يتبنى احدهم (ص. ع) تعريف القائد على انّه الشخص الذي "القادر علىالحصول على تابعين". وهذه المقولة ساذجة، فقد تبنّى العلماءوالفلاسفة وجهات نظر تختلف، بل انّ اغلبهم يخالف الاغلبية، فمثلا يقرّر الاديب والفيلسوف الانكليزي جورج برنارد شو رفض الاغلبية فيالمجتمعات الجاهلة فالديمقراطية لا تصلح لها كون انّ "اغلبية منالحمير" تقرر مصير الناس!
نيتشه مثلا يرى أنّ المبدع يريد "..رفاقاً لا جثثاً وقطعانا من المؤمنين به.."
وفي التاريخ الاسلامي يتبنى معاوية نفس وجهات النظر هذه ولكنهيقبلها ويستغلها، وهو بذلك يخالف القرآن والسيرة النبويّة الحريصةعلى صناعة الانسان.
فحادثة "بعير" الرجل الكوفي وكيف شهد ضده خمسين رجلا من اهاليالشام على ان ذلك البعير هو "ناقة" صاحبهم.. معاوية قال للكوفي: ابلغعلياً اني احاربه بمائة الف ما فيهم من يميّز بين الناقة والجمل".
اشارة معاوية كانت واضحة، فهو يعتمد كليا على الجهلة لتثبيت حكمه،فالجاهل يمكن خداعه بسهولة، وهو اداة لبناء النفوذ الشخصي وهدمالبناء الاجتماعي المستقر؛ اما نظرية علي (ع) فهي ترتكز على صناعةالانسان الواعي وهي نظرية متعبة على المستوى الشخصي، غير انّهاتصنع مجتمعا انسانياً واعياً وهذه هي القيادة الحقيقة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat