(شقشقة) (فلنحذر حقيقة الشُّحِّ والبخلِ!!))
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

إنَّ هذه الصفة المذمومة هي إحدى عوائق النفس في الوصول إلى فلاحها، ف(قد أفلح من زكاها)، والشحُّ يقطع طريق الفلاح والصلاح والنجاح، ومَنِ اتَّصف بذلك -لا سمح الله- فليعلم أنه في شباك إبليس، بل في ولايته ومن أوليائه؛ لأنه قد تعدَّى نطاق نفسه بالاعتداء ماديًّا ومعنويًّا على الآخرين؛ لتصل الأنانية إلى أوجها، وهذا هو الاستدراج في المصطلح القرآني ..
وأما مْنْ كان في مرحلة البخل، فهو في قمة صراعه مع النفس الأمارة، فإمَّا أنْ يفشل في صراعه فيسقط في هاوية الشح، وإما أنْ يثبت لِيَدُمْ جهاده السرمدي، أو يصرع نفسه الأمارة فيفوز براحة وشفاء من ذلك الداء العقيم فتطمئنُّ نفسه بروح الإسلام وتعاليمه، ويشرح الله له صدره ..
أخيرًا ..
والبخل والشح لو كان في المال كما هو المعهود لكان أمرًا أو مرضًا هيِّنًا، فليس كل الناس تملك المال أو يملكها!!
ولكن شدة ذلك في طباع النفس وإطفاء نور فطرتها، فيتعدى الأمر إلى البخل والشح بالكلمة الطيبة!! والموقف الطيب!! والنظرة الطيبة!! والدعوة الطيبة!! والإيثار الطيب!! والاعتراف بفضائل الآخرين!! وتشجيعه على ذلك ولو بكلمة أو حرف!! بل التعدي على كل طيب من الآخرين؛ لأنه قد وقع أسيرًا بيد أعتى عدو فأطفأ نور الفطرة ..
فلعلنا لم نبتلَ بمرض شح المال وبخله !!
ولكننا من المدمنين بمرض الشح والبخل الحقيقين ولكننا غافلون عن حقيقة الأمراض؟!!!!!!
فعلينا أنْ نتأمل كثيرًا في آثار ذلك النور الطيب، وآثار تلك الظلمة الخبيثة (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) .. تحية واعتذار
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat