مرّ عيد وعيد .. سافر محمود وصارت مسافة التقلب بين القلوب جغرافيا 8 ساعات فحتى الزمن أنتفض بيننا يفارق المخيلة فلاتنجمع الأصوات هاتفيا الابزمن محدد يتلاعب بنا، اكون فيه بيومي وهولم يبدأ يومه بعد!
سافرمحمود وترك في نفسي غصّة و بقايا للآلم لم تستطع اجهزة رصدي الزلزالية وتحسسي ان تعرف أين مقارها؟ أين مستقرها ؟أين رقادها أين إغفائتها؟ لقد قتل سفره حلمي الجميل بان انوء بجبل الحزن معه سويا نلاعب تقلبات الوطن وهمومه اليوميه ونسطرها كتابات نبض او كتابات كتبرع دم قدر المستطاع فلم يكن في أوهامنا رسوم طفولية للامام إلا إمتطاء احلام نصوغهانسوية عللها يوما تسمو في قمم تمنياتنا بوطن سعيد لافقر فيه لان الآفة القارضة ترتسم في ذاك الوحش المهول السطوع بين الناس أسمه الفقر!
اخرجني محمود عدة مرات من صومعتي وكان في إجازاته القصيره يجعلني المفضّل الاول لإختياراته.. وأول من يزور ثم يجول بي في تلك منطقته الشعبية لننغمر بين ضلوع الرؤيا وإحساسات الناس ونتقلب سويه في ارصفة فضائتها اللامرئية هموم وغم يتقمص عيوننا التي ترى مشاهد الصبر مغللة لرقاب الوجوه... ووجوه الرقاب..
كنا ننتشي بالتحيات ومحاورة الناس والتامل بفراسة وفروسية في مواد المواضيع التي نرسم إطاراتها ونحن نمزح او نشرب علبا للبسيي كنا محرومين من زجاجياتها سنوات وسنوات..
سافر محمود وكانت أرصفتنا الودودة تبحث عنه وتسأل؟ هل حقأ لن يعود؟ هل حقا سأراه يوما ما ونحن بلغنا عتبة الخمسين عمريا والعشرين سنوناوطاقة وجموحا وروحا نصوصية للمقارعات الفكرية النهوض؟فلم يبق في العمر ما نسوق له التمنيات بزي الخداع ...
غادرني محمود.. ولم يترك لي دمعة اسكبها على ملف ذكرياتنا...فمن جهة افرح له للمستقبل الذي رسم بأبهى آيات الفرح ومن جهة أخفي آلم الفراق اللعين بين احداقي وخاصة عندما اجوب لوحدي أنهار حديث الارصفة الموسومة الموهومة بيننا لخطوات كررناها سنوات فأسير وحدي والتفت إليه فلااجده وأقول جاء العيد ولم يتصل محمود فأعطيه العذر تلوالعذر حياة جديدة.. خوض غمار بنائي عائلي قاسي التصور ... فراق للاحبة..إنشغال..
ولكنه هنا غادر بجزء من حياتي وصياغاتي وتلوعاتي ..غادر بجزء لاتتحمس الاقدار ان تساعدني لوحدي على هضمه الفراقي.. كنت احس إنه جنبي وهاهي سطوعية الفاترينات ودوي المولدات الإهلية وصخب الأرصفة التي جبناها سوية سدى..وذكريات الرياضة وكرة القدم وسنوات الفراق اللعينة كلها لم تحجب ضحكته وروحه المتنافسة مع القدر...ياه!
ماأصعب مسائية اليوم!تحاول دمعة أن تقفز؟!تتأهب للانتحار!
لاأخرج ليلا وحدي أبدا إلا بمجيء محمود لجولته لتفقد اللاناظرين توقده التفقدي! واليوم خرجت وحدي فلم يكن في اوردتي إلا نداء بفقدان محمود للابد فلست من الراسمين اوهامه..تأوهت ...تألمت... شجنت .. حزنت ...تحسرت.. تنهدت.. تفكرت ..شهيق وزفير ونداء نداء للاوردة...لن يعود لمآقيك محمود بعد اليوم لتحتضنه محاجري وتسجنه دموعي وتنطبق عليه أجفاني..وإن عاد وهو محال...فسيجدني ذابلا الرواء كليم... متشبثا بذكريات عبرت آفق خيالي..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat