ملاحظات في مهرجان بغداد السينمائي
يقام في بغداد للفترة من العاشر وحتى الرابع عشر من شهر شباط من هذا العام مهرجان تحت عنوان: مهرجان بغداد السينمائي، تنظمه نقابة الفنانيين العراقيين بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
ولي، باعتباري ضيفاً على المهرجان، الملاحظات الآتية:
⁃ مهرجان بغداد السينمائي مهرجاناً وليداً نسبياً لكنه يشكل ضرورة في أن ينمو ويتطور. انه ليس بعد كالمهرجانات العريقة والكبيرة، لكنه يمكن أن يكون حدثاً واعداً.
⁃ من السذاجة بمكان تقييم مهرجان بغداد السينمائي بمهرجانات كان أو البندقية أو البرليناله وحتى مهرجانات القاهرة وغيرها. فعلى سبيل المثال تم بيع ما يزيد عن 320 ألف تذكرة قبل أن يبدأ مهرجان البرليناله في برلين يوم الخامس عشر من الشهر الحالي!
⁃ المهرجان تظاهرة ثقافية تهدف الى تسليط الضوء على ابداع صناع السينما، من عراقيين وعرب بالدرجة الاساسية، في ما يتناولونه من موضوعات إنسانية وفي الكيفية الابداعية والجمالية في ما يعرضونه.
⁃ المهرجان منصة يتلاقى فيها المبدعون ليتحدثون من خلال أعمالهم عما يشغل الناس من أحلام وهموم وما يريدون من بوح به.
⁃ لا ينبغي أن يكون للمهرجان هدف أسمى من الجمهور في حاجاته وتطلعاته. فالمشاهد للأعمال السينمائية وتقييمه لها هو أعلى منصة للتقييم لها.
⁃ المهرجان هو مناسبة لتكريم من قضى عمره وعصر إبداعه لسينما تحاكي الروح والعقل والقلب عند الإنسان وتفتح له باباً عريضاً الى الأمل.
⁃ مهرجان بغداد السينمائي استضاف كثيرين ولم يكن من الممكن استضافة الجميع. استضاف مختصين ومعنيين ومن يعمل ويخدم في أوساط ومؤسسات ثقافية وفنية في داخل العراق وخارجه اضافة الى جمهور سينمائي.
⁃ ان حجم المشاركة العراقية العربية في عدد الأفلام المتوزعة بين روائية ووثائقية وأنيميشن، وموضوعاتها، يشكل مؤشر نجاح للمهرجان. كما أن الاختيار الموفق لاسم دورة المهرجان في شخص شيخ المخرجين العراقيين محمد شكري جميل، يعبر عن ألق الوفاء لواحد من أهم صناع السينما العراقية والعربية.
⁃ النقد لا ينبغي له الضحالة ولا المجاملة الرخيصة، لكنه لا ينبغي له كذلك أن يتثعلب في طرح، أو يتذيب في نهش أو يغدر في طعن أو يخون الأدب والحياء في حديث. نحسن الظن وننقي النية ونتناصح في نقدنا من أجل الارتقاء بمستوى عطاءات المبدعين دونما تفريط بجودة أو جمالية العمل الفني السينمائي أو اغماض العين عن اخطاء رعاة تقديمه.
⁃ ان التذمر عن بعد والنقد السلبي المنطلق من عوامل شخصية بحتة وغير القائم على موضوعية ناصحة لا بجدي نفعاً ولا يساهم في بناء.
⁃ إن تحجيم الطاقات الشابة عن المشاركة في محاولات ابداعهم وعدم دعمهم ورعايتهم يشكل خطأً فادحاً للحاضر والمستقبل. نشجع “الصغار” ونكرم “الكبار”!
⁃ ووفق ما أوردناه من ملاحظات فقد شكل المهرجان في أعماله وتنظيمه جهداً كبيراً يستحق الثناء والدعم والتقدير. ثناء على الجهود الكبيرة ودعم للطاقات الابداعية في نتاجاتها، سواء في استحسانها أو في نقدها.
رئيس المعهد الثقافي العربي في برلين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat