الشيطان الأكبر وادعاؤه الحقوق
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ ما قامت به أمريكا وعلى مدى تاريخها تأسيسًا وديمومةً تجاه كُلِّ مَنْ يقف أمامها يثبت للجميع زيف ادعاءاتها وكذبتها الكبرى في الدفاع عن حقوق الشعوب، أو الدفاع عن مظلومية الأقليات، أو السِّلم العالمي، بل هي تصرِّح علنًا وجهارًا بالدفاع عن مصالحها أولًا وآخرًا، ثم مصالح أوليائها وأتباعها وأبنائها ..
وما يجري على المسلمين منذ ٢٠٠ يوم في غزَّة من قتل وتدمير وتهجير على سبيل المثال فهي أساسه، وهي الداعم الأول للكيان ظاهرًا وصراحةً بلا خجلٍ أو وَجَلٍ، على رغم آلاف الأبرياء بنيران أسلحتها التي لم تفتر ساعة في دعم عصابات هذا الكيان الغاصب، فوقفت معه داعمة .. وصرَّحت .. وساعدت .. ودافعت .. وصدَّت .. ورفعت يدها الملطخة بالدماء للفيتو في مجلس التسلط الدولي .. ووو .. واليوم أقرَّت هذه المساعدات الطائلة للكيان الصهيوني ليشتري به أسلحة لقتل المسلمين!! ويهتك مقدساتهم!!
فهل يشك أحد في ذلك!!
فهذه مواقف أمريكا المعادية، والمتناقضة تجاه الآخرين، وخصوصًا تجاه المسلمين والعرب؟!!
فهل جهل أحدٌ من حكَّام المسلمين قرار ذلك الكونغرس الصهيوني؟!!
وهل لم يسمع به أحدٌ من علماء المسلمين وقادتها؟!!
وهل يخفى على أحد للآن أنها (الشيطان الأكبر)؟!!
فلماذا هذا الولاء له!!
والسكوت عن جرائمه!!
وقد أمركم الله تعالى في قرآنكم ومعجزة نبيكم أنْ تتبرؤوا منه ومن أوليائه؟!!
فإذا تبرع هذا الشيطان وأولياؤه بهذه الأموال لقتل المسلمين، فماذا سيتبرع أولياء الرحمن للدفاع عن أنفسهم؟
أخشى أنْ يتبرَّعوا جميعًا بالصمت والخنوع، والقرآن يصرخ آناء الليل وأطراف النهار: ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)) ..
فأين حكَّام الأمة .. وأين علماء الأمة .. وأين مثقفو الأمة .. بل أين هي الأمة!!
ولات حين مندم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat