في العام 2009 قدمت السينما الايرانية عملا سينمائيا ضخما بميزانية تبلغ خمسة ملايين دولار تقريبا، ذلك هو فيلم (مملكة النبي سليمان) للمخرج (شهريار بحراني) وهو مخرج المسلسل الايراني الشهير (مريم المقدسة).
تبدأ احداث الفيلم في مرحلة تولي النبي سليمان(عليه السلام) للحكم بعد ابيه النبي داوود(عليه السلام)، وتنشأ ذروة الفيلم من الصراع بينه وبين علماء اليهود الذين كانوا يطمعون بحصة من حكم الشعب ويستعينون من اجل الوصول الى مآربهم بتسخير الجن والشياطين وتوظيفها لتأليب الناس ضد حكم سليمان(عليه السلام).
يتضمن هذا الفيلم العديد من التقنيات البصرية الضخمة في وقتها، وقد اجاد المخرج في اختيار زوايا وحركة الكاميرا وتجسيد الديكورات والازياء، كما لعب الممثلون دورا لا بأس به في اداء ادوارهم التمثيلية، والاداء الصوتي كان مؤثرا، ولا يخفى تأثر المخرج بالاسلوب الذي تمتاز به افلام الخيال العلمي التاريخية التي انتجتها السينما الامريكية (هوليوود) مؤخرا، وبالذات فيلم (سيد الخواتم) باجزائه الثلاثة الشهيرة.
لا يخلو الفيلم من توجيه رسائل دينية وتاريخية خفية، إذ يدحض فكرة بناء هيكل سليمان في نفس المكان الذي يوجد به المسجد الأقصى حالياً، كما اشار الى البشارة ببعث النبي محمد(صلى الله عليه وآله) والامام المهدي(عجل الله فرجه).
ولكن المشكلة التي يعاني منها الفيلم تكمن في كتابة السيناريو، اذ يجد المشاهد قصة الفيلم وكأنها مجموعة من الاجزاء المفككة غير المترابطة، التي تفتقد للحبكة في ترابط الاحداث، مما أضعف الخيط الذي يشد المشاهد باستمرار لمتابعة الفيلم، فضلا عن ضعف في تجسيد البطولات والمعاجز التي تسند لشخصية البطل، كما ان المؤثرات البصرية الخاصة(الغرافيك) لم تكن بالمستوى الذي كان مأمولا مقارنة بحجم الفيلم.
وعلى هذا الاساس ليس من المستغرب ان فيلما نال مثل هذا الحجم من الامكانيات لم يترك الاثر المرجو في ذاكرة المشاهدين، فالصورة لوحدها لا تكفي لحجز مقعد في قلب محبي الافلام السينمائية، وانما لا بد من ان تتضافر في الفيلم السينمائي جميع عوامل النجاح ليكون الفيلم خالدا، على صعيد الصورة والصوت والنص والاداء.
وعلى كل حال فان فيلم(مملكة النبي سليمان) جاء ليفسر للمشاهدين العديد من الاحداث التاريخية الغامضة لحياة هذا النبي، علما ان هنالك انباء تؤكد عن نية السينما الايرانية انتاج جزء ثانٍ من الفيلم يكمل سرد مراحل حياة النبي سليمان من حيث انتهى الجزء الاول، وهي مرحلة لقائه بملكة سبأ وما بعدها من احداث.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
