صفحة الكاتب : سلام محمد العبودي

ألمؤمنون وزيارة الأربعين
سلام محمد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد معركة الطف الخالدة, التي تًمثل أكبر مجزرة بحق الإسلام, والبيت النبوي, عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم, من قبل جيش المنافقين الأموي, لقد قطع رأس الحسين عليه السلام, ومن معه وحملت على الرماح, لتعود السبايا لكربلاء مجدداً, بعد فَكِ أسرهم من قبل الطاغية يزيد؛ الذي وافق على ذلك كُرهاً, وذلك خوفا من انقلاب أهل الشام عليه؛ بعد أن انكشف كذبه, وعرفوا أنهم آل بيت الرسول, عليه وعليهم الصلاة والسلام.

لقد صادف يوم وصولهم, لكربلاء الشهادة العشرون من شهر صفر, عام 61 حسب التقويم الهجري, لتكون المدة الزمنية أربعون يوماً, اِتخذَ أتباع آل البيت ذلك اليوم, مناسبة سنوية لتجديد البيعة, وزيارة قبور الشهداء الأبرار, رغم عمل الحكام على محاولات منعهم, من الوصول للقبور الشريفة, فتارة بالسجن أو القتل, وتارة أخرى عملوا على, تسليط المياه لتحدث المعجزة, فقد حار الماء حول منطقة القبور, لتأتي تسمية تلك المنطقة بالحائر, إلا أن الزائرين عبروا المياه, ليصلوا إلى قبر الحسين عليه السلام, ومن معه من الشهداء, ولم يرهبهم رمي الجيش العباسي بالسهام, بعد سقوط الدولة الأموية, رغم أنهم جاءوا تحت شعار" يا لثارات الحسين" فأثبتوا أنهم أكثر جورا وظلما, لآل الرسول وأتباعهم.

أثبت الطغاة عبر قرون, سيرهم على نهج أسلافهم, من الأمويين والعباسيين, وإن تظاهروا بحب آل البيت عليهم السلام؛ فإنهم يكثفون  من اضطهادهم لأتباعهم, عن طريق منعهم تارة ومحاربتهم, عن طريق السجن ووصل الحال, لقطع الأيدي والأرجل والرؤوس, ليبقى الولاء والنداء بأخذ الثأر, وشعار الحسين الخالد" هيهات منا الذلة, نبراساً للصمود والتضحية, لم يمنع الموالين من الزيارات.

كان عصر حكم الطاغية صدام, في العصر الحديث, من أشد أعداء أتباع آل البيت, فقد منع المسير إلى كربلاء, وأمر جلاوزته من الرفاق, باعتقال أي شخص, يُشك أنه يسير مشياً لكربلاء, وجعل العجلات تَدخل إلى مرآب كربلاء, ومنع ممارسة العزاء, داخل العتبتين الحسينية والعباسية, كما قام بعدها, بمنع مواكب العزاء, في كافة محافظات العراق, واشترط على القراء, أن لا يتجاوز المجلس نصف ساعة, ثم قام بمنع رفع الرايات فوق الدور, في شهري محرم وصفر, إضافة عمل متعمداً على, إقامة حفلات الزواج الجماعي, والتي تشتمل على الرقص والغناء, وقد أوغل بحقده أكثر من ذلك, حيث منع الاستماع, للتسجيلات الحسينية( الكاسيت), في المحلات والدور السكنية.

ثلاثون عاماً حُرم شيعة العراق, من المسير لكربلاء, ولكن ما إن سقط حكم الطاغية صدام, وتنفس الشيعة الصعداء, اِنطلقوا بمواكب صغارا وكباراً, لتشهد زيارة الأربعين عام 2003, وصول العدد الى11210367 زائراً, ليتكاثر عدد الزوار ويصل هذا العام الى, أكثر من مليوني زائر, من جنسيات متعددة, إنه طريق الإباء والتضحية, الذي لا يمكن للطغاة إلغاؤه للأبد, فما أن يسقط طاغية, يعود نهر المحبين والموالين, إلى الحياة رغم ما يتحمله السائرون, من عمليات إرهابية وتعب الطريق.

يبقى طريق التلبية لنصرة, قضية الحسين عليه السلام, خالداً مدى الدهر, إلى أن يظهر الآخذ بثارات آل البيت, وعودة الحكم على نهج الرسالة المحـمدية, كما أرادها الخالق العظيم, بعد انحرافٍ دام لقرون طويله, نسأل السميع المجيب, تعظيم أجور المؤمنين, وتعجيل الفرج لمولانا القائم. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/14



كتابة تعليق لموضوع : ألمؤمنون وزيارة الأربعين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net