المباهلة يوم مشهود وحجة دامغة !
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر

قال تعالى {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }(١)
لم يترك النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) موقفا مصيريا ولا مشهدا ضروريا إلا أظهر فيه أفضلية عترته الطاهرة (عليهم السلام) على البرية وأحقيتهم بخلافته وحمل الرسالة بعده ، وهذا مشهد آخر يحمل في طياته الكثير والكثير فيوم المباهلة الذي تكلل بالنصر لدين الله الذي مثله بتمامه أصحاب الكساء (عليهم السلام) هو دليل دامغ لايقبل تأويلا ولا تنظيرا على أن الإسلام النبوي الحقيقي تمثله هذه الثلة فيا أيها المسلمون إعرفوا من اين تأخذون دينكم !
وهنا يأتي التساؤل المهم الذي عجز المعاندون عن إجابته فلجأووا إلى إنكار الواقعة من رأس وهذا دليل عجزهم الذي تعودنا عليه في اساليبهم عند تغييبهم للحقائق الواضحة لإرضاء الهوى والتعصب الأعمى ، والتساؤل هو [ لماذا لم يُخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير هؤلاء الخمسة وحصر هذه الثلة بأن باهل بهم دون غيرهم ؟]
ويتفرع على هذا التساؤل أن الإختيار جاء على أساس الكفاءة والاهلية لهذا الأمر فقد طهرهم الله من الرجس والدنس وهذه حقيقة آمن بها جميع المسلمين ونص عليها الكتاب الكريم وأيدتها النصوص والبراهين وخصوصاً أن فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوله وتقريره حجة كما حُرر في علم الأصول ، { وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ }(٢)
فيوم المباهلة وفضلة لايقل شأناً عن الغدير لأنه يظهر المقام العظيم للعترة الهداة وأيضاً هناك رسالة مهمة يريد إيصالها فيمكن أن يكون مكملا للغدير في أحقاق الحق والزام الحجة على المخالفين والمعاندين، فقد كثرت التأويلات حول مصداق أهل البيت (عليهم السلام) الوارد ذكرهم في الكتاب المجيد ووقع كلام كثير من المخالفين حول هل هم آل علي (عليه السلام)ام زوجاته ؟ فتأتي حادثة المباهلة لتثّبت ركائز الحق وتنفي زبد الباطل ، فما ترك الله عزّ وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس من حجة فقد أقامها بجميع أطرافها
أما حادثة المباهلة فهي من الوقائع التي أظهرت حقانية الاسلام العظيم في تمثيل السماء وأنه دين الله الحق ، تحت ظل التحريف الذي نال من الأديان السماوية السابقة فلم يستندوا إلى ركن وثيق فقد محقت التحريفات البشرية معالم تلك الأديان وجعلتها فارغة من المحتوى والتفاعل الحقيقي
والخلاصة فإن حادثة المباهلة تجمع بين حقانية الاسلام بأنه الشريعة الخاتمة والناسخة للتي قبلها والشان العظيم لاصحاب الكساء (عليهم السلام) وأن المدار في فهم الإسلام الحقيقي كما جاء به النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريقهم فهم من يمثله ...
________
(١)سورة آل عمران
(٢)سورة النجم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat