صفحة الكاتب : عدنان كاظم السماوي

اللغة العربية ..نشأتها ..ومراحل تطورها ..واثرها .
عدنان كاظم السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


اللغة ، اية لغة ، ظاهرة انسانية ، اجتماعية، تعرف بها الملامح المميزة لكل مجتمع في عصور التاريخ .
واللغة ، هي مجموعة من الرموز التي يتعارف عليها المجتمع ، فلا قيمة للاصوات والكلمات والصيغ ، مالم تعْد رموزاً معينة يستعين بها المجتمع على تلبية حاجاته وضروراته اي ان ..اللغة اصوات ، يعبّر بها كل قوم عن اغراضهم ..
وفقه اللغة .يقوم على اساس من الاهتمام بالكلام ومحاولة التعمق في دراسة قواعده واصوله وتأريخه ، ومن هنا فقد اهتم علماؤنا بقواعد اللغة تأصيلاً ، وتقعيداً ، وبتاريخ ادبها تسجيلاً ، وتدويناً.
واللغة العربية الخالدة ، هي مجموعة الكلمات والمفردات التي يعبر بها العرب عن مقاصدهم واغراضهم .
وقد وصلت الينا عن طريق النقل وقد حفظها القران الكريم ، ومارواه الثقات من منثور العرب ومنظومهم .
واللغة العربية هي احدى اللغات العالمية الحية ، ولغة الثقافة والفنون والاداب .
وقد جاء في المعاجم اللغوية ، حول نسبة هذه اللغة الى العرب ومارواه ، ابن منظور في كتابه لسان العرب ..اول من انطق الله لسانه بلغة العرب العرب ، يعرب بن قحطان وهو ابن اليمن كلهم وهم العرب العاربة ، ونشأ ، اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام معهم فتكلم بلسانهم هو واولاده العرب المستعربة ، الى ان قال ..وكل من سكن بلاد العرب وجزيرتها او نطق بلسان اهلها ، منهم عرب يمنهم ومعدهم ، وانما سمو عربا لانهم اهل بيان وفصاحة ، واسم العرب مشتق من الاعراب وهو الابانة يقال ..أعرب الرجل عن ضميره اذا ابان عنه ..
واللغة العربية ، هي احدى اللغات السامية التي لم تنقرض ، بل استقلت عن غيرها ومرت بادوار متعددة ، حتى بلغت مرحلة النضج ، الى ان استوت على قدميها شأنها شان كل كائن حي ، يخضع لنواميس النمو ، والنشوء ، والارتقاء .
واللغة العربية في عالمنا تتمتع بمكانة رفيعة بين اللغات العالمية .كما كانت قديما تمثل الانسانية ، والعلوم النافعة ، والاداب والاخلاق ، والقيم العالية .
وهي لغة فصاحة ، وقوة بيان .
هذا هو رصيدنا الضخم من كنوز تراثنا الكبير .
واللغة العربية ، على تعدد اساليبها ، وتنوعها واجناس كتاباتها ، من شعر ونثر وخطابة وحكايا ، وطرائق تعد من اهم عناصر الامة وقوتها ورفعتها .
اما بشان تطورها ، ونموها التاريخي ، فقد بلغت العربية في العصر الجاهلي ،
..من قبل التأريخ الى ظهور الاسلام سنة ٦٢٢م ..شأواً بعيداً من النضج والاكتمال ، وتطورت تطوراً منهجيأ ، قرونياً .
وفي العصر الاسلامي ..من ظهور الاسلام الى سنة ٤١ من الهجرة ..اخذت العربية ، كلغة للدين ، الى كونها لغة فن وفكر وحياة ، احتلت مواقعها في الحياة العربية الاسلامية .
ولقد حملها الفاتحون المسلمون الى الكرة الارضية شرقاً وغرباً وشمالاً .
ولقد اعطى القران الكريم هذه اللغة ، قيمة في التاريخ من حيث هو كتاب مقروء ، وقد حافظ عرب البادية على اللغة من التحريف والتبدد .
وفي عهد الدولة الاموية ..٤١.من الهجرة ..الى ١٣٢ م ..كثرت هجرات القبائل العربية الفاتحة ، حاملة معها لهجاتها ، نحو الشمال ، ونحو الشرق والغرب .
وطبيعي ان توثر العربية ، في هذه البلدان والامصار ، وان تتاثر بها ، وكان لها على حقب التاريخ والمراحل ، انصاراً ، واعداءً ، فمنهم من اثرى جوانبها من نحو ولغة وفن ، ومنهم من حاول طمسها او النيل منها .
وبسقوط الدولة الاموية ، وبزوغ الدولة العباسية ..١٣٢ من الهجرة ...الى ٦٥٦ م ..
دخلت العربية ، طوراً جديداً ، فلقد بعد عهد الناس بحياة البادية ، واختلط العنصر العربي الخالص بغيره ، من العناصر والاجناس ، وشاعت الحصرية بتطورها ونموها ، مما انعكس على حياة اللغة العربية ، حروفاً ، واصواتاً ، واسلوباً .
الا ان اتجاهات ظهرت ، تدعوا الى تنقية اللغة ، مما اصابها من اختلاط الاقوام الاخرى .
وظهرت نهضة شاملة ، على يد العرب لابرازها والحفاظ عليها .
وان هذا التحوط لم يمنع التطور ونمو البلدان واتساعها ، من اقتحام الساحة ، ودخول الوان من التجديدات ، على اللغة العربية ، التي استوعبتها ، كونها لغة حية وواثقة ، وقادرة على العطاء والصمود
الا ان انحلال الدولة العباسية ، في القرن الرابع الهجري الى دويلات ، واستيلاء السلاجقة ، ومن بعدهم على مقاليد الحكم ، جعلوا من اللغة الفارسية منافساً ، للغة العربية ،
واضحت اللغة الرسمية ، ولغة الادب والشعر والعلم ، حتى الف حجة الاسلام والمسلمين ، الامام الغزالي بها .
وعند سيطرة المغول ، وسطوتهم على بغداد وخلافتها ، سنة ..٦٥٦من الهجرة ..كان على العربية ان تواجه مصيرها المحزن ، وان تمر بتجربة مرة ، وتحملت الواناً من الحيف والتراجع ، لفترة امتدت ختى اواخر القرن التاسع عشر .
ومع بداية القرن العشرين ، استعادت اللغة العربية وجهها المشرق ، واخذت تزيح ركامها ، حتى باتت على مانراها اليوم ، من حيوية ونضارة وتطور .
لعل حوار الحضارات والاتصال بالغرب ، وظهور علماء وافذاذ ، وتخصصات في الجامعات ، لاقسام اللغة العربية وظهور المجامع العربية ، والفكرية .
كانت ولازالت ، وراء عودة الحياة ، الى اللغة الام ، وتجديد شبابها ، شكلاً ومضموناً .
وعليه لابد من ان يفتخر كل عربي بعروبته ، ولغته ، وبعلمائها ، ودهاتها ومنظريها ، عبر قرون وعصور ودهور .
لذا وجب علينا الاحتفاء بها ، والدفاع عنها ، ان كان لنا ، زمكانياً ، وروحياً .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان كاظم السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/29


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : اللغة العربية ..نشأتها ..ومراحل تطورها ..واثرها .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : جبار آل مهودر ، في 2024/01/03 .

ان الذي ملأ اللغات محاسناً
جعل الجمال وسره في الضاد
ك




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net