صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

براعة المحقق وإبداعه -الشيخ محمد حسن آل ياسين مثالًا-
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



  إنَّ المحقق يجب أنْ تتوافر فيه صفات متعددة بعضها معرفية وأخرى نفسية وهي معلومة عند المحققين، ومن الصفات المعرفية مدى الإحاطة بالعلم الذي يُحسنه ويُتقنه، وأهم المؤلفات فيه، ومتابعة الطبعات الحديثة المحققة، ومعرفة منهج المحققين واختلافهم في التحقيق، وهذا ما رأيته في المحقق الكاظمي الكبير الشيخ محمد حسن آل ياسين "رحمه الله"، حيث تتبَّع تحقيقَيْن لديوان الشاعر "حسان بن ثابت" وخلوِّه من القصائد التي تتعلق بيوم الغدير خاصة والإمام علي "عليه السلام" عامة من خلال المصادر التاريخية والحديثية التي نقلت تلك الأشعار عنه، والتي وثَّقت عيد الغدير، ومنها أبياته المشهورة:

(يناديهم يوم الغدير نبيهم - بخم وأسمِع بالرسول مناديا)، حيث للأسف لم يتضمَّن ديوانه عند هذين المحققين اللذين جمعا أشعاره في ديوان مطبوع منشور!!
فيا ترى هل كان صدفة كانت منهما!! 
أم اتفاق القوم على دفن مثل هذه الأشعار المتضمِّنة هذه الفضائل!!
ثم ذكر الشيخ آل ياسين في بحثه المنشور عام ١٩٦٧م في مجلة (البلاغ) بعنوان (مستدرك ديوان حسان بن ثابت الأنصاري) أمَّات تلك المصادر التي وردت فيها تلك القصائد، وفيه ذلك دلالة على العمق العلمي للمحقق في تتبع الآثار والوقائع من جهة، والأمانة العلمية في جمع ما يُنسب لشخص من جهة ثانية، والرسالة الصريحة بأنَّ الحق لا يمكن إخفاؤه مهما كانت الأسباب سياسية أو قومية أو طائفية من جهة ثالثة، ورسالة تشجيع وتحذير للباحثين والمحققين في الوصول إلى الحقيقة من جهة رابعة، وضرورة الجهاد من أجل العقيدة والدفاع عنها من جهة خامسة.
    لقد اشتهرت أبيات حسان بن ثابت في الآفاق وعلى الألسن والأسماع، وإخفاء الجامع لقصائده في الديوان يؤدي إلى تشكيك الجيل بتراثهم العلمي ومصادره، وهو يؤدي بالنتيجة إلى الشك بأصل التراث!! وتقع علينا مسؤولية كبيرة في الدفاع عن ذلك وحفظه ونشره؛ ليطَّلع الجيل على حقيقة تلك الأيام العظيمة ومنها يوم الغدير، فجزى الله الشيخ آل ياسين على هذه الصولة الكاظمية في نشر الفضائل العلوية جزاء العلماء العاملين، فالعلم يحتاج إلى عامل مجاهد به، لا يحتاج إلى مستودَع لتخزينه؟!! ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/04



كتابة تعليق لموضوع : براعة المحقق وإبداعه -الشيخ محمد حسن آل ياسين مثالًا-
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net