واخيرا استبصر المعاند
سيد جلال الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيد جلال الحسيني

قال المرحوم الشيخ الكعبي رضوان الله عليه:
التقى بي مرة رئيس محاكم كربلاء وكان معروفا بالنصب والعداء لاهل البيت عليهم السلام كما هو عادة الحكومة العراقية في العهود البائدة لعنة الله عليهم اجمعين حيث يجعلون الموظفين الكبار في المناطق الشيعية من النواصب ؛ فقال لي: يجب عليك ان تاتي الى بيتنا الساعة الخامسة ؛
يقول الشيخ الكعبي رحمه الله فخفق قلبي منه واضطربت لاني لا اعلم ما هي علة دعوته لي وخشيت ان يعاقبني لقراءة الماتم للسيدة فاطمة البتول سلام الله عليها لانه ناصبي وانا في ذكر المصيبة عادة اذكر الهجوم على الدار وضرب حر وجهها ولطمها على عينها وعصرها بين الباب والحائط واسقاطهم لمحسن اول شهيد بعد رسول الله صلى الله عليه واله وحرق الباب وكل هذه المصائب قام بها من يعتقد بهم هذا الناصبي ؛ والمصيبة الادهى ان مدير الشرطة وبعض المسؤلين الكبار كانوا ايضا من اقربائه فذهبت لاصدقائي واستشرتهم في الامر وكلهم قالوا لي لابد من الذهاب اليه لانك ان لم تذهب ازدت الطين بلة ؛ وتعتبر فارا من الحكم واخيرا يقول ذهبت اليه وطرقت الباب فلما فتح الباب قال لي لماذا تاخرت هذه الدقائق الخمس فقلت له:
لاني جئتكم ماشيا على قدمي . قال:
كان الواجب عليك ان تستاجر سيارة وتاتيني بالوقت المحدد .
فاعتذرت منه ؛ فقال لي الحاكم: في المرة الاخرى عليك ان تستاجر سيارة وتاتيني مسرعا فقلت:
ان شاء الله افعل ؛ فادخلني الى بيته وانا لا اعلم مصيري وعلة الدعوة فلما ادخلني في الصالة واذا بها قد ملأت برئيس الشرطة والمسؤلين الاخرين واكثرهم اقرباء رئيس المحاكم فازداد استغرابي واضطرابي ؛ فقال لي:
اجلس على ذلك الكرسي فنظرت واذا بكرسي منصوب وعليه قطعة سوداء فقال لي:
اجلس على ذلك الكرسي واقرء عن مصيبة الزهراء( عليها السلام )
فقلت : واي زهراء تعني ؟
فغضب مني ثم قال وكم زهراء عندنا؟!
قلت له: تعني بنت رسول الله صلى الله عليه واله ؟!
فازداد غضبه!! ثم قال وكم فاطمة عند نبينا ؟!
يقول صعدت الكرسي وانا متحير كيف اقرء ومن اين ابدء ؟!
ولكنني توكلت على الله سبحانه ولما بدءت بالقراءة بدء رئيس المحاكم الناصبي بالنحيب نحيبا ازال الوحشة عن قلبي وكذلك اخرج الباقين المناديل واجهشوا بالبكاء فلما شاهدت هذا المنظر العجيب بداءت أقرء لهم مالم اقرءه في كل المجالس من اسرار خيانة عبّاد عجل السامري وصحبه فلما انتهيت من المجلس ودعوت بطريقتنا الشيعية المباركة ؛ واردت ان اقوم قال لي:
اجلس في مكانك على الكرسي حتى اقص عليك علة طلبي منك لقراءة هذا الماتم ليزول استغرابك ..... ثم نادى بنت صغيرة له فجاءت ؛ فقال انني كنت في العمل فاتصلت زوجتي بي قائلة اسرع في المجيئ الى البيت فان بنتك؛ واشار الى البنت التي ناداها قد ابتلعت قطعة نقود ؛ فيقول رئيس المحاكم هرعت الى البيت وانا كاليائس البائس وحملتها الى المستشفى فقيل لي: لا نستطيع في الوضع الحالي ان نخرجها بما لدينا من الوسائل فخذها الى لندن ان استطعت ؛ وباعتباري رئيس المحاكم ويدي مفتوحة في الدوائر اسرعت في اخذ بطاقة السفر وذهبنا انا والبنت هذه وزوجتي الى لندن ؛ ولما ذهبنا للمستشفى هناك ؛ قلت لزوجتي بعد ان ادخلوا بنتي لصالة العمليات انني دائما استهزء بالشيعة في بكائهم على ضلع السيدة فاطمة الزهراء ( عليه السلام )
وكنت اتعجب منهم حين يتوسلون بالله تعالى ويقسمون عليه بحق الضلع المكسور والان يا زوجتي جاء دور توسلي بالله سبحانه وان اقسم عليه بحق الضلع الذي يتوسل الشيعة به فان خرجت القطعة النقدية بدون عملية فسوف اتشيع وانذر ماتم يقام في بيتي لمصيبة الضلع المكسور .
يقول الحاكم :
كنت اتحدث مع زوجتي واذا بالدكتور الجراح جاء مع بنتي وبيده القطعة النقدية وقال انها عطست وخرجت هذه القطعة بدون اي عملية
ثم قال ارفع راسك وانظر الكيس الذي فوق رأسك فالقطعة النقدية فيها .
فرحمة الله على سماحة الشيخ الكعبي وحفظ الله اخونا العزيز ابو زينب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat