هل التشيع صنيعة الشيخ المفيد؟ (١)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سأل كثير من الأخوة عن هذا المقطع المنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي والذي فيه دعوى لكمال الحيدري ينقلها هذا الشخص بأنّ المذهب الشيعي وأصوله أسست على يد الشيخ المفيد.
ثم ذكر نماذجًا من تلك الأصول وهي:
١ـ كون الإمام منصوص من النبي (صلى الله عليه وآله) كون الأئمة (عليهم السلام) ينص بعضهم على بعض.
٢ـ كون الأئمة (عليهم السلام) معصومين.
٣ـ كون الأئمة (١٢) فقط.
٤ـ كون الإمام الحجة (عليه السلام) حيًّا.
وعلى كل حال أذكر الرد على كل فقرة من كلامه:
• أولاً: النصّ على الإمام
لم يكن الجدال حول كون الإمام منصوبًا من زمن المفيد، بل كان عقيب شهادة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) واستدل عليه بجملة من الأحاديث اكتفي بنقل اسماء أهمها
١ـ حديث الغدير.
٢ـ حديث المنزلة.
٣ـ حديث الخلافة.
٤ـ حديث الوزارة.
وغيرها وتلك الأحاديث التي كان ولا يزال يستدل بها الشيعة على أحقيّة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخلافة هي أحاديث موجودة في مصادر العامة قبل الخاصة! فكيف يكون الشيخ المفيد هو من أسس لفكرة النص وقد تواترت النصوص من النبي على نصب الإمام؟!
وكذلك تواترت النصوص على الأئمة الأثني عشر (عليهم السلام) وسيأتي مزيد بيان عند الكلام عن هذا الأصل الذي ادعى الحيدري أن من أسسه المفيد مع أنّه مروي في كتب العامة أيضًا!!
هذا ما عدا الآيات القرآنية النازلة في أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي تنص على إمامته وروى تفسيرها في كونه المقصود منها العامة والخاصة أيضًا!!
وكل تلك الأدلة موجودة منذ زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويدور عليها النقاش والجدال منذ ذلك العصر وإلى زماننا، وما كان دور الشيخ المفيد إلا المجادلة فيها ودفع الشبهات عنها، وهذا بنفسه لا يسمى تأسيسًا، وإلا كان كل من دافع عن تلك الأدلة مؤسسًا!!
وأساسًا أن القول بعدم نصب النبي الإمام من بعده أمر يستقبحه العقل كما يقول الشيخ جعفر السبحاني: (أستصوب معاوية اخذه البيعة من الناس لإبنه يزيد وقال : (إنّي كرهت أن ادع أمّة محمد بعدي كالضأن لا راعي لها). فإذا كان ترك الأمة بلا راع أمراً غير صحيح في منطق العقل، فكيف يجوز لهؤلاء أن ينسبوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه ترك الأُمة بلا راع ؟! فكأن هؤلاء كانوا أعطف على الأمّة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إن هذا مما يقضي منه العجب) [مختصر محاضرات في الإلهيات ص ٣٣٨].
وانبه أنّ المقصود بالنقد هنا ليس المدعو (حسين سعدون) ذلك الذي يدعي الثقافة وهو ثقافته مبنية على المقاطع القصيرة المنشورة في اليوتيوب، بل المنتقد هو تهريج كمال الحيدري الذي يصرح بهكذا أمر سخيف واضح الفساد.
#يتبع..
#صفحة الدفاع عن الحوزة العلمية ( تلغرام)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat