في عتمة الليلِ ويقظة الطيوف ، والطفوف وبين وحشة السكونْ حاصرني ظلّي، وألقيتُ على قلبي جميع الذكرياتْ تبعثر الهواء ، في الهواء وكنتُ وحدي ..من براءتي أعانق الفراغ أقلّب الوقت ، على أصابع اليدين ما أبشع الليل البهيمْ والموت في أبي الخصيب والحزن في قلب الفقيرْ....!
صارعتُ يقظتي بسملتُ .. حولقتُ ... وألقيتُ السلامْ على نبيّنا محمّد وآل بيته الكرامْ لكي أنامْ .........................
وكنتُ في متاهة الغيوبْ صوتُ يرنّ في خلايا مهجتي وخلف هالات السرابْ - أبقَ ، وأبقَ في رجاءْ - تنتفضُ الروح على الثرى ترفض ان تموتْ وهكذا .. نهضتُ من جدار عزلتي ألملمُ الجراح والهموم وأصفعُ القنوط والدجى في صخب التفكيرْ وأفتح القلبَ ، مع الشفاه ، بالدعاء كي لا تعود للرماد جمرتي وبعد صمتٍ أثقل الأجواءْ
والليل في شرفته
وكّلتُ روحي كلّها للخالق العظيمْ ربّ الفلقْ من شرّ كلِّ ما خلقْ
فضجّ في الفؤاد صوتٌ - أين أنتَ يا أبي ...!
ولفّني السؤال ، في جنون شقّ الدجى - أين أبي...؟
ما أكبر السؤال ...! مغروسة حروفه تعانق الجذورْ في مسمع الزمان والمكان ; أين أبي ألن يعود لي قبل الشتاء ...؟ إنّا جميعاً لم نزلْ نبكي ...! أنا وإخوتي .. في الصبح والمساء أرجوك يا أبي مرّ على بيوتنا وسدرة البيت التي تبوح سرّها إلى الثمرْ مرّ على حقل الورود ساعة السحرْ مرّ على تثاؤب الاكواخ في البستانْ مرّ على داري تعالْ خذني لكربلاءْ لسيّدي أمامنا الحسينْ فها هي الزيارة العظيمة قد حانت الآن وانتشرت مواكب العشّاقْ في ارضنا الكريمة تعال بالروح الأمينْ وانفجرتْ بحور دمعي في العيونْ وفجأة رشّ على عوالمي هدوءه الايمانْ مال بعنقه وقالْ : لا تغلق البابْ قد حضر الموتى مع الأحياءْ كما تشاء - حتى صحوتُ .. أغسل السهرْ وجدتُ نفسي مرّة أخرى على مرافئ الصلاة تمتصُّ ما على الظلام من ظلامْ
يا ألله ... يا ألله ... يا أملي .. وبغيتي .. ومنيتي أعزّني بعزّك الذي لا ..لا يضامْ يا عالماً في السرّ يا جميلْ أنتَ الكبير.. لا شريك لكْ ولا عديلْ أنت المليك ... يا كبير والملكْ هبْ لي أبي ..أريد أن أراه ...! ....................
طوّقني توهّجٌ .. دوارْ غيبوبة ...حلْمٌ ..ألمْ واختلطت .... أصوات عالم بعيدْ هناك صوت مثل صوتي ربّما يكون...! صوت أبي وانهمرتْ خوالج الشجون ْ لكنّني ... سمعتُ صوتاً قد جاوز السحاب وردّدتْ كلّ الجبال والسهول قوله : لبيك يا حسين.... لبيك كربلاء نادى عليّ من ضياء الفجرِ بانحناءة الآفاقْ - نعم .. نعم .. أنا أبوكْ وردّد الصدى فوق المدى أنا أبوك وفجأة قد سمعتْ مدينتي في صوته الأذانْ أو مأ ، لي ، ..يا ولدي لن أعرف الهوان سأنثر الورد على الابواب .. للناس في محبّة ٍ أرتّل القرانْ وأقرأ المقتل في (مجالس الشباب ) فالحزن كسّر الضلوع حتى تناثر التراب عن جسدي يا ولدي قضيتُ ليلتين خارج الثرى حطّتْ على جوانبي السماءْ ما أكرم السماء ....! في الق البهجةِ عشتُ حالة عزيزة من الربّ الرحيم
ولا تزال خطوتي على الطريق قد عبقتْ ملامحي وعمّت الاكوانْ عذوبةُ الريحانْ والمسك والعنبر والزعفرانْ يا ولدي حكاية الحضور والغيابْ والموت والحياة بداية نهاية نهاية ..البداية لا تبتئسْ .. لا تسكن الأنينْ اطلع من الصخر السكوتْ كي لا تموتْ وعانق النخيلْ كنْ باسقاً في رحلة العمر الطويلْ كن دائماً كزهرة الزمان لا تعرف الذبول في كلٍّ وقتٍ.. لا تكنْ في حلمٍ يغيّر الألوانْ أنّي أنا يا ولدي يا أيها المحفور في قلبي الصغير ...! والله ما نسيتُ أيّ شارع ٍ
هناك في أبي الخصيب والزهرَ في - باب الطويلْ - ولا نسيتُ التوتَ ، والبمبرَ، والنخيلْ والشطّ والطيورْ سمعته ُ فزاد في صدري الحنينْ سمعته ثانية هيهات أنسى الأهل ، والأصحابْ وخبزة الصمت على الكتابْ ومدّ لي يدينْ حاصرني الشوقُ فمرّ القمر الغافي على نافذتي فغرّدتْ حنجرةٌ من فضّة - أبوك كوكبٌ .. ندى ..وياسمينْ أُقسم بالرحمنِ والكوثرْ بفضّتي أنا القمرْ أبوك دائما في أفقه الورديّ يندى.. تبعث الريح شذاه يعيش سيّدا على المنونْ وكفّه قريرة ..على بساط من زهرْ مؤملاً .. يزوركم .. يلمُّ شملكم - وبغتة ودونما شعورْ نظرتُ للقمرْ حتى رأى وجهي بلون الصمتِ .. يمضي في المساءْ يسيل بالشوق الدفين وضجّ في قلبي السؤال - أين أبي ...؟ - كيف أبي ...؟ فردّ في حنينْ - أبوك ضيفٌ في السماءْ تراه في الوديانِ والتلالِ والشجرْ وعمره عصورْ قد عانقتْ - في بهجة- عيونه أجنحة اليقينْ ورقرق الصوتَ القمرْ - يا صاحبي سأختفي بعد قليل .. سأترك المكانْ لكي ترى أباك في لحظة أخيرة عبر ممرّات الرياح في الفضاء وفجأة قد لاح نجم ، في المدى البعيدْ صحتُ ...دونما أدري (أبي ) هذا أبي لقد رأيتُ بسمة ً تشعّ في الآفاقْ والحبّ يهزم الغيوم - يا ولدي أشرعتُ روحي وارتحلتُ بين لجّة الزحامْ لكي أرى أحبتي قبل الوداعْ يا أيها الحبيبْ من يملك المرور، في طريقكم سواي قدمتُ من مفازة الوجود ،لا العدمْ أحملُ صوتي ، يعبر الدنيا صداي كي يلتقي الطريق بالطريقْ في رحلتي لقريتي لكي أرى أحبّتي أراكمُ في سلّم الحياة تمضون ..تصعدونْ بلا ارتباكْ جميلة بكم ديارنا ولم يكن وهماً هواي عشْ دائماً يا ولدي حرّاً .. نسيماً طليقا ..طليق مزّقْ كلام البؤس ، والضجرْ وصورة الأحزانْ كنْ عالما من الظلال والألوانْ كي يغلق السأمْ أبوابه كنْ شعلة وهّاجة تعانق النهارْ تسطع بالأضواء والأفكارْ تطارد الظلام والضباب والصدأ يا ولدي فأنت لا ..لن تنطفئ يا أيّها المشتق من جذري يا لبّة الصدر .. و يا كلّ الوفاءْ سمعته يقولْ يا ولدي .... يا ولدي يا ويلتا ... يا ويلتا فموعد الفراق قد أتى قد دقّت الأجراس للرحيلْ ناشرة سحائب الأفولْ منّي دنا رشّ على جيدي الندى طوّقني .. قبّلني ثمّ آآآآآآآ بكى ..... . انّي ........انا مع الماشين للإمامْ امامنا الحسين بكى... بكى .. بكى : أحبّ سيّدي الحسين وسالت الدموع
جوع ٌغارقٌ في الجوعْ لسيّدي ..الحسين أحبّ كربلاء طوّقني ثانية بالشمّ والبكاءْ يا ولدي توهّجتْ روحي من الرأسٍ إلى القدم تصيح : لبيك يا حسين لبيك سيّدي أني مع الماشين والشمس في الطريق من حبّها العميق تهتف: يا حسين ..يا حسين يا ولدي انا .. أنا أسير من الشروق للغروب من الغروب للشروق حتى أشمّ تربة زكيّة .. تفيض بالدين ... وبالإصلاح والحياة تربة عاشوراءْ فتربة الحسين ،،سيّدي ، سفينة النجاة هناك في محبّةٍ ، ليس لها مثيلْ أقبّل الشباك والضريحْ كي أستريحْ ..
....................
حدّق في وجهي أبي وراح ....
........................
...... راح .......
غابْ....................!
حامد عبدالصمد البصري
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat