نفحات كاظمية في بناء الشخصية (٤)
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

روي عن الإمام الكاظم "عليه السلام":
((َ أداءُ الأمانَةِ والصدقُ يجلبانِ الرزقَ، والخيانَةُ والكذِبُ يجلبانِ الفقرَ والنفاقَ)).
إنَّ في هذا الحديث المبارك من الآثار التربوية المهمة، التي تحتاج إلى تأمل وتفكُّر، وبيان ونشر؛ لما فيها من منهج قويم في صلاح الفرد والمجتمع وبنائهما، ويمكن بيان الآتي بإيجاز:
١- التأكيد على دور الأخلاق والفضيلة في بناء الشخصية عامة، والإسلامية خاصة؛ لأنَّ التمسك بمكارم الأخلاق من صفات الإنسان المتكامل، وأنها من مبادئ الفطرة الإلهية في عباده، ولا يختلف العقلاء في معرفة عظمتها ومقامها.
٢- في الحديث دعوة صريحة إلى أهمية معرفة فضائل الأخلاق ورذائلها، والحث على التحلِّي بفضائلها من جهة، والتخلِّي عن رذائلها من جهة أخرى؛ لما في الثانية من آثار سلبية على النفس وضياعها وانحرافها عن الفطرة، وفي هذه الدعوة تأكيد على مقام الشريعة المقدسة في بناء الشخصية.
٣- إنَّ بيان الحديث لفضيلتين مهمتين وهما (الصدق، وأداء الأمانة) فيه تأكيد على عظمة هاتين الصفتين في كمال النفس ونشر الفضيلة في المجتمع، وتنطلق منهما صفات وفضائل متعددة، تجعل للإنسان المؤمن مقامًا عند الآخرين، والواقع يثبت ذلك من خلال الاطلاع على تجارب المؤمنين المخلصين المتمسكين بالصدق وأداء الأمانة.
٤- إنَّ الإمام "عليه السلام" يحذِّر من رذيلتين تقابل تلك الصفتين، لهما أثر في انحراف سلوك الإنسان ونهجه عن الصراط المستقيم، بل هما من الصفات اللائي لهنَّ أثر كبير في نشر السوء والعداوة والبغضاء في المجتمع، وفقدانه الخير والإحسان والمعروف على المستوى الفردي والمجتمعي، وانتشار الفساد الشخصي والنوعي في الأمة.
٥- في الحديث بيان لطيف لآثار هذين الصنفين أو المنهجين، فالمنهج الأول من ثماره الرزق المادي والمعنوي وما فيهما من سبيل للصلاح والإصلاح، والفوز بثواب التمسك بسبيلهما في الدنيا والآخرة .. وأما ثمار المنهج الثاني فهو الخيبة والخسران وسوء السريرة والمقت في المجتمع، وينبغي للعاقل فضلًا عن المؤمن اجتناب ذلك، حيث لا ينفع ندم يومذاك.
أخيرًا 📖
إنَّ هذه النفحة الكاظمية المباركة تؤكد منهج النظام الإسلامي في الحفاظ على كرامة الإنسان وفطرته، وبيان عظمة هذا النظام في بناء إنسان ومجتمع صالح، نرى فيهما كُلَّ آثار الإنسانية المتكاملة. والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat