القائمة العراقية ::: عرجاء تتهاوى
حميد العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد العبيدي

التقلبات الكثيرة التي تعيشها القائمة العراقية في خضم الظروف السياسية للبلد تعطي الصورة الواضحة لهذه القائمة التي باتت اليوم كمن يركب الزورق بدون مجاديف في عمق البحر حيث تأخذه الامواج وتتلاطم به في كل الاتجاهات فيغرق منهم من يغرق ويستنجد منهم من يستنجد وهذا هو السبب الرئيسي في تفتت هذه القائمة التي اصبح اليوم بامكاننا ان نطلق عليهم القائمة العرجاء لانها اخذت تعمل ضمن التوليفة السياسية العراقية بعدة رؤوس لقادتها فلا رئيس القائمة قادر على حبك القرارات ليخاطب بها المواطن العراقي ولا باقي رؤساء الاحزاب المنضوية فيها قادرة على ان تتخذ القرار المناسب فكل الذي رأيناه عبارة عن مؤتمرات صحفية رنانة وعنتريات سياسية لا تخلوا من الغباء لان السياسة تتطلب الدبلوماسية وحماية حقوق من انتخبك واوصلك الى الجلوس تحت قبة البرلمان ، اضافة الى التشتت الولائي لمرجعياتهم الخارجية فالكل يريد التدخل والعديد من الاطراف في خارج العراق تحاول الوصول الى مبتغاها عن طريق احدهم ومع اختلاف الاجندات ظهرت التخبطات السياسية فلا يعرفون ما يفعلون ولا ماذا يريدون هل يسحبون الثقة من المالكي ام يشلون عمل البرلمان ام العبث بالوضع الامني،، كل ذلك حاولوا به ولم يستطيعوا وهنا أصابهم الاحباط الذي ازداد مع ازدياد خروج العديد من اعضاء قائمتهم ليشكلوا كتلا اخرى يسبونهم يوميا وينتقدونهم من على وسائل الاعلام كافة حتى وصل الامر ان يشككوا بوطنيتهم واتهموهم بأنهم يعملون لاجندات خارجية لزعزعة الوضع السياسي في العراق فماذا بعد ذلك ياقادة العراقية.
لم يتبقى لكم شيئا بعد الصفعة الكبيرة التي تلقيتموها من الصدريين عندما تركوكم تلحسون محاولتكم البائسة في توريطهم بتحويل العراق الى حلبة صراع خصوصا بين مكونات التحالف الوطني . لقد فرحتم كثيرا عندما هرولوا معكم الى أربيل ثم دعوكم الى النجف وخرجت التصريحات من هذا المنبر وذاك فصفقتم كثيرا للسيد مقتدى ليس حبا فيه ولكن لكونه اصبح يلبي ما تطمحون اليه كحلم قاب قوسين او أدنى أن يتحقق لكي تلبوا رغبة ابنة المقبور صدام رغد التي قالت فيما مضى انها سترقص على الوحدة ونص اذا سحبتم الثقة عن المالكي وكأن العراق بات في نظركم عبارة عن بعبع لا يمكن العيش به لان المالكي يحكمه ,,,,, فأي صفاقة تلك عندما نبحث عن الفوضى العارمة والأزمات السياسية من اجل أن نزيح شخصا منتخبا بكل المقاييس السياسية سواء على مستوى القانون السياسي او الآليات الديمقراطية والاهم من قبل الشعب الذي يحكمه بأعلى نسبة من الاصوات فاقت كل من رشح على مستوى العراق .
انا ارى ان تلك القائمة بدأت تتهاوى شيئا فشيئا واصبح قادتها يعقدون الصفقات الجانبية مع هذه الجهة او تلك خوفا من تخلفهم وفقدانهم المناصب في الدولة لان الكثير منهم بدى المشهد واضحا امامه بأن كل الخيارات الخارجية والاجتماعات المشبوهة مع جهلاء الخليج لم تجني لهم شيئا لان العراق ليس كباقي الدول التي تمكنت منها مخططات الولاء الخارجي وهذا هو السقوط والتهاوي الذي سنلحظه في الانتخابات القادمة لبرلمان العراق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat