ذكريات الوزير والدكتور علي الأديب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مر عام تقريباً على الحادثة إلا إنها تبقى أكثر من سحب رسالة دكتوراه وان كان تقديرها جيد جدا ولا تخص أو تقتصر على الطالبة صاحبة الرسالة إقبال عبد الزهرة باقر، بل تتعداه إلى مأساة مجتمع وهم أمة ونقطة سوداء تسجل في سجل تأريخ العلم والبحث العلمي في بلد يأمل أبناءه أن يغادر هذه اللغة وطريقة الإقصاء والتهميش وتكميم الأفواه وفرض الرأي وأدلجة الفكر، وفي زمان ظننا ان كل هذا قد ولى وأصبح من ماض نريد أن ننساه، إلا ان ذاكرتنا تأبى إلا استحضاره لرسوخه فيها ولعدم تكراره ومعاقبة ومحاسبة بل تجريم من قام بكل تلك المآسي والفضائع والفضائح، ومن يريد ان يحييها او يعيدها مرة أخرى ان ما قام به وزير التعليم العالي الدكتور علي الأديب وبصفته الوزارية مباشرة تجاوز فيها كل البروتوكولات والأتكيت المتعارف عليه في الأوساط العلمية والبحثية لتشكل حالة ارتجالية ونزعة انفرادية وحماية ودفاع ومبالغة في النرجسية والتي يتصف بها رموز حزب الدعوة، واستماتتهم في الدفاع عن المالكي لتضاف إلى سلسلة من الإجراءات والخروقات والتجاوزات على الدستور والقانون والنظام والآداب وما متعارف عليه ليكونوا منظومة جديدة تختص بهم وتميزهم عن الباقين السابقين واللاحقين من أرباب السلطة وسلاطين الكلام وانتهازية المواقف وأصحاب البطولات الكاذبة، وان كانوا يشتركون معهم في العموميات ولست هنا في موقع الدفاع عن ما جاء في رسالة الدكتورة إقبال ولا لتبني ما جاء فيها وما استخلصته من نتائج ولا أريد أن أشن حملة ضد حزب الدعوة ولا أشنع بالوزير أو الحكومة، بقدر ما أريد ان اذكر وأدافع عن حياة وتجربة وبلد وشعب ومفاهيم وأخلاقيات اعتقد بأني ساهمت في تأسيسها ودفعت ثمن غالي من دماء وجهد وحرمان وضياع فرص وحرقة أعصاب وشتائم وانتهاك حرمات وتحديات وتضحيات لها أول وليس لها آخر من اجل أن تدوم وتستمر وان تتحول إلى أمر واقع، وما نراه ونلمسه من تصرفات على ارض الواقع يرجعك إلى الوراء ويذكرك بالذي مضى وربما يوصلك مرحلة الإحباط واليأس والندم على كل ما قدمناه وأسف على سنين العمر التي تذهب بهذه التصرفات وأمثالها هباء منثور والحجة هي المساس بشخص رئيس الوزراء وانتهاك قدسيته من قبل باحثة قد تصيب وقد تخطأ، ربما اقتربت من الواقع أو تبتعد عنه قد تصل إلى الحقيقة ومن الممكن أن تجافيها وهي في مجتمع وبلد يضمن لها حرية التفكير والرأي والبحث ولا يكفل لها ان تفرض رأيها ولن تكتب قرآناً أو تنسخ صحف مقدسة أو تدون ما هو خارق ومعجز وأنت يا سيادة الوزير من مدرسة معروفة باحترام الدليل فلماذا كل هذا التجبر والنكوص إلى التجهيل والتسطيح والتخويف من الفكر والانفتاح، ولماذا يراد لأبناء هذا البلد أن يبقوا دائرين في فلك السلطة والمسؤول فما ترضاه لنفسك وأقرانك من الدعاة لا يرضي أبناء هذا الشعب ولا تقسروا الناس على أفكاركم وقناعاتكم فمهما صعد او نزل فيبقى رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نوري المالكي بشر ترابي الوجود فاني لا يبقى مني و منه ومنك ومن الجميع إلا الذكرى أم تخافون الذكرى وتخافون التأريخ فإذا كنتم كذلك فبيضوا صفحاته ولا تسودوها بهذه التصرفات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat