صفحة الكاتب : عباس العزاوي

المثقفون واشكالية التوافق
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اشكالية عامة
مازال لدى الكثير من المثقفين العراقيين والعرب اشكالية التوافق بين الشعارات العربية القديمة في الجهاد والنضال والقضاء على اسرائيل والتبجح بثوابت الامة (الخيال العلمي)! وبين فكرة التغيير الحالي في العراق( الواقع) التي جاءت في غيرالسياقات العروبية المريضة والتي  يُعتبر الخروج عنها غناء خارج السرب وعزف نشاز لايُطرب الافاعي القومجية. هذه الاشكالية بدت واضحة المعالم من خلال الطرح المضطرب والازدواجي خصوصاً فيما يتعلق بقضية العراق فمن جهة يدعمون ويؤيدون الدول التي تتعامل مع اسرائيل وامريكا ويعتبرونها دول راعية للسلام وتمتلك رؤية سياسية واضحة وهادفة من اجل الشعوب العربية, الشعوب التي ترزح منذ زمن طويل تحت نير الجوع والفقر والامية ومن جهة اخرى يعتبر بعض  المثقفون العراقيين والعرب تعامل الساسة العراقيين مع الامريكان وسعيهم لخلاص العراق من واقع فُرض رغم ارادة الجميع عمالة وخيانة للشعب والوطن.
 
ان القبول بالواقع كحالة لابد منها ولاخيار الا في التعامل معها كضرورة  واقعية فرضت نفسها ,ليس خضوعاً مُذلاً كما يروج البعض بل هوقبول بنتائج الاحداث التي كانت خارج ارادة الجميع والتعامل مع مجريات الامور والتسلسل المنطقي لحدوثها كنتيجة حتمية للسياسات الحمقاء لعصابة البعث وهذه كانت من بديهيات الواقع السياسي ايام الدكتاتور وتعامله الغبي مع الارادة الدولية. من جهة اخرى ورغم كل ماحدث مازالت هناك اقلام تتغنى ببطولات رجل عاش في كراجات \"باب الشرجي\" وغيرها  مع شلة الشقاوات والسرسرية والمنبوذين والكل يعرف ذلك ويعرف تاريخه وماسببه للشعب العراقي فيما بعد دليل على سقوطه الاخلاقي والانساني ورغم ذلك يتفاخرون بامجاده الدموية وصروحة المتخمة بجماجم العراقيين دون ادنى احترام لمشاعر الملايين من ذوي الضحايا من ابناء بلدهم.
اذن كان ومازال (المثقفون) الجهلة لايعبئون بآلام الشعوب ومصائبها. لهذا ولغيره من الاسباب كان لابد من اسقاط النظام الصدامي الذي اختلفنا فيه ولم نتفق على تحديد ملامحة الدقيقة حتى هذه اللحظة فمنهم من كان ساكت خوفاً ومنّهم طمعاً ومنّهم سكت حباً وجنوناً بالقائد (الفذ) وشعاراته الفضفاضة وراح يغني للنصر والامجاد والعلياء... واحنه مشينه للحرب ... ومثيلاتها من المفاهيم المستلبة جوهرياً التي يعبئون بها احاديثهم ومقالاتهم من بطولات وانتصارات فنطازية.
 
 لم يكن من الممكن اسقاط النظام البعثي الدموي الا بقوة خارجية,لان محاولات الداخل قد باءت كلها بالفشل ولاداعي لتفصيلها وكيف حدثت حتى لا(ينعقج) البعض للحساسية المفرطة من بعض صورها. وليس من المنطق انكار حالة واقعية , هو ان التغيير جاء متطابقاً مع ارادة الشعب العراقي في الخلاص, والا من كان سيتكفل بانقاذ الشعب من براثن البعث السرطاني , هل الكتّاب والطبقة المثقفة والمطبّلين منهم الان لما يسمى بالمقاومة؟ كان بالامكان ان يقلبوا النظام وهم ولايجيدون الا فن التسطير والتنظير بمفردات لاترد للايتام آبائها ولا للثكالى ابنائها ولاتشبع الجياع والمحرومين, ولاتقنع حتى أبسط امراة عجوز تعيش في اقصى اكواخ الجنوب او الشمال بضرورة فقدان ابنها الوحيد لغرض حماية البوابة الشرقية من الغزو الفارسي او المد الشيعي( كما يسمونه حالياً) الذي لاتعرفه هذه العجوز ولم تسمع به من قبل. ام ان الشعوب العربية مسلوبة الارادة والمشلولة تماما عن تقديم يد المساعدة لنفسها فضلا ًعن دعم الشعوب الاخرى قادرة على ذلك وهي لاتسمع ولاترى الا اصوات قرقوزات واذيال القائد (الرمز). 
 
اشكالية الوهم والحقيقة
أن كانت هذه القوة الخارجية التي اسقطت النظام فعلت ذلك لمصلحتها الذاتية مثلاً.. السيطرة على اهم مصدر من مصادر الطاقة ( النفط) وتشكيل الشرق الاوسط وفق اجندتها ورؤيتها الجديدة.... او لتأمين أمنها وأمن اسرائيل حسبما يحلل البعض من العراقيين اومن مهرجي( محللي) العرب. لكن تبقى هناك بعض الاسئلة المهمة التي تخص هذه الاشكاليات الاساسية ومُلابساتها :
 
 1. هل فعلا ً اسرائيل كانت ومازالت مهددة وقلقة من قوة العرب اوقوة العراق تحديداً؟ 
2. أليس هناك من الدول العربية من عقد اتفاقيات سلام مع اسرائيل توفر لها الامن الكافي ؟
3. أليس هناك شعب عربي اخر  ممكن ان يتكفل بهذه المهمة القومية الشاقة (تهديد امن اسرائيل) ؟ 
 
المهمة التي كلفتنا الكثير دون طائل  سوى كان بسبب المؤامرات الخارجية كما يدّعون !!!  او بسبب حكومة العصابة البعثية واخفاقاتها الكارثية خلال 40 سنة. وهل الصواريخ الفافونية التي اطلقها العراق ابان حرب الخليج نحو اسرائيل حققت اهدافها المرجوه؟ ام انها كانت فقاعات هوائية سقط اغلبها على الضفة الغربية والقطاع وكلفت العراق الكثيرفيما بعد. وهاهي اسرائيل قد نقلت صراعها منذ سنين من صراع وجود الى صراع حدود والايادي العربية والفلسطينية تطالسها في السر والعلن خوفاً وطمعاً .... فلماذا باءكم تجر ياعرب وباءنا لاتجر ؟ فأي خزي هذا نسطّره في ذاكرة أبنائنا عن تاريخنا وانتصاراتنا وجيوشنا القاهرة وهم يشاهدون مواقفنا الحالية وانبطاحاتنا يومياً وعلى الهواء مباشرة.
 
انا أوكد لكم يامثقفي العراق والعرب عندما تقف الجيوش العربية على هبة الاستعداد لتحارب اسرائيل لترميها في البحر وتحرر القدس والجولان سيقف الشعب العراقي معكم ويتقدم صفوفكم وانتم تعرفونه جيداً لكن ماحدث ويحدث في العراق ارهق الشعب العراقي في جميع المستويات وليس من المنطق بمكان مطالبة شعب جريح مُتعب عاش كل هذه المأساة وهذه الحروب النيابية والمفتعلة والحصار والموت المجاني والمقابر الجماعية مطالبته مجدداً بالقتال والموت مرة اخرى لا لشي الا لتتشدقوا  انتم في الفضائيات العربية عن عظمة وقوة هذا الشعب البطل وتكتفون بذلك ليبقى الشعب العراقي تحت طائلة الموت والدمار كماحدث  وتخليتهم عنه في الكثير من المواقف السابقة.
 
أشكالية الاحلام القومية 
انَّ بعض الكتّاب العراقيين والعرب قد جند نفسه منذ سقوط الصنم البعثي مع كم هائل من الاتهامات الجاهزة لكل الشخصيات السياسية العراقية الصالحة منها والطالحة وجعلهم في سلة واحدة مع كم هائل من المفردات النابيّة واللقاب  التي لايتنابز بها الا من تربى مع قائد (الضرورة) في بداية شبابه وليس رجل يفترض انه من الطبقة الواعية والتي تشارك بشكل من الاشكال ببناء وتشكيل الفكرالعربي والعراقي , وانا لااحب ذكر الاسماء حتى لايقال عني طالب للشهرة على حساب الاسماء اللامعة الساطعة , الرافعة , الخافضة. 
فهناك مثلا رجل يبكي كبكاء الثكالى على الكويت بعد مرور 20 سنة على (القزو)اكثر مما يبكي على بلده النازف ولاشغل له  الا شتم الحكومة وحزب الدعوة والمالكي وايران , ويصف في مكان اخر مبادرة السعودية الاخيرة المشبوهه  بالكريمة ورفض الوطنيين لها مجرد لؤم دعوجي ... ونسي هذا الرجل او تناسى ماقدمته السعودية للعراق من خلال الدعم المادي والاعلامي للارهابيين وتسهيل مرورهم الى الاراضي العراقية بدعوى صعوبة السيطرة على الحدود في الوقت الذي يحققون فيه مكاسب امنية داخل بلادهم ضد القاعدة ونسي ايضا فتاوى شيوخ الوهابية  بحثَّ الارهابيين بضرورة الذهاب الى العراق (والجهاد) فيه بدل قتل ضيوف الملك من الامريكان وغيرهم داخل المملكة!.
بعثي اخر يطالب بمحاكمة نوري المالكي ومن على صفحات تسمي نفسها صفحات وطنية  ومؤيده للتغيير,على ماذا يُحاكم لانعرف؟ على ضرب الارهاب؟ ام ضرب الخارجين عن القانون من عناصر الميليشيات؟  ام على تمسكه بحقه الدستوري بتشكيل الحكومة .ويستعرض هذا الكاتب المعتوه في مقالته مجموعة من الاتهامات الفارغة التي لامعنى لها.
 
87 حرامي( محامي) مصري يطالبون بمحاكمة السيد نوري المالكي على خلفية الوثائق المنشورة في ويكيليكس والاعتداءات الاخرى على مجاهدي خلق في العراق! ولايطالبون هؤلاء (الابطال) المحامون بمحاكمة رئيسهم او حتى توجيه السؤال له عن هذه الديمقراطية العجيبة التي اجازت له البقاء رابضاً على صدورهم لثلاثين سنة  دون انتخابات حقيقية  مع ان \"مصر ولادة \" حسب تعبيرهم لكنها مع ذلك لم تلد الا مبارك, والان ابنه يتصدر قيادة الحزب الحاكم. الحزب الوطني الفهلوي ( الديمقراطي). النائب مصطفى بكري من جهة اخرى يطالب حكومته الديمقراطية حد العظم باعتقال المالكي لتآمره على اعدام صدام ... باي حق  يطالب هؤلاء  المجانين ...لانعرف مع كل مافعله صدام في العراق.. ولكن يبدو ان هذا النائب لايمتلك اي حس انساني تجاه الضحايا العراقيين يعني بالعراقي الفصيح ( ضميره ......) ولايطالب هذا النائب في مجلس الشعب المصري بالتحقيق مثلاً  في قضية مواطنه ايمن نور وقصة تهمة التزوير ضده؟ ومرضه المفاجئ  الذي حدث ذلك بالصدفة مباشرة   بعد ترشيح نفسه امام مبارك لمنصب رئاسة الجمهورية.. (سبحان الله).. , ولا يطالب  ايضا هذا الديمقراطي بالسليقة بالتحقيق في مقتل المصريين الاقباط ؟؟ 
ولانعرف ماذا سيحدث للبرادعي ( الله ايعينه) لانه الاخر سيرشح نفسه لرئاسة الجمهورية عام 2011.
 
كاتب عربي اخر يصف اتفاق الفرقاء السياسيين الاخير وتوصلهم الى انتخاب رئيس برلمان ورئيس جمهورية وبالتالي تكليف رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل الحكومة,  يصفه بانه ركوع امام اقدام الخامنئي مستعرضاً التاريخ العراقي منذ مئات السنين ومتهماً في سياق ذلك الشيعة بالولاء التام لايران وتدخلاتها الكبيرة في العراق مستنداً بذلك الى تصريح احد الخاسرين في الانتخابات الاخيرة السيد اياد جمال الدين ..ودلائله الاخرى لهذا الولاء والركوع الزيارات المليونية للعتبات المقدسة في مقابل الاعداد القليلة التى تذهب للحج  في اشارة بائسة على قوة العلاقات الشيعية بين العراق وايران ونسي هذا القومجي ان الاعداد التي تذهب للحج تحددها المملكة وليس ايران !!! وهذه قضية معروفة . ولم يشر الى ايّ قضية  تبين تدخّل ايران بتشكيل الحكومة, رغم ان ايران كانت من اشد المعارضين للسيد نوري المالكي. ولم يشر الكاتب المبجل الي اي من الزيارات الماراثونية الى السعودية وقطر ومصر... من قبل قادة العراقية والمجلس الاعلى في مساعيهم الفاشلة لتشكيل الحكومة بدعم خارجي. ولوافترضنا ان الحكومة  العراقية تشكلت حسب اهواء العرب بقيادة العدائين في المسافات الطويلة... هل سيُتّهم العراق بالركوع امام العرب ام ان هذا الركوع سيكون جائز شرعا وقانوناً ضمن اعراف العقل القومجي العنصري.
 
اشكالية استيعاب الواقع
 لنستعرض الان الدعم العربي للعراق خلال الفترة الماضية حسب ماتسعفني به الذاكرة من وقائع
السعودية.. تدعم الارهاب في العراق بكل السُبل ماًديا ومعنوياً  منذ سقوط النظام اضافة لتدخلاتها المشبوهه من خلال عملائها من القائمة العراقية والبعثيين. كذلك رفض استقبال رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي طيلة الفترة السابقة والاحتفاء بالمقابل بالسياسين الاخرين رغم عدم وجود صفة رسمية لهم وعدم تمثيلهم احد الا انفسهم اواحزابهم .والوثائق  الاخيرة  التي نُشرت في  ويكيليكس تدين بشكل واضح القادة السعوديين في محاولاتهم الخبيثة لتغيير قادة العراق السياسيين وهذه وحدها تكفي لادانتهم.
 
الاردن.. التغاضي عن المتسللين من القتلة والمجرمين امثال الزرقاوي ورائد البنا الذي فجر نفسة في الحله وغيرهم. وكذلك التعامل مع العراقيين بطريقة مهينة على الحدود وداخل الاردن اضافة لحماية واحتضان البعثيين داخل اراضيها. 
 
سوريا.. انشاء معسكر لتدريب الارهابيين في الاذقية وباعتراف الارهابيين انفسهم والسماح لهم بدخول العراق عبر الحدود وكذلك دعم واحتضان القيادات البعثية جناح يونس الاحمد واجتماعاتهم ومهرجانهم الخطابي الاخير في كفر سوسة خير دليل.
 
الكويت.. ضرب ومحاربة الصيادين العراقيين واهانتهم  والاعتداء عليهم في المياه الاقليمية وكذلك عملية احتجاز الطائرة العراقية في لندن واحتجاز مدير الخطوط الجوية العراقية. اضافة  لرفضهم تسوية الخلافات الحدودية العالقة بين البلدين ومطالبتها باكثر من حقها في التعويض بمقدار مليار دولار اضافي عن تعويضات الحرب ,وكذلك رفضهم بشكل مطلق المساعي الرامية لخروج العراق من البند السابع. والمصيبة الاكبر محاولتهم انشاء مشروع جر نهر دجلة الى محافظة الحسكه  شرق سوريا في محاولة لقتل العراقيين عطشاً. والغريب ان تصريحات المسؤولين الكويتين في الاعلام لاتمت الى الواقع بصله.
 
قطر .. منع طائرة الخطوط الجوية العراقية من الهبوط في مطار الدوحة وكادت تسبب بكارثة حقيقية بسبب نفاذ الوقود لبقائهم في الجو لمدة نصف ساعه مع وجود اتفاق مسبق مع وزارة النقل القطري حول الموضوع. دعم وتمويل قناة الحقد والارهاب قناة الجزيرة ومنبرها المشبوه وبرامجها الطائفية الموجه ضد الشعب العراقي. اضافة لدعم القائمة العراقية بالاموال الطائلة في الانتخابات الماضية.
 
فلسطين.. حزن كبير داخل الاراضي الفلسطينية على مقتل جروي صدام  واقامة العزاء من قبل منظمة حماس الاسلامية تحديداً واعتبار الرنتيسي( قبل اغتياله) في اتصال هاتفي مع الفضائية العربية ( السعودية) ان صدام المقبور قائد اسلامي !!! هم يترحمون على جلادينا  ويبكون عليهم ونحن مطالبون بنصرتهم والتعاطف معهم !.
 
مصر .. الرئيس مبارك يتهم علناً الشيعة بصولاة عامة بولائهم لغير بلدانهم في اشارة الى شيعة العراق. وهجوم الاعلام المصري على العراقيين المقيمين في مصر في برنامج \"القاهرة اليوم\" لانهم طالبوا ببناء حسينية لهم في محل اقامتهم وقد ناقش الاعلامي المصري الموضوع  بشكل ساخر ومعيب, متناسيين الملايين من المصرين الذين كانوا يعيشون في العراق. اضافة لموقف الجامعة (العربية) المصرية التي لم تشكل لجنة تقصي الحقائق بصدد المقابر الجماعية لحد هذه اللحظه واكتفت بتصريح امينها العام بان المقابر كانت مفاجأه وصدمة كبيرة لهم ! ياحبيبي ....  ماذا نفعل بمشاعرك ياموسى ؟ 
 
ليبيا .. احتضان مؤتمرات الحزب الفاشي البعثي وبعض قياديه المجرمين مع محاولة اقامة تمثال للمقبور صدام في مدينة بنغازي بجوار شيخ المجاهدين عمر المختار في تحدي واضح وعدم احترام لمشاعر الملايين من العراقيين.
 
اليمن السعيد ...اضافة لاشتراك ابنائهم بتفجير العراقيين ,دعمهم وأيوائهم للكثير من البعثيين والارهابيين وقد شاهد كل العراقيين في ملعب استاد 22 مايو صور المقبور تُرفع اثناء مباراة العراق و البحرين اضافة  الى رفع الاعلام العراقية القديمة وماخفية كان اعظم وابشع  لان القلوب عامرة والحمد لله بالحقد والضغينة ضد العراقيين!
 
اشكالية الوضوح في الرؤية
ولو رجعنا الى الوراء قليلاً لوجدنا ان مواقف العرب في السابق كانت اغلبها مؤيدة للبعث الفاشي قبل السقوط على مستوى الحكومات او الشعوب . اتذكر مثلا ابان حكم صدام كانت التظاهرات تجوب العواصم العربية دعماً للعراق من الفنانين والسياسين والبرلمانيين وغيرهم بسبب الحصار او بسبب اعلان الحرب الاخيرة على العراق . فماذا حصل الان  لماذا لايتحرك احد؟ من اجل محاربة الارهاب الذي يفتك بالعراقيين والعمل على مساندتهم في محنتهم الحالية. بل العكس تماما هو مايحدث الكل يقف ضد العراق وشعبه والدلائل اكثر من ان تحصى , ونستنتج من ذلك ان الشارع العربي كانت تحركه حكوماته في واقع الامر او تسمح لبعض النشطاء تحت معطفها بتنظيم مسيرات وتظاهرات لتبين  مدى ديمقراطيتها العريقة من جهة ومن جهة اخرى تدعم الحكومات القمعية من نضيراتها في المنطقة حتى لاتتكرر التجربة العراقية في اي بلد اخر. ويبدو اننا امام ازمة اخلاقية فاضحة تجتاح الشارع العربي.
 
لذا أناشد العراقيين بكل اطيافهم وقومياتهم وانتماءاتهم من مثقفين وغيرهم للتوقف قليلاً .... والتمعن بمايجري لنا من كوارث في العراق  ومحاولة قراءة المواقف العربية والاقليمية والعالمية تجاه قضايانا العراقية وبطلان ادعاءاتهم في دعم العراق الا بما يتلائم مع الشعارات الزائفة التي لايطبقونها انفسهم في بلدانهم , ليبقى العراق في دوامة الصراعات الدامية  بين ابناء الوطن الواحد وبقاء بلدانهم  بعيدة عن الخطر والارهاب الوهابي والبعثي ....وماعلينا كعراقيين ذُقنا سويةً مرارة الحكم العفلقي والبطش الدكتاتوري الا القبول بعضنا البعض على اساس المواطنة والمساواة بين الجميع والعمل سويةً لبناء بلدنا العراق وعدم الانجرار وراء الشعارات الكاذبة والخطابات القومجية الجوفاء التي اثبتت فشلها وعدم مصداقيتها خلال العقود الماضية. ولكي يتم اتفاقنا بنجاح علينا الاتفاق كعراقيين  اخوة على اربعة شروط قبل ترتيب البيت العراقي :  
اولا... يتخلص البعض من وهم الامتياز والكفاءة في قيادة العراق. 
ثانيا... التخلي عن النزعة العنجهية  والغطرسة في التعامل مع الاخر.
ثالثاً ...القضاء التام على النزعات  العنصرية والطائفية في معالجة الامور. 
رابعاً...الكف عن أتهام الاخرين او تحديد اصولهم واعراقهم حسب الاهواء.
 
 
 
2.12.2010 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/16



كتابة تعليق لموضوع : المثقفون واشكالية التوافق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net