صفحة الكاتب : لطيف القصاب

حزب الحمير الكردستاني
لطيف القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التعبير عن مواقف الحياة بسخرية او ما تسمى بالفنطازية من الاساليب التي يعتمدها الكائن البشري في علاج بعض امراضه ومشاكله وعقده وانهياراته وقد اثبتت الوقائع ان هذه الاساليب ما تزال تفعل فعلها في كثير من المجتمعات الانسانية وما تزال تنتج - وهذه هي المفارقة - ردود افعال ايجابية جدية تنتفع منها الحياة بصورة عامة . في إقليم كردستان العراق اسس عدد من الناشطين السياسيين حزبا أتخذ من اسم حيوان اليف عنوانا له وبعد سجالات مريرة في دوائر منح الاجازات الخاصة لعمل الاحزاب الكردية وبعد نضال طويل في الرفس والزكط مع المتعنتين في تلك الدوائر على حد تعبير زعيمه المؤسس جاءت الموافقة الرسمية في عام 2005م فشهدت الساحة السياسية في الاقليم بزوغ حركة سياسية فريدة بمسمى حزب الحمير الكردستاني ، تتبع تدرجا هرميا وتقسم اعضائها العاملين الى جحش صغير وأتان – انثى الحمار- وحمار يبدو انه يمثل المرتبة الاعلى في سلم المسؤولية التنظيمية ويملك الكلمة الاخيرة في حل وعقد الامور . المهم ان هذا الحزب الفنطازي يعاني هذه الايام وبعد مرور خمس سنوات على تاسيسه من ضائقة مالية عسيرة تنذر بخطر داهم يهدد كيانه باخطار جمة ، وقد يؤدي ببعض اعضائه الى ترك العمل السلمي والانشقاق عن الحزب فكرا وسلوكا وربما الانضمام الى احزاب اخرى لاتتصف من قريب او بعيد باخلاق الحمير الوادعة لاسامح الله . من السهولة طبعا ان يخلع المناوؤن لهذا الحزب كثيرا من الاساطير واللامعقولية على اعضاء هذا الحزب وطريقة تفكيرهم ، وحتى غير الخصوم يستطيعون ان ينسجوا قصصا مفبركة بقصد الاستخفاف من هؤلاء الذين تبنوا السير في هذه المغامرة العجيبة طيلة خمس اعوام كاملة ، ولكن كم من المراقبين سينتبه الى طبيعة الارض التي تتشكل فوقها كيانات بهذا الشكل اللافت للانتباه وما هي الاسباب الكامنة التي تجعل من انسان يستقتل من اجل الوصول الى لقب حمار وهو على معرفة كاملة باثار هذا اللقب على مجمل حياته العامة والخاصة . ربما ثمة من يقول ان هؤلاء طلاب شهرة وليس لهم صلة بالسياسة او الديمقراطية ؟ ولكن ماهي نتيجة هذه الشهرة هل تتعدى ان يكون الواحد من هؤلاء في نظر الجماهير حمارا او (حمارة) الا يفرق هؤلاء بين الشهرة الحسنة وتشويه السمعة ؟ ان هؤلاء ليسوا مغفلين على الإطلاق من وجهة نظر بعض المراقبين انهم بشر بائسون اختاروا مقابلة مواقف وسياسات بعض الاحزاب البشرية السخيفة بطريقة من يلعن نفسه وهو يقصد عدوه . لماذا لا نفهم من هذه الظاهرة الغريبة رسالة مفادها ان بقاء الفوضى السياسية في العراق تحمل بين طياتها مفاجآت لاسبيل لتوقع اضراراها والتنبؤ باثارها السيئة على حاضر ومستقبل العراقيين ؟ ، لماذا لا نفهم منها دعوة صريحة لاقرار قانون ينظم العمل الحزبي العراقي سواء في المركز او الاقليم تنظيما دقيقا من حيث البرامج التي تسعى الى تحقيقها الاحزاب المختلفة في المجتمع والركائز الفكرية التي يستند اليها هذا الحزب او ذاك في صياغة اهدافه وشعاره واليات العمل المتبعة عنده ، وبالتالي منح اجازة العمل والتمويل المناسب للحزب المستحق من دون الجائه الى عمليات الرفس والزكط او التهديد باستحداث احزاب حيوانية اكثر عنفا .

لطيف القصاب

lateefiraq@yahoo.com



قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/23



كتابة تعليق لموضوع : حزب الحمير الكردستاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net