شقشقة الظهيرة .. هدية الموعظة
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ الهدايا التي يمكن أنْ تقدمها للآخرين هي أنواع، ولكل منها خصوصياتها التي تميَّز إحداها عن الأخرى، ولكن الهدية المعنوية (الموعظة) ما أصعبها وأشدها في الواقع، والنفوس غير مهيأة لها إما غالبًا أو الأغلب، وخصوصًا إذا كان المُهدي لها ليس له مقام عند المُهْدَى إليه، فهو ينظر إلى طيلسانه ويقيِّمه على أساسه، ولا عليه بما يتضمنه طيُّ لسانه، وكم ممن لا طيلسان له كان ضحية غفلة المغرورين، الذين لهم فن كبير في وأده بمجرد أنْ يريهم طيَّ لسانه، وكأنهم لم يسمعوا كتاب الله يصرخ في وجوههم، ويصخُّ أسماعهم مستهجنًا ما هم عليه من معتقدات ((وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قُتِلت))، حتى وصل الحال أنْ تُفتقد هذه الهدية من قاموس الهدايا وأنواعها؛ لأنَّ جزاء صاحبها الوأد أو الاحتقار -عفوًا-، مع أنها جزء مهم من مقومات الشخصية الإسلامية خاصة، وكما قال جواد آل محمد (صلوات الله عليه) في إحدى روائعه التربوية: ((المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه)) .. وهذا -من وجهة نظري القاصرة- جزء من القصور المعرفي للشخصية الإنسانية وأبعادها ومقامها عند الله ..
ختامًا .. أخشى أنْ تكون يومًا أفضل هدية معنوية يتم تقديمها للآخرين والأحبة منهم هي الصمت والعزلة بديلًا عمَّا تقدم .. مع الاعتذار
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat