قبل الحديث عن رأيه بالجمال أود الاشارة الى تأثر سلامه موسى بنظرية التطور وانعكاس ذلك في فكرته عن الجمال ومن هذا المنطلق ساستعرض ما ذكره في كتابه تاريخ الفنون وأشهر الصور
يقول الكاتب ( الجمال ليس شيئا موضوعيا له حقيقة اصلية في الكائنات التي حولنا من حي وجماد وانما هو ذاتي في اذهاننا فالعالم او الكون نفسه ليس جميلا او قبيحا وانما الجمال والقبح اعتباران ذهنيان اي قائمان في اذهاننا فقط )
ويقول ايضا
خيال الرسام أبعد في ادراك الجمال من الطبيعة التي ينقل منها )
ان الحياة أجمل من الجماد والحيوان أجمل من النبات وأرقى الحيوان وهو الانسان أجملها ايضا فنحن نصنع التماثيل للانسان حبا في جماله وقلما نصنع تمثالا لحيوان الا اذا كان من ارقى اللبونات التي تنتمي اليها مثل الفرس او الكلب او الاسد ص11
نحن نفهم الجمال بشيء آخر اسمه البصيرة وهذه البصيرة هي نفسها التي نفهم بها الدين والاغلب ان هذه البصيرة أقدم في النفس البشرية من العقل ) الفنون هي الصلة اي الجسر بين الانسان والطبيعة وهي ايضا الجسر بين الحقيقة والخيال ص23 )
الفنون الجميلة في ادنى مراتبها محاكاة وفي اعلاها تفسير ورؤيا والفنون الجميلة جميعها متجانسة
ابعد الفنون عن الذهن الموسيقى
من عيوب الفن الانانية
من عيوب الفن المحاكاة
ربما كان أكبر العيوب التي تعاب بها الفنون هو العرف الاجتماعي الذي يقضي على رجل الفن بأن يحد من بصيرته
وبعد هذه الاراء اود تعريف الذهن الذي هو الخبرة الشخصية الفردية لشيء ما والتي تتغير دائمًا من لحظة للحظة. الكسندر بيريزين
ويبدو ان الذهن مختلف في مفهومه بين الشعوب وهو نفسه يحتوي البصيرة التي هي : (بالإنجليزية: Precognition) كلمة مشتقة من البادئة اللاتينية بري-، وتعني «مسبق» وكوغنيتو، وتعني «اكتساب المعرفة»، يُسمى أيضًا علم الغيب أو الرؤية المستقبلية، وهو قدرة روحانية مزعومة على رؤية الأحداث المستقبلية
من هنا اقول ان هناك اختلافا في الرؤيا الجمالية كما اعتقدها وان هناك قصورا في بعض المفاهيم فهو يقول رجل الفن في خطابه ولابد ان يقول الفنان كصفة عامة تشمل الرجال والنساء الذين يزاولون الفن فقد صنعت المرأة في وادي الرافدين أول اناء في التاريخ مثلا ولا ينبغي اغفال النساء الفنانات
ويقول الحياة اجمل من الجماد والنبات اجمل من الجماد والحيوان ارقاه الانسان فيفضل الفنان نحت الانسان باعتباره ارقى الحيوانات وانا اقول ان الجماد ضمن الحياة والحقيقة ان الحياة متحركة داخل الجماد ولكن قدرتنا لا تنفذ اليها واي تحليل او تصوير للذرة فاننا نجد الحياة التي لا نراها بالحالات الاعتيادية كما اجد في كثير من الأشكال الحيوانية ما يضاهي جمال الانسان او يفوقه ولكن الجمال الحقيقي يتجسد في مدى كمال العناصر الجمالية في الشكل وان هناك جمالا هدفه الحفاظ على النوع من خلال التناسل بسبب الجمال في لون الريش مثلا او الغناء الملفت لاناث بعض الطيور او حتى اطلاق رائحة مثيرة للجنس ويذكرني ما قرأت بما قاله فولتير من انك لو سألت ضفدعا عن اجمل شيء لذكر ضفدعته الحبيبة واصفا عينيها باجمل وصف واقصد ان الكائنات بداخلها نزعة الى الجمال بحسب خلقها ويبدو ان الكاتب خلط بين المفاهيم وكان عليه ان يستعمل لفظ الحدس الذي هو الوصول الى الحقيقة دون وساطة العقل لان البصيرة جاءت من التبصر والتأمل وفي ذلك شيء من العقل بينما الحدس غير ذلك كما خلط سلامه موسى بين مفهوم الذهن ومفهوم العقل
ومن الملاحظات انه ذكر ابتعاد الموسيقى عن الذهن وذلك شيء غريب فالموسيقى اصلا قريبة من التجريد الرياضي وبالانسجام تؤثر تأثيرا كبيرا على ذهن الانسان فتطربه او تهدأه او تجعله فرحا او مكتئبا
الا ان الكاتب ذكر اشياء رائعة وهو يسلط الضوء على سلبيات الفن واهمها انانية الفنان التي تدمر الاشياء وذلك اخطر شيء على الفن والمحاكاة وهو يقصد بضرورة وضع الفنان بصمته الخاصة ليضيف الى الطبيعة من جمال روحه وفنه وهو يلتقي هنا بفلسفة ارسطو الجمالية كما ذكر معوقات العرف الاجتماعي والديني وماكان من الحد من حرية الفنان في التعبير الجمالي والفلسفي معا وقد ارجع الجمال الى ذات الفنان وغفل الموضوع أو قلل من اهميته
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat