شقشقة ..
طُبِع هذا الكتاب الكريم طبعته الأولى قبل (٨٠ عامًا) أي في عام ١٩٤٤م في وقت حرج جدًّا يمرُّ به العالم، وهي الحرب العالمية الثانية، حيث سفك دماء الملايين، وتخريب البر والبحر والجو بأيدي أدعياء الحرية وحقوق الإنسان، في مثل هذه الظروف وتأثُّر العالم بتبعاتها ومنه الشرق بغلاء المعيشة والمواد الأساسية ومنها ورق الطباعة، يريد المؤلف السيد الصدر "رحمه الله" طباعة كتابه وهو بحسرته -حال كل مؤلف اليوم-، حيث الناس في أحوال شتَّى، فما الحيلة والمخرج لهذه الأمنية؟!
إنه طلب صعب، ولكن لغاية عظمى تتعلق بالإمام علي "عليه السلام" الذي تفدي الناس اسمه بأرواحها لا بأموالها فحسب!!
وإذا بإنسان يبحث عن صفحة من صفحات التاريخ المشرِّف ليسجِّل اسمه!!
بل يبحث عن زاوية من زوايا التاريخ المشرق لينطلق منها ويسجِّل اسمه!!
فكان ذلك الموقف قبل ٨٠ عامًا إذ ترى تلك الزوجة الصالحة صراع زوجها مع أمانيه العظيمة، فتضع ما تملك من ذهب بين يدي زوجها ليطبع كتابه الذي تسطِّر صفحاته سيرة نفس رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فيأبى الزوج قبول ذلك، ولكن تأبى الزوجة أنْ ترجع عن ذلك!!
فيكون النصر النهائي لإبائها، فتكتب بموقفها هذا صفحة الخلود لها على صفحات التاريخ، فتحقق المقولة المشهورة على الألسن في بيان مقام الذهب ومنزلته الكبرى عند النساء خاصة (الذهب زينة وخزينة)، ولكن بطريقتها الجديدة حيث يزيِّن المكتبة الإنسانية بسيرة علي الإنسانية والإسلامية والعدالة والرحمة ووو، وخزينة خلود لتلك السيرة والمسيرة ..
فهنيئًا الباحثين عن الخلود، وهنيئًا للمضحِّين من أجل الخلود، بل هنيئًا للخلود بأمثال هذه المواقف .. تحياتي
للاطلاع على الموقف الرائع يراجع الكتاب ص١٥-١٦.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat