صفحة الكاتب : بدر جاسم

سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب.
بدر جاسم

محال عودة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن ليس بمحال طوف العقل والخيال ، أُحدثكم اليوم عن قلبي، ذلك الذي يهوى العودة إلى أيام قد خلت، لا حباً بتلك الأيام، ولكن رغبةً بالنظر لعظماء فارقتنا عنهم مسافات زمنية طويلة قد تجاوزت بسنيها الألف عام، قلبي الذي يتوق شوقاً ليُحلق بعيني إلى أيام ذلك الزمن والألق المتجدد في سماء الولاية والإمامة، حيث كهفي وشفيعي وإمامي صادقُ الآل عليهم أفضل الصلوات ، وأشاهد حلقات درسه، فأشبع عيناي من سنا نوره الذي يملأ المسجد النبوي، واسمع دروس فقه، ومواعظه وحكمه.

فما إن دخلت المسجد النبوي الذي يتخذه الإمام جامعة له، حتى ترقرقت عيناي بالدموع، عندما شاهدته جالساً على منبره وطلابه يحيطون به، لم تستطع عيناي الطيران بقلبي، فأخذت تنظر إلى وجهه الإمام وهو يحدث طلابه، ودموع الحب والشوق تنهمر بهدوء مني، حتى لا أُفسد محاضرته بأبي وأمي، فنظرات عن بُعد لا تطفئ نار الاشتياق، فأخذ قلبي يجرُ بجناحيه ويتخطى صفوف الطلاب فأقترب أكثر وأكثر، لكن كثرة الطلاب الذين اثنوا ركبهم تحت منبره منعني من الوصول إليه.

سمعته يتحدث عن أخر الزمان، وقد ذكر القائم عجل الله فرجه، وقال عليه السلام "لو أدركته لخدمته أيام حياتي" فاهتزت كل ذرة في كياني وهو يصف عظمة القائم الذي لو أدركه الإمام جعفر الصادق لخدمه، فقال بأبي هو وأمي وهو يحث على نصره القائم «ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً» فكم هي قيمة نصرة ذلك القائم، والتي حث عليها الإمام الصادق حتى لو كانت المساهمة بسهم.

أنهى الإمام محاضرته لقرب وقت الصلاة، وعندما نزل من المنبر قام الجميع وأخذوا يصلون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسلمون عليه، وددت أن تتبرك شفتاي بقبلة على يده المباركة، أو أمسح يدي بعبائته، لكن للأسف لم يكن هنالك مني سوى قلبي الطائر بعيناي العاشقتين، سار الإمام نحو محراب الصلاة،و عيناي تتبعانه لتتزود من نوره الملكوتي ، وإذا بالمؤذن قد رفع صوته بالآذان، ليصطف الجميع خلف الإمام أبو عبدالله، قام الإمام وكبر للصلاة فكبر لتكبيرته الحجر والمدر، لتتوقف سفرتي الى الماضي، وعدت أدراجي إلى الحاضر محملاً بكلمات الإمام وبيانه عظمة الإمام المهدي، وتأكيده على الاستعداد لنصرته ولو بسهم، لقد كانت حصيلة سفرتي دعاء العهد، ذلك الذي إن وأضبت عليه ساحجز بندقيتي في دولة الإمام المهدي، حتى وإن أدركني الموت ولم أدرك القائم، ساعود من جديد لاحقق نصرتي لإمام زماني، لقد أدركت أن لكل وقت واجبه، واحتياجه الذي يجب العمل لانجازه، فكما أحاط طلاب الإمام الصادق عليه السلام بإمامهم، كذلك سنكون للقائم كهشام بن الحكم، وكجابر بن حيان، إن أثنى وسادة التعلم، وسنفعل كما فعل جون وعابس، أن رفع سلاحاً للحرب، أو نقول لأمامنا نحن بيدك كما تشاء وكيف نشاء!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بدر جاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/03



كتابة تعليق لموضوع : سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net