صفحة الكاتب : رياض سعد

جنبوا العراق ويلات الحروب
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاوطان تتقدم وتزدهر بالحكمة والتنمية والمعرفة والعلم والثقافة ؛ والسياسات الداخلية الناجحة والعادلة ؛ والخارجية المتزنة ؛ وتصاب بالخراب والدمار والهلاك والانحطاط  بالحروب والمعارك والاضطرابات والانقلابات  ؛ لان الحروب تلتهم ابناء الوطن وتدمر دورهم وتقطع سبل عيشهم وتكدر حياتهم ... ؛ لذا قال خوسيه مارتي : ((مجرم من يخوض حرباً يمكن تفاديها ...   )) نعم مجرم من يدفع بالشباب الى محارق المعارك ونيران الحروب المستعرة والاضطرابات الخطرة  والفظائع الجماعية ...  ؛ تحقيقا لرغباته المريضة واراءه المنكوسة ؛ وتنفيذا لمخططات الاعداء  ؛ وهو يختفي في الجحور كالقوارض ؛ بل ويستفاد من مصائب و ويلات الحروب ويحول الام الشباب وبكاء الايتام والارامل الى مكاسب وامتيازات ... ؛ نعم انهم امراء الحروب وتجار المعارك والمهالك ومصاصي الدماء ... ؛ هذه حقيقتهم وهذا ديدنهم فلا يغرنك ادعاءهم وكذبهم ونفاقهم  ...!! . 

لذا تعتبر الدبلوماسية الوقائية ونزع فتيل الازمات والاضطرابات العسكرية والصراعات السياسية من اوليات عمل الساسة الوطنيين والقادة الناجحين ؛ فهم يعملون جهد الامكان لمنع وقوع الحروب والمعارك  و تصاعد المنازعات والخصومات السياسية , والحد من انتشار الخراب والدمار وتداعيات الحروب الكارثية والمناكفات السياسية  . 

ان الصراعات العراقية  الداخلية و بعض الفصائل والاحزاب والتيارات السياسية ؛ تهدد سيادة وامن العراق والاغلبية والامة العراقية ؛ لأنها صراعات جوهرية وذات جذور عميقة ومرتبطة بالأجندات الخارجية والمنكوسة , ولا تتماهى مع القيم الوطنية والديمقراطية , ولا تعبر عن الاختلافات السياسية السلمية والطبيعية ؛ وهؤلاء ينطبق عليهم  المثل الشعبي العراقي  : ((  واحد يجر عرض وواحد يجر طول ؛ او المثل الاخر : واحد يرفع و واحد يكبس  )) فما هم الا عملاء ومدراء ازمات يمثلون بيادق لعبة الاضداد النوعية لتدمير الاغلبية والامة العراقية . 

فهؤلاء يريدون تمزيق مجتمعنا ؛ من خلال افتعال الازمات والاضطرابات , واختلاق الاباطيل والمسرحيات , وزج العراق والعراقيين في اتون الصراعات السياسية والعسكرية ؛ على الرغم من تواضع الامكانات العسكرية الحالية والتي لا تقارن بإمكانيات اضعف الدول المجاورة ؛ فضلا عن القوى الدولية الكبرى  ... ؛ وطالما اعلن الحكام الاغبياء و العملاء اندلاع الحروب ليذهب ضحيتها  فيما بعد الاصلاء والفقراء من ابناء الوطن ...! 

 فها هي الاصوات النشاز تنطلق من هنا وهناك , والدعوات الهلامية والشعارات الطوباوية تنتشر في الاوساط  , والتأجيج الاعلامي يعمل ليل نهار ؛ لغايات مشبوهة وقرارات متناقضة ومتهافتة ؛ تهدف الى خلط الاوراق , وربط الواقع الداخلي العراقي بالأحداث والتطورات الاقليمية والدولية الخارجية ؛ وصولا الى ارباك الاوضاع الداخلية  والانقلابات السياسية وتدمير ونهب الثروات والخيرات الوطنية وتخريب المشاريع والبنى التحتية  وقتل وابادة الموارد البشرية العراقية  ... .

تجار الدماء والعملاء لا هم لهم سوى اشعال النيران في بلاد الرافدين , واذكاء الفتن والاضطرابات التي تحرق الاخضر واليابس ولا تبقي ولا تذر ... ؛ والتضحية بابناء الاغلبية العراقية الاصلاء ؛ للاستفادة من مخرجات دماءهم الزكية فيما بعد , والحصول على الثروات والمناصب والامتيازات ؛ اذ اصبحت الاغلبية مطية يمتطي عليها الافاكون والمنكوسون والكذبة ومراهقي السياسية وادعياء الزعامة . 

وعليه لابد لاحرار وشرفاء وغيارى الاغلبية والامة العراقية ؛ من توعية الجماهير العراقية , وتحذير النخب الوطنية والسياسية من مغبة القرارات الخاطئة والاجراءات المتهورة والمخططات الخبيثة ... ؛ ونزع فتيل الازمات والخصومات والنزاعات الداخلية واخماد نيران التحديات الخارجية ... ؛ لان الايام حبلى , والشر يلوح في الافق , وكأن الحرب تدق طبولها , أو ان  رياح الاضطرابات والانقلابات  بحجة التغيير والاصلاح والمظاهرات على الابواب , تتحين الفرص للانقضاض على ما تبقى من هيكل الدولة المتهرئة وجسد الحكومة المثخن بالجراح . 

يبدو ان المسرحيات تكرر , والتاريخ يستنسخ نفسه , ويعيد نكساته و(هوساته) واضطراباته ... ؛ ولكن لا احد يتعظ او يعتبر او يراجع حساباته المنكوسة ؛ وصدق الامام علي عندما قال بأمثال هؤلاء : ((واعلموا أنه من لم يعن على نفسه حتى يكون له منها واعظ وزاجر، لم يكن له من غيرها لا زاجر ولا واعظ ... ؛ وقال :  الجاهل لا يرتدع، وبالمواعظ لا ينتفع   ))  .

ان الوعظ والنصح لا يحرك عقول الساسة واشباه الرجال والقادة ؛ فهم لا يقرأون ولا يسمعون ولا يعتبرون ... ؛ حمقى قصرت نظراتهم , وتشظت غاياتهم , واختلفت اهواءهم , وطأطأت هاماتهم  ؛ وبات افقهم أضيق من فتحة الابرة , لذا تراهم يصبون الزيت على النار دائما ؛ ويحسبون انهم يحسنون صنعا ؛ ويعتقدون ان الوطن لابد ان يحكم بزناد البارود وسوط الازمات واعلام الامعات ... ؛ وعليه اضحت صراعاتهم طبيعية وخصوماتهم وعمالتهم اعتيادية , ولا زالوا يتناحرون ويتخاصمون ... ؛ ويستقوي هذا على ذاك من خلال الارتباط بالقوى الدولية والاقليمية  والمخابرات الخارجية ... ؛ ولا يعي هؤلاء ان الكل خسران في المعارك الداخلية والاضطرابات والانقلابات الوطنية , والمنتصر الوحيد في هذه المسرحيات المكشوفة الموت  والخراب والهلاك  ... ؛ اذ يصبح الجميع وبلا استثناء تحت رحمة الدمار الشامل  . 

ولكن لازال هناك أمل بالله والشرفاء والحكماء والعقلاء والخبراء ؛ في ان يجنبوا الوطن الغالي والعراقي الكريم  ويلات الحروب ونار الفتن وعمالة الاعداء وخباثة الساسة  وتجار الموت ؛  وإن ينزعوا فتيل الازمات والاضطرابات ويحبطوا الدسائس والمؤامرات ؛ ويبقى العراق  سليما معافى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/31



كتابة تعليق لموضوع : جنبوا العراق ويلات الحروب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net