بطلان قول من يدعي ان الخلافة بالشورى او باجماع اهل الحل والعقد ؟؟
الشيخ جمال الطائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ جمال الطائي

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
اختلف العلماء من اهل السنة والجماعة في كيفية اختيار الخليفة او الامام للامة ؟ فعلى سبيل المثال ماقاله
إمام الحرمين الجويني (م 478 هـ): \"إعلموا أنّه لا يُشترط في عقد الإمامة الإجماع، بل تنعقد الإمامة، وإن لم تُجْمع الأُمّة على عَقْدها. والدليل عليه أَنَّ الإمامة لمّا عُقدت لأبي بكر، إبتدر لإمضاء أحكام المسلمين ولم يتأنّ لانتشار الأخبار إلى مَنْ نأى من الصحابة في الأقطار، ولم يُنكر عليه مُنْكِر. فإذا لم يشترط الإجماع في عقد الإمامة لم يَثْبت عدد معدود، ولا حدٌّ محدود، فالوجه الحكم بأنّ الإمامة تنعقد بعقدِ واحد من أهل الحَلّ والعقد\"3.و قال الإسفرائيني: ( 344-406 هـ) في كتاب الجنايات: \"وتنعقد الإمامة بالقهر والإستيلاء، ولو كان فاسقاً أو جاهلاً أو عجمياً\"1.وقال الماوردي (م 450 هـ): \"إختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم، على مذاهب شتّى. فقالت طائفة: لا تنعقد إلاّ بجمهور أهل العقد والحلّ من كل بلد، ليكون الرضا به عامّاً، والتسليم لإمامته إجماعاً، وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر على الخلافة باختيار من حضرها، ولم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها.وقالت طائفة أخرى: أقلُّ ما تنعقد به منهم الإمامة، خمسة يجتمعون على عقدها، أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة، استدلالاً بأمرين: أحدهما: أنّ بَيْعة أبي بكر إنعقدت بخمسة إجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها، وهم عمر بن الخطاب، وأبو عُبّيدة بن الجراح، وأُسيد بن حضير، وبشر بن سعد، وسالم مولى أبي حُذيفة.والثاني: أنّ عمر جعل الشورى في ستة ليعقد لأحدهم برضا الخمسة. وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل البصرة. وقال آخرون من علماء الكوفة: تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم برضا الإثنين، ليكونوا حاكماً وشاهدَيْن، كما يصحّ عقد النكاح بِوَلي وشاهدين. انتهى
اقول :في الواقع المتطلع لهذه الآراء وغيرها ,يجد بكل بساطه تناقضها ووهنها لأنها بكل صراحة بعيده كل البعد عن الواقع ولذلك تكون متضاربة ومتناقضة ؟؟
والسبب ان هؤلاء ذهبوا بآرائهم بعيداً عن الحق والصواب ؟لانهم لم يرجعوا الى القران الكريم الذي فيه تبيان كل شي ؟ والسبب الثاني انهم لم يرجعوا الى عدل القران وهم أئمة أهل البيت (عليهم السلام )ليعرفوا مضامين وحقائق القران الكريم التي اكد عليها القران الكريم وصرح بها الرسول محمد ( صلى الله عليه واله ):
كما ان مسالة الخلافة وردت في القران الكريم وانها جعل رباني وليس بمقدور البشر ان يعين خليفة او تكون مسالة الخلافة بالشورى او الانتخاب او الحل والعقد ؟؟.
وإنما هي اختيار وجعل رباني لا غير بدليل كثير من الآيات القرآنية التي صرحت بهذا الأمر منها :
قال الله تبارك وتعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا }- الفرقان - الآية - 35
فجعل هارون نبي ووزير لأخيه موسى (عليهما السلام )ليس بانتخاب بشري وإنما بجعل واختيار الإلهي محض كما هو صريح في الآية المباركة .
وكذلك في قوله تعالى في جعل النبوة في ذرية إبراهيم دون غيره في قوله تعالى {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} - العنكبوت - الآية - 27
وكذلك قوله تعالى جعل واختيار الأئمة بأمره تبارك وتعالى حيث يؤكد القران الكريم بانهم يهدون الناس بأمر من الله تبارك وتعالى وهو الذي اختارهم وجعلهم أئمة في قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } - السجدة - الآية - 24 .
وفي قوله تعالى يبين لنا الله اختيار داود (عليه السلام) خليفة في الأرض هو جعل منه تبارك وتعالى لا غير , بدليل قوله تعالى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} - ص - الآية - 26
وفي هذه الاية يبن الله بعد اختيار إبراهيم الخليل نبياً وإماما, ان الإمامة لا ينالها الظالمين ؟؟ وهذا شرط في من تكون له الإمامة بعد إبراهيم ان لا يكون ظالماً في جميع حياته حيث قال {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} - البقرة - الآية – 124
وقوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} - البقرة - الآية - 30
فهذه الآية مطلقة في الاستخلاف ؟ اي ان في كل زمان لابد ان يكون لله خليفة في أرضة وهذا الخليفة لابد ان يكون مجعول من الله تبارك وتعالى لامنتخباً من قبل الناس ولا شورى ولا أهل الحل العقد ولاغيرها وإنما جعل رباني محض .
والنتيجة ان كل خليفة او إمام ليس منصوص عليه من قبل نبي او وصي ولم يكن مجعولاً من الله تبارك وتعالى فخلافته باطلة قطعاً .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat