صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

لا تعمم الراي
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عدالة الراي للموضوع الذي لا يقبل رايين تعتبر من المواهب التي قل ما يتمتع بها مفكر او مؤرخ ومن اهم مميزات الراي العادل انه ينحصر في الموضوع الذي بحاجة الى راي دون النظر الى متعلقاته في الشؤون الاخرى مع التجرد من العاطفة ، فلكل ظرف راي .

وغالبا ما تمر بنا اراء ظالمة او احادية تعمم بشكل مطلق ، فالخليفة او الرئيس او اي شخص يقدم على عمل منكر فانه يصبح منكرا مهما فعل وان اقدم على عمل معروف يبقى معروفا مهما يصدر عنه . والخلط بين الراي بالظاهرة دون المساس بالشخص امر عسير .

والذي نود الحديث عنه يخص التاريخ ، فالدولة الاسلامية بعد رسول الله (ص) استمرت من الخلفاء الراشدين الى الاموية الى العباسية ومن ثم تشتت الى دول الفاطمية والبويهية والعثمانية والحمدانية وغيرها الكثير .

لناخذ الدولة العباسية مثلا فان نظرة مؤرخي الشيعة لها تكون من جانب ظلمهم لاهل البيت عليهم السلام ولاتباع اهل البيت عليهم السلام وحقيقة تاريخهم اسود في هذا المجال ولا يقبل الجدل وقد تفننوا في تعذيب الشيعة ، وهؤلاء الطغاة كانوا عندما يريدون المشورة من الامام المعصوم فانه عليه السلام لا يبخل بها عليهم وذلك نصرة للاسلام ،  ولكن من جانب اخر فان هنالك قوة للدولة الاسلامية تنامت بسبب سياستهم الخارجية كما وان الحضارة والعلوم ازدهرت في زمانهم ونشطت عملية ترجمة العلوم والكتب الى اللغة العربية مع النهوض العمراني لبعض المدن ، فالمعتصم طاغية وظالم لايقبل الجدل الا انه اسس مدينة سامراء ، والمنصور الذي يطلق عليه الدوانيقي اسس بغداد وهو في اعلى درجات الظلم والبطش للشيعة .

ومن البديهي لا يوجد ظالم كل حياته سلبية فهنالك بعض المواقف الايجابية ومهما تكن نواياه في الاقدام عليها حتى وان كانت نفاقية او لغاية سيئة فان ظاهرها حسن ، ولكن يجب ان تذكر هذه المواقف ، ولست بصدد الاستشهاد ببعض منها لان المقال لا يسمح بذلك ولكن كتب الشيعة تذكر من هذه المواقف الايجابية التي صدرت عن خلفاء بني امية والعباس بحق اهل البيت عليهم السلام .

وحتى في عصرنا هذا فاننا عندما نثني على موقف معين او جهة معينة نرفض ان ينسب لها اي موقف سلبي ونبرر ونؤول من اجل الدفاع عنها.

الفتوى المباركة للمرجعية بخصوص الجهاد الكفائي لاغبار عليها وانها انقذت العراق والعرب والمسلمين وجاء ذلك بفضل سواعد تطوعت لاجل الجهاد وقد بذلت الغالي والنفيس ولكن هل نستطيع ان ننكر انه لم تحدث اخطاء ؟ هل ننكر ان هنالك من اساء التصرف حتى وان كانوا شطط ؟ ولكن بالنتيجة كانت معول بيد الاعداء للتنكيل فلو عالجنا اخطاءنا لفوتنا الفرصة على اعدائنا .

العجيب هو الاستماتة في الدفاع عن من نعتقده كله صح ولا يوجد كله صح الا محمد وعترته عليهم السلام ، اما دون ذلك فالخطا وارد ولكن التشهير غير صحيح والنظرة الموضوعية نحن بامس الحاجة لها لتجنبنا النقد الجارح حتى تصبح اراؤنا بمعتقداتنا رصينة وعقلية .

الخطاب الاسلامي هو قمة الرقي والعلو والكمال والنهوض بالانسان اما من يمثل هذا الخطاب فهذا شان اخر .  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/12



كتابة تعليق لموضوع : لا تعمم الراي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net