صفحة الكاتب : خضير العواد

الاجتهاد والتقليد يأخذ الإنسان من الضياع الى الرشاد (الجزء الثاني)
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد صاحبت فكرة التقليد الإنسان منذ نزوله على وجه هذه الأرض ومكافحته من أجل البقاء والعيش الكريم الذي يحفظ له كرامته ونوعه ، فقد صاحبة هذه الفكرة مسيرته وتطورت معها وتشعبت وأصبحت من الأدوات التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها نتيجة تطور الحياة على الأرض في شتى المجالات من الصيد والزراعة فالاستقرار في القرى والمدن ، ونتيجة أختلاف المستوى التفكيري والعقلي لبني البشر ومحدودية الإلمام بالعلوم المختلفة جعلت الإنسان وبشكل غريزي ومن ثم عقلي أن يتجه الى التقليد اختصارا للزمن والجهد بالإضافة الى النجاح من أجل تحقيق الأهداف ، وقد شاءت قدرة الله سبحانه وتعالى أن تنطلق أوائل عملية التعلم عن طريق التقليد من أجل حفظ كرامة الإنسان من بعد موته وأن لا يكون عرضة للأكل من قبل وحوش البرية ومن ثم التفسخ والجيفة التي تصاحبها روائح نتنة وما يرافق هذه العملية من هتك لحرمة الإنسان وكرامته بالإضافة للأمراض والأوبئة  فقد كان المجتهد الغراب والمقلد هو قابيل ابن نبي الله آدم عليه السلام ، فقد قلد قابيل الغراب في كيفية دفن جثة أخيه هابيل بعد أن قتله ولولا هذه التجربة في التعلم لما كان يقدر الإنسان أن يعيش على هذه الأرض بسبب نتانة الهواء وكثرة الجيف وما يصاحبه من أمراض وأوبئة ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين)( 1) ، عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنه لما سولت له نفسه قتل أخيه لم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه كيف يقتله فقال : ضع رأسه بين حجرين ثم أشدخه فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتقاتلان حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر الذي بقي على الارض بمخالبه ودفن صاحبه قال قابيل : يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فحفر له حفيرة ودفنه فيها فرجع قابيل الى أبيه ولم يكن معه هابيل (2) ، فأصبحت جميع البشرية اليوم بمختلف دياناتها السماوية والوضعية وقومياتها ومعتقداتها وأفكارها تقلد الغراب في دفن الموتى ،

(1)سورة المائدة آية 57(2) قصص الأنبياء –نعمة الله الجزائري ص57)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/05/10



كتابة تعليق لموضوع : الاجتهاد والتقليد يأخذ الإنسان من الضياع الى الرشاد (الجزء الثاني)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net