جامعة البصرة : توارث الاعراف و صناعتها
د . جاسم محمد عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتنافس المؤسسات بجميع انواعها على بناء اسس و اعرافا تسير عليها ويسير عليها من يأتي ليعمل في تلك المؤسسات ، و ربما تتحول هذه الى مدونات سلوك مهني في تلك المؤسسات ، و الجامعات بوصفها مؤسسات للبناء و الابداع عادة ما يقاس حجمها الاكاديمي من ضمن اشياء اخرى بالاعراف الاكاديمية السائدة و تجهد الجامعات ان تؤسس لها اعرافا تسير عليها في جوانب التدريس و الادارة و البحث العلمي، و تنبني هذه الاعراف بمرور الزمن حتى كأنك تحكم على الشخص لكونه متخرج من هذه الجامعة او تلك من خلال الاسس التي يطبقها في عمله. و الاعراف هي مجموعة الأفكار والآراء والمعتقدات التي تنشأ في في جماعة ما وتنعكس فيما يقوم به افراد هذه الجماعة من الأعمال، و هنا لابد من ذكر مجموعة من القواعد و الاسس التي لابد من توفرها في القيادة الجامعية المتمثلة بالتدريسيين و و رؤساء الاقسام و العمداء و رؤساء الجامعات التي تساهم في بناء و عي الطالب و توجهاته : أخلاقيات المهنة في الجامعة ، و قواعد السلوك و الاعراف الجامعية، و المسؤولية الاخلاقية للقيادة الجامعية و هذه جميعا تنعكس في بناء مدونة سلوك او ميثاق شرف لمهنة الاستاذ الجامعي.
هذه مجرد نظريات لربما يقول الكثير ممن يعمل في الاكاديمية العراقية ، و لو اخذنا جامعة البصرة مثالا لذلك ، نجد ان الاراء في اعلاه موجودة و لكن بالعكس تماما فالقيادات في هذه الجامعة العتيدة تتوارث اعرافا و تقاليد ادارية على الضد تماما من المعايير التي ذكرت انفا، و مثال ذلك سياة اهانة التدريسي و محاربته و كأنه "عبد" في اقطاعية صاحب الاقطاعية فقد سارت الجامعة و منذ زمن على عرف ان رئيس الجامعة او العميد على حق و ان هناك اساتذة معارضين دائما و ربما يحلو لنا القول ان هذا هو جوهر الديمقراطية المعلبة، لقد سارت الجامعة و لفترة طويلة على سياسة رفض كل ما يقترحه الاستاذ و كأن من على سدة الحكم الاداري يفقه في كل شيء و هذا طبعا انعكاس لما تدرب عليه القادة الجامعيون عندا كانوا يرتدون الزيتوني ويتنافسون في اظهار خصائص الولاء للدكتاتور ثم اتت سياسة الخضوع للاحزاب المتعددة و التيارات ذات السطوة السياسية او المالية او العسكرية و ذاق الطلبة و التدريسيين مر الهوان ثم تحول الامر الى سياسة (البستوكة) و هو امر اشتهرت به ساحات البصرة بعد عام 2005 حيت تحولت معظم ميادين المدينة الى نصب (البستوكة) او (المدانة) او المبخرة و تسابقت القيادات الجامعية لتأخذ نصيبها من الارث، و دخلت البستوكة الى الجامعة بوصفها امتداد لميادين المدينة ، و لكن البستوكة تحولت في جامعة البصرة و عللى ايدي قياديين الى (دية طرشي النجف ) وسيلة لتمشية الامور الى حد صولة الفرسان ثم جاءت بعد ذلك سياسة التصدي بنفاضات مخالف ووجهت نفاضات السكائر لغير استاذ في الجامعة و قلنا الحمد لله ان تحول الامر من التصفية بكاتم او كلاشنكوف الى نفاضة، ثم تحول الامر الى سياسة جديدة بل عرف جديد و هو امر يعز علي ذكره و لكن القيادة الحالية اوصلت الامر الى التهديد باستعمال الحذاء للتعامل مع من يعارضها بعد ان حصلت الجامعة على عدد من الجوائز في يوم العلم فكان لابد ان ينعكس ذلك يالتلويح باستخدام سلاح جديد بعيدا عن التوريط و لجان التحقيق مدفوعة الثمن( و لنا في اقسام اللغة الانكليزية و اترجمة و علوم الحياة ثم قسم التاريخ في كلية التربية و كلية القانون كلية الدراسات التاريخية امثلة على كيفية تصفية القيادة الجامعية للخصوم)و هب ان تجاوز هذا القائد او ذاك على استاذ قذفا و سبا و تشهيرا و طمع الاستاذ في الحصول على حقه تدفن القضية و يتهم الاستاذ بكونه بعثيا او في اقل الاحوال يهدد الاستاذ الذي يشهد بالويل و الثبور و عظائم الامور، اما اذا كان العكس و كشف الفساد فتشكل لجان شكلية لا تصل الى نتيجة و تطوى الصفحة، و يتهم (الظالمون) من يكشف الفساد انهم (عصابة)للنيل من الشرفاء!!!
اننا حقا ازاء توارث للاعراف الجامعية تبني هرما بالمقلوب بفضل قيادة ترث و تطور ما ترثه،بل تصنعه صنعا.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . جاسم محمد عباس

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat