حركة الوفاق الإسلامي تقيم مجلس عزاء في ذكرى استشهاد راهب بني هاشم
حركة الوفاق الاسلامي
حركة الوفاق الاسلامي
لضرورة إشاعة ثقافة أهل البيت عليهم السلام والعمل على أحياء تراثهم والتواصل المعرفي مع الكم الزاخر لمنهل الثقافة الإسلامية المحمدية الحقة، فقد دأبت الأمانة العامة لحركة الوفاق الإسلامي على تحقيق هذا المنجز وسط أبناء الدين المحمدي الأصيل. وبتوجيه من سماحة الشيخ جمال الوكيل الأمين العام لحركة الوفاق الإسلامي أقامت مؤسسة كربلاء الخيرية قسم احياء الشعائر الدينية مجلس عزاء على جامع الامامين العسكريين في حي العامل بكربلاء المقدسة في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وسط حضور غفير تلقى من فيض علم الإمام المقتول ظلما ثقافة إسلامية قدمها سماحة الدكتور الشيخ جواد مالك الذي ارتقى المنبر الحسيني الشريف متحدثا عن مآثر وشمائل وأحاديث الإمام الكاظم سلام الله عليه، مسترسلا بذكر مصيبته واستشهاده فيما تم تقديم مأدبة طعام تلت مجلس العزاء. وبين الدكتور أن "المرحلة التي عاشها الإمام الكاظم عليه السلام، شهدت اضطرابات ونزاعات اجتماعية، وسياسية اندفعت آثارها المفجعة الى السطح بسرعة من خلال ظهور الأزمات والنكبات العلنية التي خطط لها ونظم حركتها زعماء النهج الجاهلي في تأريخنا العربي والإسلامي، وذلك بقصد صرف الامة عن مسيرتها الارتقائية الحضارية في التكامل الروحي والمفاهيمي النابع من العمق الواعي للإسلام الرسالي المنفتح المتجذر في وعي أهل البيت عليهم السلام، حيث ادت تلك الافعال المشبوهة، ذات المنطق العائلي الضيق المخالف لروح وقيم الإسلام الأصيل، الى ابتعاد الإسلام عموما عن ممارسة التجربة الصحية والواعية وإدخاله في متاهات الكفر والعصبية البغيضة المعبرة عن ميل انحداري شديد نحو عرش السلطة حتى لو كلف ذلك الأمة خسارة نهجها المشرق وطموحات رسالتها الإنسانية ومنظومتها الفكرية والقيمية. وأشار سماحته الى أن "إمامنا الكاظم (عليه السلام) لمواجهة الوضع المضطرب المليء بالفوضى والمواقف الضاغطة والوقائع القسرية والإكراهية اتخذ موقفا ملتزماً ظهر جليا في بعض أخباره وأحاديثه، فقد دخل الإمام على هارون الرشيد في بعض قصوره المشيدة الجميلة التي لم ير مثلها في بغداد ولا في غيرها، وانبرى إليه الأخير وقد أسكرته نشوة الحكم قائلا: ما هذه الدار؟ فأجابه الإمام غير مكترث بسلطانه وجبروته قائلا له: "هذه دار الفاسقين وقرأ الآية المباركة (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، وان يروا كل آية لا يؤمنون بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا)"، ما أثار غضب هارون عليه وأغلظ في كلامه على الإمام بعد ان سمعه يتحداه بموقف لا هوادة فيه. ولفت الدكتور الى أن "إمامنا (عليه السلام) بقي يمارس دوره الريادي فكريا واجتماعيا في دعوته الى التمسك المبدئي الراسخ بثوابت الإسلام وهدى القرآن حتى آخر حياته الشريفة التي عانى فيها ما عاناه من عذاب السجن والتضييق والتنكيل بالقيود.. لقد مكث الإمام عليه السلام زمنا طويلا في سجن هارون.. وقد هد السجن صحته وأذاب جسمه حتى أصبح حين يسجد لربه، كالثوب المطروح على الأرض، فيدخل عليه رسول الزعامة المنحرفة فيقول: ان الخليفة يعتذر إليك ويأمر بإطلاق سراحك على أن تزوره وتعتذر إليه.. او تطلب رضاه.. فيرفض الإمام عليه السلام وهو يجيب بالنفي بكل صراحة.. لا لشيء إلا لكي لا يحقق للزعامة المنحرفة هدفها في الاستمرار في التسلط والطغيان.. وهذا ما يبدو واضحا من خلال كلمات الرسالة التي أرسلها عليه السلام لهارون وهو لا يزال في السجن معربا له فيها عن بالغ سخطه عليه، جاء فيها: "انه لن ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى تفنى جميعا الى يوم ليس له انقضاء.. وهناك يخسر المبطلون". وبعد ذلك وبفترة قصيرة.. كانت وفاته في حبسه بواسطة السندي أمير السجن العباسي خلال شهر رجب من سنة 183 للهجرة، ورميت جثته الطاهرة على جسر بغداد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat