صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

أزمة السكن والترقيع الحكومي
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تفاقمت أزمة السكن وازدادت حدة من عام إلى عام،فالحاجة تتراكم إلى بناء المنازل ،وما يتم بناؤه اقل بكثير مما هو مطلوب على الأقل للحد منها ،فقبل سنوات كانت البلاد بحاجة إلى مليوني وحدة سكنية ،أما اليوم فوزارة التخطيط تعلن ان العراق لابد له ان يوفر 4،5 مليون وحدة سكنية للتخلص من الأزمة ومطلوب من الدولة بناء 150 الف وحدة سكنية سنوياً ،وهي لا تبني  سوى 3 آلاف وحدة. غير ان ذلك, على هذا الحال من الأداء صار من المحال ،فالبطء يميز الخطط على صعيد وزارة الإسكان او على صعيد الحكومات المحلية .لايلمس من هذه الخطط سوى بضعة مجمعات تشمل الاف معدودة من الشقق او البيوت لا تسد الطلب المتزايد .
ان ازمة السكن الحادة لايمكن معالجتها الا بمشاريع عملاقة تحتوي على عشرات الاف من البيوت والشقق مثل مشروع بسماية الذي ما يزال يراوح مكانه،فالغاية الان لم تبدأ الشركة عملها الملموس والحقيقي .
الواقع ان المواطن لا يثق في الإعلانات عن الاستثمار في السكن بسبب التأخير والبطء في التنفيذ ، وهو يرى فيها ترقيع للشق الكبير بين الحاجة والمخطط وواقع الحال.فالمعلن الذي يرسم صورة زاهية ,وعلى الأرض شيء أخر .فالمواطن يسمع منذ سنوات عن ان هذه المشاريع ستكون في محافظات أخرى إلا أن دوائر الدولة ذاتها تلقي اللوم على بعضها البعض ،فأمانة بغداد تتهم الحكومة بالتلكؤ في اطلاق مشروع معسكر الر شيد لبناء 65 الف شقة ،وتزعم إنها أنجزت كل الأعمال التمهيدية للمباشرة به وكذلك الامر مع مشروع 10/10 في مدينة الصدر ،وما يزال المواطن ينتظر الإعلان عن إحالة مشروع للسكن في البصرة وهكذا في مدن أخرى .
الروتين والبيروقراطية والعوائق القانونية الأخرى هي السمة البارزة في التعامل مع مشكلة السكن الملتهبة في حين تتطلب إجراءات استثنائية وقرارات سريعة ومتابعة عاجلة وإشراك لقطاعات حكومية مختلفة ،ففي الوقت الذي تشكو شركات البناء والأعمار الحكومية من شحة المشاريع المحالة اليها .ومن البطالة المقنعة وعدم استغلال إمكاناتها تعاني الحكومات المحلية من عزوف الشركات وتلكؤ في إكمال مشاريع أخرى لسنوات.
ان تشجيع الوزارات والمنشآت الحكومة والاتحادات المهنية والجمعيات التعاونية على تبني مشاريع السكن لموظفيها والعاملين فيها وفقا لآليات وقواعد محددة يسهم في التقليل من حدة الأزمة.
ان مشكلة بهذه الضخامة والمثيرة لأرق وقلق العوائل والمواطنين تستلزم حشد الطاقات والإمكانات الوطنية وتوفر المناخات لإطلاق حملة شاملة ووطنية للانتهاء منها في وقت محدد لتحقيق الاستقرار النفسي وضمان الأمن الاجتماعي للعراقيين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/16



كتابة تعليق لموضوع : أزمة السكن والترقيع الحكومي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net