شروط المرجعية
ابو رضا السيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

لقد حافظت المرجعية الدينية على الدين الحنيف والمذهب منذ زمن الشيخ المفيد الذي تصدى بقوة وشجاعة وعلم وحكمة لهجمات متعددة الغرض منها اضعاف التشيع وبالتالي الى محوه ولو في بغداد وجاء بعده السيد المرتضى وسار على ذات المنوال وبقي شيخ الطائفة اكثر من عشر سنوات على طريقة استاذيه ثم انتقل بالحوزة الى النجف الأشرف حفاظا عليها وعلى منتسبيها وعلى قوة وشوكة المذهب . 
على الشيعة مسؤولية كبيرة في انتخاب المرجع الذي تجد فيه الشخصية القوية والمتوازنة الذي لاينظر الا للمصالح العليا للمذهب والشيعة والحفاظ على الوطن الذي يعد الأرضية التي تحتضن المذهب وابنائه .
لذا لابد من إلفات النظر الى توفر عناصر مهمة في شخصية المرجع الذي يتسلم زمام الامور منها :
1- ان يمثل المرجع بفكره ومتبنياته الخط العام التي سارت عليه المرجعية طيلة العهود الماضية وثوابته الاصيلة من الاعتماد على الكتاب والسنة الثابتة عن الرسول الأكرم وأهل بيته الأئمة الأثني عشر في العقائد والاخلاق والاحكام الشرعية .
فلو كان المرجع يتبنى فكرا او خطّا خاصا يخالف الخط العام ولو باسم التجديد فهذا يعني السير بالامة والتشيع الى جهة مجهولة وبالتالي فلو بان خطأه بعد ذلك لايمكن العود الى الوراء والتغلب على  الفتنة التي تحدث بسببه .
2- ان يشهد بعلميته وفضله وتقواه وخطّه العام وعدم انحرافه جمع من علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف التي لها اليد الطولى في تخريج العلماء والفضلاء .
3- ان يكون معتدلا في سيرته ينظر الى الامة بسواء لاينحاز الى جهة دون اخرى فلو كان لديه جهة سياسية ينحاز اليها او حزب معين يفضله فهذا يمثل اول الانحراف في سلوكه وطريقته .
المرجع خيمة للجميع بلا تفاوت بين جهة واخرى فلايرجح قومية على اخرى ولافئة على اخرى ولاعشيرة على اخرى ولابلد او مدينة على اخرى .
وهذا ما لاحظته الامة في جميع المراجع السابقين وما نلاحظه الان في سلوكيات المرجع الأعلى السيد السيستاني أدام الله أيامه وحفظه للامة .
4- ان يتمتع بحكمة ومعرفة وبصيرة وهدوء وخبرة في الامور وعدم الانفعال في الاحداث المهمة والمفاجئة فان أي حكم يصدر منه في حالة حرجة لم يكن مدروسا بشكل جيد او رؤية عميقة قد يؤثر على المذهب او المجتمع او البلد والوطن وقد تكون العواقب بعد ذلك وخيمة لايمكن تداركها ...
5- العراق موطن المرجعية يعاني من ازمات كثيرة اخطرها الفساد المستشري في كل مرافق الدولة والسيطرة الى اموال الدولة بمختلف الاساليب الملتوية كل ذلك بحاجة الى مرجعية لاتتأثر بجهة من الجهات ويكون لها مواقف قوية تجاه الفساد والمطالبة بالاصلاحات .
6- اليوم العالم ينظر ويستمع الى مرجعية النجف الاشرف وما يصدر عنها من تصريحات ومواقف سواء للداخل او للخارج فكلما كانت معتدلة وعميقة ونابعة عن معرفة وخبرة سوف تعكس صورة مشرقة عن النجف وقوتها وحيويتها ومتابعتها للاحداث .
وما حصل في النجف من زيارة رمز الفاتيكان للمرجعية العليا في بيت السيد السيستاني فهو نابع من تأثر العالم بشخصية المرجع الأعلى وما وجدوا فيها من حكمة ومعرفة واعتدال في مواقفه وتعامله وسلوكه .
7- ان ما قدمته المرجعية ما بعد سقوط الطاغية مثالا يمكن ان يحتذى به في المواقف الخطيرة التي تعرض لها البلد وتهدئة النفوس والمنع من انجرارها الى التصادم والانفعال في الاوقات الحرجة وقد أمسكت المرجعية العصا من الوسط فلم يشعر ابناء البلد الواحد على اختلاف انتماءاته الا بالرضا والاستماع والانصياع لتوصيات المرجعية .
وتكاد تكون تلك التوصيات على مرور السنوات العصيبة ظاهرة وسابقة في المرجعيات نعم انها الظاهرة السيستانية التي ينبغي لكل متصد ان يتأملها جيدا وينتفع من مواقفها وتوصياتها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو رضا السيد

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/08



كتابة تعليق لموضوع : شروط المرجعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net