حوار صدى الروضتين مع الدكتور شوقي الموسوي ح (1)
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تنهض الأمم بمبدعيها لتستمد منهم إنسانيتها ثقة بقدراتهم وإضاءات لمستقبلها، تلتقي صدى الروضتين اليوم المبدع أ. د. شوقي الموسوي أكاديمي وناقد فن وتشكيلي لتحاوره في تجليات القدرة والطموح، ومتعلقات الهوية الإبداعية ومزايا الانتماء في العمل الثقافي والفني فأهلا به.  
س1/ عند تنوع التخصص الأكاديمي بين الأدب والفن والفلسفة والتراث، ألا ينتج التواصل بينهما إبداعاً نخبوياً؟ 
      ج/ بالتأكيد إن التنوع يمنح صاحبه زوايا متعددة ذات مشهد بانورامي شامل، متنوع الثقافات وبالتالي ينتج لنا أعمالاً أصيلة تتخطى النخبوية إلى الآخرين، باتجاه مختلف الشرائح المجتمعية؛ بوصف أن التنوع الثقافي أو المعرفي والفكري أن تم تحصيله في الفرد الواحد سيُسهم في إنضاج أفكاره ويوسع آفاقه ويمنحهُ حرية في التنفيذ والتحليل والتركيب والتحديث.. من هُنا أجد ان شهادتي الأكاديمية في الفنون التشكيلية بجانب أطروحة الدكتوراه في فلسفة الفن الإسلامي مع دراساتنا ومقالاتنا النقدية في الفن التشكيلي والمؤلفات المتخصصة في التشكيل ومعارضنا الشخصية السبعة في فن الرسم وكتاباتنا في النقد التشكيلي وعملنا في المتحف والتراث وغيرها قد منحتني موسوعية ابستمولوجية وسوسيولوجية في الفكر الجمالي والثقافي والفني، والتي ساعدت بفعل التواصل بينهما إنجاز العديد من الأعمال الفنية المميزة من وجهة نظري سواء على الصعيد الفني أو النقدي أو البحثي.  
 
س2/ لتنوع مهام التحرير نسأل عن فارق الاختصاص بين مجلة العميد وباهر وتسليم؟ 
      ج/ مهام التحرير واحدة تقريباً في جميع المجلات والدوريات المحكمة المجازة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، بالرغم من اختلاف في التخصصات.. فعلى سبيل المثال عندما نتحدث عن المجلات المحكمة في قسم الشؤون الفكرية بالعتبة العباسية المقدسة، ضمن مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات، نجد أهم المجلات وهي مجلة العميد التي تأسست سنة (2012مـ) الذي أقوم بإدارة تحريرها  بوصفي مدير التحرير وبرفقة أساتيذ مميزين في الهيئة الاستشارية والتحريرية والفنية والإعلامية، المجلة تعنى بالدراسات الإنسانية بشكل عام والتي أنجزت 45 عدداً بالإضافة إلى الأعداد الخاصة بالمجلة، بينما نلاحظ أن مجلة تسليم متخصصة بالدراسات اللغوية حصراً تنشر بحوث اللغة العربية، في حين نجد أن مجلة الباهر (2017مـ) متخصصة بالعلوم الطبيعية والهندسية ومازالت المجلات تصدر أعدادها الفصلية بصورة دورية ومستمرة وأصبحت في مصاف أولى المجلات المحكمة في العراق.. بجانب المجلات الثقافية والوقائع الخاصة بمؤتمرات العميد الستة والمؤتمرات الأخرى الكثيرة والندوات العلمية والتعليمية والتربوية والفكرية المتسلسلة.    
 
س3/ الفوتوغراف ومستويات التصوير... الرسم – أفلام الكارتون في العتبة العباسية المقدسة؟ 
    ج/ تهتم العتبة العباسية المقدسة متمثلة بمتوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) وأمانتها العامة ومجلس الإدارة الموقر، برعاية الإبداع والمبدعين من منتسبيها ومازالت داعمة للجميع وفي أغلب المستويات سواء في الفوتوغراف أو التصوير أو صناعة الأفلام والسينما على المستوى المرئي والسمعي والمقروء.. والدليل على ذلك مشاركة العديد من مصوري أقسام العتبة العباسية المقدسة في مسابقات دولية مهمة والذين حصدوا الجوائز الأولى منهم، أزهر الأسدي وحيدر المنكوشي وعلي السعدي وعصام وفاضل الجشعمي وغيرهم وكان آخر الجوائز من حصة المصور المبدع سامر الحسيني بعد حصوله على المركز الأول في مسابقة (اوورد) الدولية لعام 2021 في روسيا الذي شارك بها حوالي أكثر من 450 ألف مصور من مختلف أنحاء العالم.  
 
س4/ جماليات التذهيب في المخطوطات القرآنية في العتبة العباسية؟ 
     ج/ يُعد أحد البحوث العلمية المنشورة في العدد الأول من مجلة تراث كربلاء المحكمة في عام 2015مـ وهو بحث مشترك مع طالبتي للماجستير الباحثة (سامرة فاضل)، والذي سلطنا فيه الضوء على جماليات التذهيب وآليات الاشتغال في فن المخطوط القرآني الممتلئ بالتكوينات الزخرفية ٍ، من أجل التعرّف على ماهية التذهيب في الفنون الإسلامية ذات الجنبة الزخرفية بالإضافة إلى الكشف عن أساسيات المخطوط القرآني عبر العصور ومراحل تطور زخرفته وأسلوبه الفني في الإخراج والتصميم، في حدود المخطوطات القرآنية في العتبة العباسة المقدسة. 
س6/ التكوينات الزخرفية الجدارية في العتبة العباسية المقدسة والهوية الإسلامية؟ 
  ج/ تحتفي الفنون الإسلامية بشكل عام وعلى وجه الخصوص فن العمارة الإسلامية المتمثلة في المساجد والجوامع والاضرحة المقدسة في كربلاء المقدسة، بالعديد من العناصر الزخرفية منها العناصر النباتية (الأوراق، السيقان، الازهار، الثمار، التيجان ...) أو العناصر الكتابية (آيات قرآنية، أحاديث نبوية، أدعية أهل البيت عليهم السلام، أشعار..) أو عناصر هندسية (المربع والمسدس والمثمن والمستطيل والنجمة..) وغيرها ..هكذا عناصر زخرفية نجدُ لها حضوراً واسعاً داخل وخارج الأضرحة المقدسة بشكل عام وفي العتبة العباسية المقدسة بشكل خاص، كما في الزخارف الجدارية المنفذة على الجدران والأواوين والشرفات والأبواب ومداخل العتبة، فمثلاً في باب الساعة (باب القبلة) نجدها غنيّة بالعناصر النباتية المعرّقة بالذهب بتركيبات ووحدات زخرفية جميلة، منفذة على جدران من الموزائيك ذات البريق المعدني وتتدلى المقرنصات المذهبة من سقفها والمؤطرة بأشرطة كتابية وأخرى هندسية، بجانب الأبواب الأخرى (باب الإمام الحسن (ع) وباب الإمام صاحب الزمان (ع) وباب الإمام موسى الكاظم (ع) وباب الإمام الجواد (ع) وغيرها وأيضاً الشبابيك الفضية والصحن العباسي وصولاً إلى شباك الإمام العباس (عليه السلام) الجديد المرصع بالوحدات الزخرفية الفضية والمطعمة بالذهب والمينا بتشكيلات رائعة الجمال والإبداع . 
س7/ ماذا لو طلبنا تعريفا منك لمتحف العتبة العباسية المقدسة  
ج) متحف العتبة العباسية المقدسية: أحد المؤسسات التراثية المهمة والمراكز البحثية العلمية التي أسست متحفاً تراثيا بمواصفات علمية للنفائس والمخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة.. وقد تشرفت في العمل فيه جنب إلى جنب الإخوة المنتسبين الرائعين دامت توفيقاتهم جميعاً. 
 فالمتحف قد ابتدأ مشواره لحظة الشروع بالعمل عند تبني سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) لمشروع تأسيس متحف للنفائس المخزونة في العتبة لتعرض للزائر وللباحثين الكرام.. 
 وفعلا بدأ العمل على إنجاز قاعة للعرض المتحفي، افتتحت عام 2009 مـ ولقيت نجاحاً طيباً لدى الوافد، وفيما بعد تم تأسيس قسماً مستقلاً يضم القاعة وشعب أخرى باسم (متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات) في عام 2014مـ وبرئاسة السيد الأستاذ صادق الزيدي (دام توفيقه) مع مجموعة طيبة من المنتسبين، والذي ضم ستة شعب مهمة (المختبر والمخزن والقاعة والمكتب والتوثيق والإعلام المتحفي) ليكون متحفاً مهماً بين المتاحف الأخرى.. ومنذ ذلك الحين وإلى اللحظة الحاضرة قدم المتحف ثلاثة مؤتمرات علمية دولية في علم المتاحف والرابع سيكون في نهاية عامنا الحالي بعونه تعالى، فضلاً إلى الدورات التعليمية للمنتسبين والورش الفنية العديدة التي تبناها المتحف (ورشة الصب والقوالب، صناعة صناديق الهدايا، تأطير قطع السجاد، الحفر على المرمر، الرسم، الخط العربي..) وأيضاً الشروع بإقامة سلسلة ندوات متحف الكفيل عن علم المتاحف والآثار والفنون الإسلامية، بجانب مشروع إطلاق مجلة متحف الكفيل النصف سنوية المتخصصة بعلم المتاحف، وغيرها من النشاطات المهمة.

الموضوع السابق دعوة البرفسور عبد الأحد داود لزيارة كربلاء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat