لعلها العقيمة- على بعض صفحات المناهج الدراسية في المدرسة، وشعارات تحرير فلسطين في الاحتفالات الوطنية، وكلنا نردد كما يقولون فلسطين عربية، وعلينا تحريرها من الاحتلال!!
ثم بلغنا من العمر أكبر فرأينا كيف يتم ملؤ الشوارع باللافتات لتحرير القدس وفلسطين، والإعلام بأناشيده .. والشعراء بأشعارهم .. والأحزاب بفرحتهم!!
ثم بلغنا من العمر أكبر فكانت تشغل البال المؤتمرات للجامعة العربية من أجل فلسطين .. ومؤتمرات الدول الإسلامية لتحرير فلسطين .. والوفود والرؤساء والوزراء وممثلو العرب في منظمة الأمم المتحدة يجتمعون لأجل فلسطين!!
وفلسطين تنادي (وا عرباه .. وا أمَّتاه .. وا ناصراه) .. ولا من مغيث حيث تجبَّر طغيان الكيااا ن وتكبَّر وتم التهجير، والقتل، والتشريد، والسبي، والسجن، والاغتيالات، وووو!!
والكلُّ من العرب يتفرَّج على ذبح إخوتهم العرب في فلسطين!! وحكَّام العرب لا يعرفون من فلسطين إلا الشعار والإعلام وترديد اسمها ونصرتها بالحناجر لا بالخناجر!!
حتى بلغنا اليوم فوق الخمسين وإذا للآن فلسطين تستغيث .. وتصرخ .. وتبكي دمًا .. ولا تملك ماءً وطعامًا .. ولا أبسط حاجات الحياة .. إلا العقيدة بحب الأرض والمقدسات للأغيار والأخيار منهم والذين كانوا حطب نيران الكيااان ..
ولكن الأدهى والأخزى أنَّ بعض حكَّم العرب الذين تستصرخهم فلسطين يفتح سفارات دبلوماسية للكياان المحتل في بلاده!! ويقيم علاقات حميمة معه!!
وهذه دماء وأشلاء آلاف الأبرياء في غزة منذ قرابة ٣٠٠ يوم تستصرخهم (وا إخوتاه .. وا عروبتاه) فلا شيء سوى شعارات عقيمة .. ومؤتمرات سقيمة ..
لن يستطيعوا أنْ يقدِّموا لمن يستغيث بهم قطرة ماء!!
ولا لقمة طعام!!
ولا دينار ولا درهم!!
ولا مسدس ولا طلقة!!
والعالم كله يمد الكيااان بما تشتهي الأنفس من السلاح والعتاد لقتل الفلسطينيين وطردهم من أرضهم!!
فأين الشعوب العربية الغيورة على عروبتها من خذلان الحكَّام؟!!
وأين الشعوب العربية الغيورة من سفارات ذلك الكيااان؟!!
وأين الشعوب العربية الغيورة من تاريخها الذي تحتفي بأيام وا معتصمام!!
أخيرًا..
وأين هي من هتك الأعراض والمقدسات في فلسطين وهي تنزف بينكم .. وبمرأى منكم .. ومسمع عندكم .. وأنتم تملكون الجيش الجرار!! ومخازن النفط والآبار!! ولكن تحتاجون إلى عقيدة وقرار!! والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat