تساؤل في الصميم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الإمام أبو الحسن الأشعري إمام الأشاعرة المعروف، له كتاب: مقالات الإسلاميين، وهو أهم كتاب في الفرق والمقالات عند أهل السنة. وقد أشاد ابن تيمية بهذا الكتاب، وجعله أكثر دقة وأفضل من كتاب الشهرستاني المعروف بالملل والنحل.
الإمام الأشعري توفي حوالي سنة ٣٢٠ للهجرة. أي قبل (ولادة) الشيخ المفيد بست عشرة سنة. كما أنه عاش في زمن الغيبة الصغرى كما هو واضح. وهو من خصوم الشيعة، وبالتأكيد لو وجد ما يخالف التاريخ الصحيح لسارع لإثباته للنيل من الشيعة.
الأشعري يذكر في كتابه الشيعة الإمامية الاثني عشرية، ويذكر أئمتهم بالتسلسل إلى الإمام المهدي. ويذكر أنهم يقولون بالنص وعصمة الأئمة ع، ويذكر عبارة مهمة جداً جداً وهي قوله: (وهم جمهور الشيعة). فأين هذا من الدعاوى الباهتة للخرّاصين المهرطقين بأن الإمامية الاثني عشرية فرقة متأخرة التأسيس؟
ثم إذا كان الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في زمان الأشعري (أي في النصف الثاني من القرن الثالث وبدايات الرابع) يشكلون الغالبية العظمى من الشيعة، في مقابل الشيعة الإسماعيلية والزيدية وغيرهم، فتلك بلا شك ظاهرة فريدة اختلف فيها الاثنا عشرية عن جميع الفرق والجماعات، أي أنها بدأت بقوة منذ زمن النبي ص (ولنقل تنزّلاً منذ يوم السقيفة) واستمرت حتى زمن الأشعري الذي عاش في وسط الشيعة، مع كل ما لحقها من قتل وتشريد وتضييق وسجون من قبل الحكام الطغاة، ومن الفرق المتعصبة الأخرى، ومن محاولات الانشقاق الداخلي والتيارات الانحرافية المختلفة. هذه الظاهرة جديرة بالتوقف والدراسة والتساؤل:
ما هو السر في قوّة هذه الجماعة وثباتها وبقائها وانتشارها وعمقها الفكري، مع توفر جميع الدواعي والمقتضيات لإبادتها ومحوها؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat