صفحة الكاتب : عبد العزيز ال زايد

المشي عكس عقارب الساعة
عبد العزيز ال زايد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هل تساءلت يومًا: لماذا تسير عقارب الساعة من اليسار إلى اليمين؟، هذا السؤال استوقفني حين كنت طفلًا، وقلت: لماذا لا يكون العكس؟، الحديث ليس عن الساعة وأشراطها ولا عن عقاربها، الحديث عن فوائد المشي عكس قارب الساعة؟، شرارة القداحة أني أحيانًا أسير مع عقارب الساعة، وأحيانًا أسير عكسها، أحيانًا أسير مع الناس في اتجاه واحد، وأحيانًا أخالف اتجاه الشلال، فتساءلت: أيهما أفضل، السير مع عقارب الساعة، أم خلافها؟

قررت البحث عن هذا الموضوع، فطالعتني قصة صديق على منصة x، اسمه علي القرني (أبو سامي)، يروي الأخير أن رجلًا مسنًا استوقفه، وقال له: لماذا لا تسير مع الناس؟، أي في اتجاه واحد؟، فأنت تواجه النساء في كل مرّة؟، وكان بطل القصة أبو سامي، يتبنى استراتيجية السير عكس عقارب الساعة، بيّن الأخير له أنّ القلب يقع في اليسار، والسير عكس عقارب الساعة يجعل الدم يتدفق بشكل أفضل، لأنّ دورته الدموية تسير عكس عقارب الساعة. "ما دليلك؟"، قال الرجل المسن، واحتدم النقاش بين الطرفين، فأجابه أبو سامي: الطبيعة تسير عكس عقارب الساعة، وجميع الكواكب تسير بذات النظام، حتى مضامير السباق في العالم تسير عكس عقارب الساعة، فهل كان هذا عبثًا؟

اعترض الرجل المسن، وقال: ما دخلنا ورأي الغرب. ولم يقتنع. قال أبو سامي: إذا ذهبت إلى الكعبة سترى الطواف عكس عقارب الساعة، فهل كان هذا الاتجاه خطأ، أم هو لحكمة وجيهة؟، وقد أثبت العلم الحديث فوائد الطواف حول الكعبة. انصرف الرجلان، وكلاهما مصر على رأيه، لم تنته القصة، عند أبي سامي، حيث وضع القصة على حسابه في منصة x، واشتعل الحساب بالتعليقات. ولأني لا أزال أبحث عن الحقيقة الحقة، وأي الاتجاهين أفضل؟، قررت مطالعة التعليقات، كاستقراء ناقص، فكان رأي معظم الناس متعاطف مع صاحب الحساب، صاحب الأرض والملعب، وبقي الرجل المسن دون ناصر ولا معين، إلا عدد بسيط لا يعد على أصابع اليد، قال مؤيد للرجل المسن: "حتى لو كانت المعلومات صحيحة، السير مع الناس وعدم مخالفتهم أراه هو الصحيح". وقال آخر: "إن المروّج لهذا هم عبدة الكون فهم يعتقدون أنّ المرء يشحن نفسه بالطاقة الايجابية إذا مشى عكس عقارب الساعة، وهي عقيدة بوذية كفرية، تنص على أنّ الطاقة مصدر الحياة، وأنّ طول عمر الإنسان أو قصره وصحته وسعادته بحسب مخزونه من الطاقة الكونية".

وإليك خلاصة ما ذكره مناصرو صاحب الأرض والملعب: المشي عكس عقارب الساعة أخف للجسم لكي يتجنب الجسم جزء من الجاذبية الأرضية،

أساس المشي الصحيح عكس عقارب الساعة، حتى أنّ اتجاه الممشى في الحدائق العامة بهذا الاتجاه، وتوجد لوحات إرشادية تحدد الاتجاه الصحيح.

أول سباق جرى مع عقارب الساعة، ولأنّ أغلب المتسابقين أصابهم التعب والارهاق، أعدو دراسة وغيروا الاتجاه بعكس عقارب الساعة وبالفعل قل الاجهاد والتعب. 

وأضاف آخر: الكواكب والطواف والسعي وحركة المرور كلها تسير عكس عقارب الساعة. وأضاف آخر: المشي عكس عقارب الساعة هو الأفضل حتى يكون القلب باتجاه مركز الدائرة وقريب منه، وهو المفيد للإنسان. وقال آخر: حتى الإلكترونات والبروتونات والنيترونات تدور حول النواة بعكس عقارب الساعة، إذًا حتى طبيعة الذرات وهي أساس الكون تدور بهذه الطريقة لتنتج الطاقة التي تؤدي لانشطارها وانجذابها لذرة أخرى، نعم الأمر فيه طاقة مستفاد منها. وهنا نختم الاستطلاع بمشاركة امرأة تعمل في مطبخها تقول: حتى حركة تقليب الطعام عكس عقارب الساعة أكثر فائدة، والله أعلم.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد العزيز ال زايد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/08/10



كتابة تعليق لموضوع : المشي عكس عقارب الساعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net