أنا عليّ ، زرت صديقي احمد، بعد عودته من السفرة العلميّة، فاستقبلني فرحاً، وهو يقول :- لقد جئت في الوقت المناسب ياعزيزي ففي بيتنا مفاجأة .!
- ما المفاجأة يا صديقي الفاضل..؟
- لا تستعجلْ
قلتُ له :- لستُ مستعجلاً يا أخي العزيز
قال - تفضّل أولاً، وسترى بعينيك ما هي المفاجأة الكبيرة ..؟
دخلتُ إلى غرفة الاستقبال ، فوجدتُ أصدقائي كلهم (سمير وورود وإيلاف ) ، جالسين، سلّمتُ عليهم بحرارة ،وقلتُ فعلا ،مفاجأة جميلة ، لم أكن أتوقّع أن أراكم في بيت أحمد .
قال سمير :- لقد اتفقنا جميعاً ،على زيارة صديقنا أحمد ليحدّثنا عن سفرته العلميّة .
لكي نستفيد ،من المعلومات التي وفّرتها له هذه السفرة ، وبالتأكيد كانت سفرة مفيدة
قال أحمد: نعم سفرتنا مفيدة ،ولن أحدّثكم عنها، لأنّي سأدوّن كل معلوماتي عنها، وأقدّمها لكم مكتوبة ، فالمدّرس هكذا كانت توجيهاته لي ولزملائي ، فأعتذر لكم الآن
قالتْ ورود- لنترك الحديث عن السفرة العلمية ، ولنفكّر قليلاً، بهــذا السؤال
قال أحمد :- ما السؤال ..؟
قالتْ ورود :- لو كلّ واحد منّا نظر إلى الأعلى أو إلى ما حوله ، وحاول أن يقول شيئاً فماذا سيقول ..؟
قال سمير ( بعد أن رفع رأسه إلى الأعلى):-
إلهي تمادى الفراغ بدربي
فجئتُ اليكَ .. وحيدا بقلبي
وقفتُ بصدر الوجود
أناجيك ربّي
بروحي بعقلي
بشوقي بحبّي
فأنتَ العظيم
الكثير العطاءْ
وأنتَ الغنيُّ
وأنتَ الخلود البقاءْ
فهب لي حياة ، بأبهى رداءْ
وهبْ لي سلاماً ، ببرٍّ وماءْ
.... ................
قال أحمد ( بعد أن اسد وجهه على راحة كفّه):-
إلهي.. إلهي
إلهي المجيد السميعْ
بك العمرُ لا لن يضيعْ
فأنتَ الحبيب البديعْ
فيسّرْ ليَ الأمر، أنّي مطيعْ
وأنّ هواك جميلٌ ،نبيلٌ ربيعْ
فخذني إليكَ فحبّي كبيرٌ
وأنتَ الكبيرُ الحبيبُ الشفيعْ
قالت إيلاف (وهي تمدّ يدها إلى الأعلى كأنّها في دعاء ) :-
إلهي تحبّك روحي ،وبابك مشرعْ
مددتُ إليك يديّ وأعلم أنّي
يقيناً ، بأنّك تدفعُ عنّي
بلاء الزمان ،وهمّي وغمّي
فأنتَ الحبيبُ القريبُ
وكنزي وحصني
وأنتَ العليمُ وأدرى بشأني
فجأة دخل علينا والد أحمد ورحّب بنا جميعا، وحيّانا مبتسما، وقدّم إلينا، الحلويات، وهو يقول :-
أريدكم أن تنجحوا في دروسكم ثمّ قال لنا :-
- مؤكدا على العلم- قال رسول الله" ص ":-
" من أراد الدنيا فعليه بالعلم ،ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم ".
شكرنا عمّنا والد احمد ، على توجيهاته ،وقلنا له إننا يا عم نتعلم منكم فأنت مدرسة يا عم حفظك الله لنا.
و شـــكرنا صديقنا أحمد عـــلى ضيافته الكريمة
وإتاحته لنا هذا اللقاء، ثمّ استأذنا للانصراف، بعد أن ودّع بعضنا بعضا بكل احترام ومحبّة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat