أخطر مباني الاستنباط عند السيد كمال الحيدري..
الشيخ حسن المياحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لفترة طويلة استمرت لسنوات، أوقفتُ المناقشة لمباني وفتاوى وأفكار السيد كمال الحيدري، لاعتقادي أنني قمتُ بما يكفي في أداء التكليف الشرعي.

إلا أن بعض المتحمسين لشخص السيد الحيدري، دون اطلاعهم على حقيقة أفكاره ومبانيه، وبعد خلوّ الساحة من الأسماء البارزة، بعد اكتشافهم خطورة أفكاره ومبانيه، قاموا بإعادته للواجهة مرةً أخرى ولكن بطريقة شعبوية تستهدف العواطف أكثر مما تعنى بالأفكار، لكنهم مع ذلك يحاولون الدغدغة العلمية دون أن يمتلكوا أدنى أدوات البحث وأصوله. 

وبناء على ذلك سوف أطرح باختصار أبرز المباني التي اعتمدها السيد الحيدري في الاستنباط، والتي سببت له الكثير من الإشكاليات، بل شكلت بمجموعها أسساً خطيرة للتلاعب بالدين، ومنافذ تسهّل الخروج عنه، ومبررات لنسف جميع العقائد والأحكام الشرعية والرؤى الفكرية.

🔻أبرز ثلاثة مباني هي:

🔹المبنى الأول: 
أن كل ظهور في كل زمان حجة.

بمعنى أن النص الشرعي، له أكثر من ظهور، ويتغير معناه بتغير الأزمنة. فما فهمه الأقدمون منه لا يتعدى زمانهم، ولسنا معنيين بتفسير أحد للنص الديني حتى لو كان النبي أو الأئمة (ع). فالنص ابن زمانه وبيئته لا يتعداهما إلى غيره.

فعلى سبيل المثال: قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنا)، فهم منه العلماء في زمنٍ ما الحرمة، لكن ليس بالضرورة أن يكون كذلك في الواقع، فظهور ذلك في الحرمة حجة تناسب زمانهم، لكنه ليس حجة على غيرهم في زمان آخر، فقد يظهر لمجتهد آخر معنى آخر، هو الكراهة، أو أنه نهي إرشادي ليس إلا.

أو أن الذي فهموه من لفظ (الزنا) هو كل علاقة بين الجنسين خارج الزواج بشروط معينة، لكن قد يفهم غيرهم في زمان آخر أن الزنا يعني المحصنين فقط، أما غير المحصن فلا، فيكون هذا الظهور حجة أيضاً كسابقه.

🔻المبنى الثاني:

مصاديق المفاهيم القرآنية اجتهادية لا توقيفية.

وهذا المبنى أخطر من سابقه ويشاركه في النتيجة أيضاً. فهو يفرق بين المفهوم القرآني الثابت، وبين مصداقه المتغير، بحسب الدعوى.

فالصلاة مفهوم قرآني توقيفي ثابت، أما كيفية الصلاة وشروطها ومبطلاتها فخاضعة لاجتهاد المجتهد، وليس للتوقيف الشرعي. 
(والتذكية) مفهوم توقيفي، لكن مصداقه في الذبح والنحر المتعارف  ليس توقيفياً، إنما هو خاضع لاجتهاد المجتهد، فقد يرى أن تكون التذكية بالصعق الكهربائي أو غيره.

وفي المثال السابق: الزنا مفهوم توقيفي، أما حقيقة الزنا وضوابطه فخاضعة لاجتهاد المجتهد ولسنا ملزمين بالتوقيف. 

🔻المبنى الثالث:

مصاديق المفاهيم القرآنية تأريخية، فما صلح منها لزمان ليس بالضرورة أن يكون صالحاً لغيره.

وهذا المبنى أخطر من سابقَيه، ويعتبر من أوسع الأبواب التي يتم التلاعب بموجبها بالأحكام وتغييرها حسب الأهواء.

↩️ خلاصة هذا المبنى: 

أن الكثير من الأحكام لم يعد بالإمكان تطبيقها اليوم، فلا بد من تكييفها مع الزمان،باستبدالها أو إلغائها،  لأنها من الأساس جاءت تحت عنوان عام وليست مقصودة بنفسها.

فقطع يد السارق اليوم غير ممكن، لأنه يثير الرأي العام العالمي، ويسبب لنا أضراراً كبيرة. وبما أن قطع اليد ليس مقصوداً بنفسه، إنما هو تطبيق لعنوان عام اسمه (العقوبات) فلسنا ملزمين بذلك، ويمكن استبدال هذه العقوبة بغيرها بما يتناسب مع العصر.

وكذلك عقوبة الشواذ جنسياً، تجعلنا اليوم في إحراج أمام العالم، لذلك يمكن تغيير نوع العقوبة، أو تعطيلها بالمطلق.

💥 وبالجمع بين المباني الثلاثة يدرك المتأمل خطورة الاستنباط الذي يعتمد عليها، وكيف يُمحق الدين بمقتضاها ويُنسف من أساسه باسم الدين. فلا يبقى منه حجر على حجر، خصوصاً مع توسيع مفهوم الاجتهاد بحيث يشمل القول بالرأي والهوى والذوق الشخصي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسن المياحي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/19



كتابة تعليق لموضوع : أخطر مباني الاستنباط عند السيد كمال الحيدري..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net