البعد المعنوي للطواف ح ( 5) فمما ورد من اثار الطواف
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

:
1- الاختصاص بالرحمة الالهية
ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) ان من طاف بالبيت الحرام شملته رحمة خاصة من الله تبارك وتعالى ( ... فان لله عز وجل مائة وعشرون رحمة عند بيته الحرام ستون منها للطائفين ...)
2- استحقاق الحسنات وحط السيئات واجر العتق
ورد عن مولانا الصادق (عليه السلام) ان من الاثار المترتبة على الطواف ضمن جملة من الشروط، ان تكتب للطائف الحسنات وتحط عن السيئات ويكتب له اجر عتق الالاف من الرقاب.
" ... من قدم حاجا حتى اذا دخل مكة دخل متواضعاً، فاذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة الله عز وجل، فطاف بالبيت طوافاً وصلى ركعتين، كتب الله سبعين الف حسنة، وحط عنه سبعين الف سيئة، ورفع له سبعين الف درجة، وشفعه في سبعين الف حاجة، و حسب له عتق سبعين الف رقبة قيمة كل رقبة عشرة الاف درهم"
وهنا قضية في غاية الاهمية وهي ان هذه الاثار الواردة في هذا النص الشريف لا تترتب بمجرد الطواف بل لابد مع الطواف من تحقق شروط اخر فيكون الطواف المقيد بالشروط المذكورة هو العلة في ترتب تلك الاثار، وربما يكون هذا فرق بين هذه الاثار والاثار المذكورة في الرواية السابقة فان نزول الرحمة في ساحة البيت واختصاص ستون منها بالطائفين لم تقيد في النص بشروط معينة، وهذا اكرام من الله تعالى لمن حضر حول البيت الحرام، فكما ان كرمه تبارك وتعالى انه يرزق العاصين من عباده بل والمشركين في دار الدنيا فكذلك من كرمه تبارك وتعالى ان تكون الرحمة التي ينزلها حول الكعبة المشرفة تعم كل من حضر، واما الاثار المنصوصة فيما روي عن الامام الصادق (عليه السلام) فانها خاصة بمن كان طوافه متوفرا على شروط :
1. الدخول الى مكة متواضعا، فالتواضع هو طريق التخلص من الكبر والانانية وعبادة الذات، وخطوة نحو الاذعان والاقرار بالعبودية لله تعالى.
2. تقصير الخطى عند الدخول الى المسجد الحرام، وان يكون ذلك ممتزجا بالخوف من الله تعالى.
3. الطواف وصلاة الركتعين.
يستشف من الشرطين الاولين ان يكون العمل الصادر من الطائف عن اخلاص وصدق نية وتقوى لله عزو وجل كي تترتب الاثار كاملة، كما ان اطلاق الرواية ربما يكشف عن ترتب تلك الاثار مع توفر الشرطين واما تاثيرهما فهو متوقف على التقوى وخلوص النية، لانه في حال عدم خلوص النية في القرب الى الله تعالى بالعمل ودخول الرياء وطلب السمعة فيه فالنتيجة عدم ترتب الاثر الشرعي - وهو فراع الذمة - والاثر الواقعي للطواف، واما في حال عدم تحقق التقى من العبد فان الاثار قد لا تترتب باعتبار ان الله تعالى انما يتقبل من المتقين فتكون الحسنات ورفع الدرجات في الاخرة واحباط السيئات وجيمع الشؤون الاخروية المعتلقة بمقام العبد ودرجة قربه من الله تعالى، فان استحقاق العبد لها متوقف على تحققق مقدمتها وهي التقوى ومع عدمها فانه يكون قد فوت على نفسه اثار الطواف الاخروية، نعم ربما ان جملة من الاثار الدنيوية تمضي لعدم توقفها على شي وراء نفس العمل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat