من استراتيجيات البعث التكريتي الهجين (4)
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض سعد

اشرفت على انشاء الاجهزة البعثية القمعية وتدريب العناصر الصدامية الاجرامية ؛ اخطر اجهزة المخابرات الدولية واقذر الخبراء الجلادين , وقد انخرط في العمل الامني والاستخباراتي والاجرامي العديد من العناصر الارهابية والطائفية السفاحين والقتلة والسفلة والمرضى المنكوسين ؛ فتكونت من هذه العجينة الشيطانية والخلطة الجهنمية ؛ أسوء وابشع واقذر وانجس دوائر الامن والمخابرات على الاطلاق .
ولا يمكن اغفال التوجيه البعثي الاجرامي الحاقد , والتربية الطائفية المتعصبة والتكفيرية , والتنشئة العنصرية الضيقة والمناطقية المنغلقة ؛ في تجييش عناصر الامن والقمع والعذاب والجواسيس , وتقوية تلك الدوائر الامنية وتقوقع الاجهزة القمعية على ذاتها واغلاق دائرتها واحكام قبضتها على الوضع العام .
وسيرا على هذا النهج المنكوس ؛ اعتمدت السلطات الهجينة في رفد الاجهزة القمعية والامنية والعسكرية على عناصر وجلادين وقتلة وسفاحين ومرتزقة من ابناء المناطق المعروفة بأصولها الهجينة وجذورها الطائفية والعنصرية وتربيتها البعثية المنكوسة , والسلطة تعلم علم اليقين ان الهجناء واللقطاء واللؤماء من ابناء الفئة الهجينة والطائفة السنية الكريمة والبعثية المنكوسين من المحسوبين على الامة العراقية ؛ لا يصلحون لمواصلة العراقيين الاصلاء ومصادقتهم , فضلا عن محبتهم او الرأفة بهم , فالجوار والعلاقات العامة بينهم وبين ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ ليست بقادرة على أن تمنع أولئك الشراذم الطائفية وشذاذ الفئة الهجينة من إضمار الشر للعراقيين الاصلاء ، و تمني الشقاء و العناء لهم ... ؛ فهم لا يتورعون عن الكيد و الإيقاع بهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا .
وقد عاشروا العراقيين بالبخل واللؤم والكراهية ؛ اذ حرموا العراقيين من ابسط مقومات الحياة الكريمة , ومن قساوة قلوبهم انهم كانوا يفرحون بما يصيب الاغلبية والامة العراقية من عذابات وبلاءات ومصائب ومجاعات وحروب واعدامات واعتقالات ... الخ ؛ بل انهم كانوا يعتقدون بضرورة تعذيب واقصاء وتهميش الاغلبية والامة العراقية , وان وجودهم الطارئ في العراق لا يستقر الا من خلال اتباع تلك السياسات الشيطانية والغاشمة .
وهم جواسيس كلهم وعن بكرة ابيهم ؛ اذ كانوا دائما يراقبون تحركات وتصرفات ابناء الاغلبية والامة العراقية , ويستمعون الى احاديثهم وما يدور في مجالسهم ؛ للإيقاع بهم و زجهم في اتون عذاب المعتقلات وغياهب زنزانات السجون الرهيبة ؛ وهم لا يخفون ذلك الحقد الدفين و الحنق المستكن في صدورهم ؛ والذي كنا نعرفه من خلال كلماتهم المسمومة التي تصدر منهم عن قصد وخبث , والتي تستهدف كيان وهوية وعادات وتقاليد و وجود الاغلبية والامة العراقية .
نعم قد يتظاهرون احيانا بحب وتقدير الاغلبية العراقية , ورفع شعارات الاغلبية الدينية والتاريخية كالإشادة بال البيت وغيرها , وربما أعلنوا تأييدهم لبعض الشعائر الدينية احيانا , لخداع ابناء الاغلبية والمكر بهم ... , وذلك عندما يتم تهديد وجودهم وسلطتهم في العراق وتعرضهم للخطر ... ؛ كالحروب الخارجية او محاولة الانقلابات العسكرية او شيوع التذمر الشعبي .
وقد اعتمد بقاءهم في السلطة على امرين في غاية الاهمية ؛ الاول : الشك في كل شيء , فالكل في عهدهم الاسود متهم حتى تثبت براءته , وهم لا يثقون بأحد قط , لذا لم يقربوا ابناء الاغلبية والامة العراقية , والامر الثاني : السرية والكتمان وحصر القرار والمناصب الحساسة بهم , وضرب الاسيجة العازلة المحكمة حولهم , وعدم السماح باختراقها من قبل الاخرين .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat