صفحة الكاتب : امل شبيب الاسدي

الشريط الأسود
امل شبيب الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ها هي الشمس من غير إرادتها بشريط اسود شدت ضفائرها  ،تختفي وراء ستار الغيوم، تطل على الدنيا من خلف السحاب معتذرة، لقد ضَعُفت قواها والجسم منها قد ذبل؛ حيث شهر المحرم قد هلّ.
ونحن لفقدها تضيق بنا الحياة وفلتت خيوط الأمل من سنارتها، ولم نعد نحيك تلك الخيوط من ضيائها واشراقها. 
نعم ، هذه شمس واحدة وهذه حالنا،فساعد الله قلب المحبين حين فقدوا في الطف شموسًا كثيرة لا مثيل لها.
هاهي رائحة الحزن قد باتت تغشى النفوس، وعلامات الفرح ضاعت ملامحها،والقلوب يعتريها الحزن الدفين عجزت ابدا يد الزمان والمكان وجهود الناصبة من محوها، وافراحنا أساسها احزاننا؛ فحلاوة الفرح نفسها حين ترتشف الروح فناجين الولاء لمولاها.
 ياشهر محرم، صدورنا ضاقت، والأمة بالسواد اتشحت، والمواكب للخدمة قد تهيئت ياسيدي ياخير الخلق أما وأبا
هاهو الحسين عليه السلام، وركبه يسير بثقة وبشموخ عنفوانه، جاء لإصلاح أمة جده، وفي الطريق قال : له الابن:"يا أبت جعلت فداك مم حمدت الله واسترجعت"فقال مضمونا : ولدي نسير والمنايا معنا،يعني أن أنفسنا نعيت الينا! 
قال له عليه السلام : يا ابت  لا أراك الله سوءًا ألسنا على الحق؟ فأجابه بالايجاب، ورَدّ الابن البار: إذن لانبالي أن نموت محقين.
هدف الإصلاح يسعى اليه قائد الركب، وأهل بيته، واصحابه،والا فما غاية الأهداف دون السعي من اجلها؟!
فالأصلاح كان عنوان المسيرة، والأمر بالمعروف، وكشف الظلم والايثار وغيرها؛ تلك أهداف الثورة
التي اتخذت شعارها من قوله سلام الله عليه:«إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
كتابٌ ألّفَه الحسين عليه السلام فيه فصول، والفصول فيها أبواب وكلها مناهج ابوابها مفتّحة على مصراعيها.
ترى كم العدد الذي دخل هذه الدورة التي اقامها من أجلنا؟ بل،وكم منا قرأ ذلك الكتاب،وشهادة باليد اليمنى  ينتظر استلامها؟!
من منا لايريد الفوز بنصرته! وانا معكم امنيتي: أن نكون من الفرحين المستبشرين التالين قوله تعالى:<<فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ>> (١)
كل الخير من باب الحسين والولاء كل الولاء لسيد الشهداء.
قصة الطف، وابطالها كما في الدنيا كل لسان يلهج بها،ايضًا ستعاد يوم القيامة على الاسماع احداثها.
نعم، سترفع الزهراء الكفين القطيعين،تطالب بمظلومية حامل اللواء لأخيه الحسين،وقطرات دم ضلعها المكسور اختلط بدم قميص ولدها حيث تحتفظ به في خزانة قلبها الذي يئن من الألم كلما لامس القميص جرحها.
سيبقى شهيد كربلاء حرارة متأججة لاتنطفئ وعبرة لكل مؤمن، "إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا "2
 أن الحسين جرح في قلوب الأحرار يتوهج طول السنين ويبقى خالدًا في ذاكرةالايام.

 
 1؛(19) } [الحاقة].
2:مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج ١٠ - الصفحة ٣١٨.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل شبيب الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/02



كتابة تعليق لموضوع : الشريط الأسود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net